أيها السوريون لا تنتظروا فرجا من الخارج

محمد هيثم عياش

[email protected]

لقد استطاع الشعب التونسي ان يكسر قيود الطاغية زين العابدين بن علي التي قيدهم اياها لاكثر من ثلاثة وعشرين عاما خرج ذلك الشعب غير مبال بقتل او اعتقال مطالبا بالحرية واستطاع ارغام ذلك الطاغية بالفرار الى خارج تونس ذاك الطاغية الذي ظن انه باق في حكم تونس الى ان يموت لكنه نسي بأن الله بالمرصاد فكم من دعاء مظلوم رُفع الى السماء بدون حجاب ووعده الله بالانتصار له فنصر الله التوانسة ، وخرج الاحمق المطاع معمر القذافي ليرجف الاراجيف وينتقد التونسيين لانهم لم ينتظروا عاما او عامين الى ان تنتهي مدة حكم طاغية  تونس ثم عاد لينصحهم باخذ الحذر من ان يسرق الاخوان المسلمون وحزب النهضة ثورتهم ، وكأن الاخوان يسرقون ثمرات غيرهم ويعلم الطغاة بأن الاخوان ليسوا بسارقين وانتصر التونسيون بفضل الله ينصر من يشاء ويرزق بغير حساب .

وها هم المصريون ينتهجون نهج اخوانهم التوانسة وقد كسروا حواجز الخوف وصمودهم سيؤدي الى ثمرة بل ثمرات النصر على الطاغية الذي لا يزال يقبع في قصر عابدين يأمر شرطته وجيشه بقتل المتظاهرين ويظن مثل ظن فرعون موسى بأنه رب مصر الاعلى  وانه قد ظن بانه سيستخف بذلك اهل مصر ليطيعوه الا ان المصريين اثبتوا بأن ذلك لا يمر عليهم فالله ربهم ورب آبائهم الاولين الذي سيحقق لهم غايتهم التي تكمن بنيل الحرية .

وقد أن لكم يا أهل بلاد الشام ان تتحدوا الخوف الذي يسري في شرايين دماءكم فلا تنتظروا ايها السوريون فرجا من خارج بلادكم وانما عليكم ان تثبتوا لطغاة سوريا بانكم شعب حي لا يمكن ان يركع للطغاة ، ما الذي تخشونه من الموت فان قتل منكم واحد او اثنين او ثلاثة او مائة فانهم احياء عند ربهم يرزقون وينالون شرف الشهادة وشرفكم ايضا اذ سينجم عن ثورتكم ضد طغاتكم نصر من الله هل نسيتم وعد الله تعالى بأنه لن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا وانتم مؤمنون بالله ومسلمون وما عليكم الا ان  تقولوا للطغاة القرامطة  في سوريا اذهبوا عنا قد كرهناكم وكرهتمونا .

لن ينال اي شعب حريته الا بالقوة فاثبتوا شجاعتكم فقد اخرجتم الصليبيين من بلادكم كما اخرجتم الفرنسيين وظلم اهل جلدتكم لكم اشد مضاضة من ظلم الغرباء . هل تعلمون ما قال لنا وزير الخارجية الالماني جويدو فيسترفيليه يوم الاربعاء من 26 كانون ثان /يناير الحالي تعقيبا على ما يجري في مصر ، أن أسباب الفقر هو فقدان الحرية واذا ما كان شعب ما يتمتع بالحرية فهو شعب عزيز وانتم ايها السوريون شعب عزيز يحب الرفعة ويأبى الذل فالى متى تنتظرون ؟

ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين .