ومن تونس المقهورة أتانا النبأ الأخضر

ومن تونس المقهورة أتانا النبأ الأخضر ...

الشيخ خالد مهنا *

[email protected]

فجأة، ومن دون انتظار، تربعت تونس الخضراء على رأس قائمة أولويات السياسة والإعلام في المنطقة والعالم، واحتفظت بمكان الصدارة في سرعة دحرها ا للمستبدين الذين فروا من بلدهم التي ساموها قهرا وهم يضعون على وجوههم النقاب الاسود و  حيث "الثورة الشعبية" التي لم تتخذ لنفسها لوناً يميزها على طريقة "الثورات الحمراء" و"البرتقالية" و"الخضراء" وغيرها، وحيث التغيير يقرع الأبواب، أبواب تونس والمنطقة برمتها، ومن حيث لم نحتسب ولم نتوقع، لا نحن ولا غيرنا، ولا "التونسيين" أنفسهم.

 

 ،فما جرى في تونس هو إعصار أو عاصفة أو تسونامي، هزّ اركان وعرش الطغاة،واضطر الطاغية للفرار،وقدم الدليل الحي على ما قاله الشاعر،ابن تونس أيضا،أبو القاسم الشابي:-

إذا الشعب يوما أراد الحياة*** فلا بد أن يستجيب القدر

ولا بد لليل أن ينجلي*** ولا بد للقيد أن ينكسر

ليل طويل وآهات وعذابات شعب ظل يرسف في قيود الاستبداد زمنا طويلا،حقق المعجزة التي خطتها الجماهير بدماء أبنائها،واحتفظت بلاد المغرب العربي بالريادة في شئون شتى؛فمؤسس علم الاجتماع هو عبد الرحمن بن خلدون،وأكبر قافلة شهداء عربية في سبيل الاستقلال خرجت من الجزائر،وأول انتفاضة أو ثورة شعبية من نوعها،عربيا،تنجح في إسقاط الدكتاتورية قام بها التوانسة الأحرار،فالحلم يمكن أن يتحول إلى حقيقة قائمة إذا انكسر الحاجز النفسي لدى الشعب المقهور المقموع.

والجميل أن ثورة تونس الخضراء جاءت في ظل مشهد عربي غاية في الكآبة عناوينه الرئيسة تقسيم المقسم وانتظار سايكس-بيكو جديدة، ففلسطين محتلة والعراق كذلك ،وانفصال جنوب السودان،واليمن في الانتظار،وقلق على مصر ولبنان،وحالة إحباط واغتراب،وضنك عيش متزايد. فحال تونس الخضراء كحال مسافر في عمق صحراء قاحلة وقد أنهكه الجوع والعطش،وكان على وشك السقوط بانتظار الهلاك من شدة الظمأ والجوع،وإذ بواحة وفيرة الماء والتمر تتراءى أمام عينيه ففرك عينيه وحسب ما رأى سرابا وإذ به ليس سرابا!

وفي خضم فرحتي الحذرة لا بد من تسجيل لبعض الخواطر :-

اولا : تبين أنه مهما كان النظام بوليسيا قمعيا فإن «خريف البطريرك» كما سمى ماركيز روايته الشهيرة،هو فصل لابد أن يعقبه شتاء يروي ظمأ الطامحين إلى الحرية والكرامة.

ثانيا ا:إن الغرب كما يقال في المثل الشعبي«مع الحيط الواقف» وهاكم الدليل الواضح من رفض ساركوزي استقبال بن علي،وتصريحات أوباما،رغم أن النظام في تونس لطالما وصف بأنه الأكثر ولاءا وتبعية للغرب؛فهو النظام الذي منع الحجاب،وجرّم تعدد الزوجات قانونيا،وأباح العلاقات الغير مشروعة،بل وصل الحال بإحداهن للتهجم على صوت الأذان،وجعل الأحد يوم العطلة الرسمي،وابتكر نظام الصلاة بالبطاقة الإلكترونية الممغنطة،ونشر مظاهر التغريب في شتى مفاصل الدولة،وغيرها من الأمور التي لم تشفع لرأس النظام كي يقضي ما تبقى له من الأيام في فرنسا أو غيرها من بلاد الفرنجة،فليس لهذا الغرب حليف أو صديق دائم،وعِبر التاريخ كثيرة ومتعددة في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية،ولابد لم راهن أو يراهن على الغرب أن يعلم أن الشعب هو الضمانة،والحاضنة الأكثر أمنا،ويجب ألا تنسينا تصريحات الغربيين الأخيرة بأن الدكتاتور استقوى على الشعب بدعم كبير من الغرب،فهذا الغرب هو الذي زوّده بأوكسجين البقاء طوال السنين العجاف الماضية.

