رد على ما جاء في صحيفة القدس العربي
رد على ما جاء في صحيفة القدس العربي
عما نشرته حول إشادة الغنوشي بالزعيم الليبي
محمد فاروق الإمام
[email protected]
انفردت جريدة القدس العربي في نشر رواية عن جريدة (قورينا) الليبية أن رئيس حزب
النهضة الإسلامي المحكوم غيابياً من قبل الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي
بالسجن المؤبد والمقيم في المنفى منذ ما يزيد على 23 سنة، الشيخ راشد الغنوشي
أشاد بالزعيم الليبي معمر القذافي في اتصال هاتفي أجراه مع سيف الإسلام نجل
القذافي يوم الأحد الماضي، ومما جاء ـــ فيما روته القدس عن قورينا ـــ أن
الغنوشي قال مادحاً القذافي:
(نحن على دراية بموقف القائد القذافي المساند دائما للشعوب فقد
دأب طوال مسيرته على دعم الثورة الشعبية وحرض عليها)، وأضاف الغنوشي ـــ كما
ذكرت الصحيفة ـــ قائلاً: (اننا نعرف حقيقة موقف
القائد معمر القذافي من طبيعة التغيير الذي شهدته تونس، فهي ليست ثورة أحزاب أو
نخبة)، وأشار الغنوشي ـــ كما نقلت القدس عن قورينا ـــ إلى أن مسميات وآلية
عمل اللجان الشعبية التي شكلها
التونسيون للحافظ على الأمن عقب الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي (تقترب
كثيرًا
مما تطبقه ليبيا في عملية التسيير الشعبي)،
وتضيف القدس نقلاً عن قورينا أن الغنوشي قال في تلك المحادثة الهاتفية لسيف
الإسلام:
(إننا نعرف أنكم قاطعتم زين العابدين بن علي منذ ست سنوات عندما
رفض الاستجابة لوساطتكم بإطلاق سراح سجناء حزب النهضة)، واضاف الغنوشي (ولاحظنا
أنكم قد امتنعتم منذ ذلك الحين عن زيارة تونس (...) سنلتقي المرة القادمة في
تونس
بعد
أن تعودنا أن نلتقي دائما في المنفى).
ما جاء في صحيفة القدس العربي نقلاً عن صحيفة قورينا الليبية يحتاج إلى تدقيق
وتأصيل وتوثيق، وهذا ما كنا نتمناه من جريدة القدس العربي التي يقرؤها الملايين
صباح كل يوم، وكان الأجدر بهذه الصحيفة الشعبية المحترمة ـــ حتى لا تفقد مصداقيتها
عند الجماهير العربية ـــ أن تتحق من صحة ما جاء في صحيفة قورينا وفي مصداقية ما
نشرته عن مكالمة هاتفية جرت بين سيف الإسلام والشيخ راشد الغنوشي يمتدح فيها الشيخ
الزعيم الليبي معمر القذافي، وكان هذا التحقق لا يحتاج لأكثر من إجراء اتصال هاتفي
مع الشيخ من قبل السيد رئيس تحرير جريدة القدس العربي الأستاذ عبد الباري عطوان أو
أحد العاملين في الصحيفة، وهذا الاتصال لا يكلف الصحيفة أكثر من بنسات قليلة كون
مقر الصحيفة وإقامة الشيخ في لندن.
وقد قمت من جهتي بالاتصال ببعض التونسيين من معارفي والقريبين من الشيخ راشد
الغنوشي للتحقق من صحة ما نشرته القدس العربي نقلاً عن جريدة قورينا، فنفى الجميع
صحة هذا الخبر جملة وتفصيلاً، مؤكدين أن مثل هذه الأخبار الملفقة القصد منها تشويه
صورة الشيخ الغنوشي الذي يستعد للعودة إلى الوطن وتحمل مسؤولياته في تعزيز
الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وما يؤكد عدم صحة هذه المعلومات الملفقة مواقف الشيخ الغنوشي منذ اليوم الأول
المؤيدة للانتفاضة المباركة والمعادية لكل أشكال النظم الديكتاتورية والاستبدادية،
من خلال العديد من المقابلات والحوارات التي أجرتها محطات فضائية محترمة معه
كالجزيرة والحوار والبيبي سي وغيرها.
نتمنى على صحيفتنا القدس العربي أن تبتعد عن نشر كل ما هب ودب بقصد الإثارة وتشويه
صورة القادة الإسلاميين الذين كانت لهم مواقف مشرفة في كل ميدان وساحة في مقارعة
المستبدين وأنظمة الحكم الشمولية الديكتاتورية، ودفعوا شلالات من الدماء الزكية
الطاهرة في مقارعتها، وآثروا السوق إلى السجون والمعتقلات والمنافي دون الرضوخ لهذه
الأنظمة أو مداهنتها أو النفاق لها، والأمثلة على ذلك كثيرة وكثيرة لا اعتقد ان
القائمين على صحيفة القدس العربي يجهلونها أو تغيب عن ذاكرتهم!!