ثالثا :إن الديمقراطية لا تأتي على ظهر دبابة أمريكية أو بريطانية،والعراق خير دليل على ذلك؛فقد حولوا العراق من دولة محكومة بنظام شمولي،إلى كنتونات ممزقة تعمها مظاهر القتل والفتن الطائفية والعرقية،فالديمقراطية والحرية تصنعها الشعوب وتأتي عبر دمائهم،وليس عبر الاحتلال الأمريكي أو الأجنبي عموما.

رابعا: لازال الخير في الجيوش العربية،ومنها جيش تونس،الذي لم يستخدم العنف كما بقية أجهزة النظام التي قتلت أبناء شعبها وضربتهم بلا أدنى رحمة أو وازع من دين أو ضمير،وكم هو جميل لو تكرر أنموذج عبد الرحمن سوار الذهب.

خامسا : القوى المعارضة للاستبداد يمكن أن تحقق اختراقا وإنجازا هاما إذا تناست أو أجلت جدلها حول خلافاتها الأيدلوجية،فالنظام البائد ألّب الشيوعيين واليساريين والوطنيين والعروبيين على الإسلاميين ثم انقض على جميع من ألبهم مع سائر العلمانيين،ونجح في ذلك إلى حد كبير،ولكن إذا كرر المعارضون خطأهم السابق فإن المأساة ستتكرر،فالقوى المعارضة تتفق على أمور أكثر مما تختلف على أمور أخرى،بغض النظر عن أطيافها الأيديولوجية ورؤاها السياسية والاجتماعية.

سادسا : بناء على النقطة السابقة يجب إيجاد عقد اجتماعي جديد لأن التضحيات تحتاج إلى إنجاز حقيقي وليس مجرد تغيير كراسي ووجوه،وإزالة صور لوضع أخرى،و إلا أجهضت الانتفاضة/الثورة التونسية المباركة،وهذا لو حصل-لا قدر الله-فإن على الناس انتظار عشرين سنة جديدة تزهق فيها الأرواح وتنتهك الأعراض وتنهب الممتلكات وتشوّه الثقافة.

سابعا :الشعوب تحتاج إلى الحرية والكرامة وليس فقط إلى أن تملأ بطونها،وما جرى في تونس خير دليل على ذلك ،فلو كان الأمر مجرد ارتفاع أسعار،لتوقفت الانتفاضة فور تخفيضات الأسعار،وما أعلنه النظام عن بعض التنفيسات،فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان...

إن من قمعوا الرعب في تونس  لم يأتوا بها من فراغ أو خيال ،بل مما تراكم من سنوات وعقود طويلة من القهر والظلم والفساد،وقد آن للعربي أن يعيش بكرامة في وطنه،لا أن يركب زوارق الموت على أمل أن يصبح عامل تنظيفات أو غاسل صحون،أو يعيش على بدلات الإعالة والبطالة في دولة أوروبية،فيما بلاده تنعم بالثروات التي ينهبها الطغاة وأبناؤهم وأزواجهم وحاشيتهم.

ويبدو أن مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين الميلادي حمل وسيحمل معه تغييرات كبيرة لم يتوقعها الكثيرون بعد ان قدمت تونس المثل الاروع والدرس البليغ

(2)فاض الكأس فانتفضت تونس

، لكل من هو بحاجة لأن يتعلم، والظاهر تماماً أننا جميعاً بحاجة لأن نتعلم، بعد أن فقدنا لسنوات وعقود، قدرتنا على "التعلم" و"الإحساس" و"المبادرة"، وبعد أن تبلّدت حواسنا ومشاعرنا، وتلبّد الضباب في عقولنا وفوق رؤوسنا.

درس تونس الأول، موجّه للأنظمة والحكومات، بأن لا تركننّ أبداً للهدوء الذي يخيم على مجتمعاتنا، فهو هدوء مضلل، وهو من نوع الهدوء الذي يسبق العاصمة...فلا يطمئنن أحدٌ إلى حالة الاستبعاد والاستلاب التي فرضت على مجتمعاتنا وشعبونا، فلا أحد يدري متى يحدث التحوّل، ومتى "تفيض الكأس الملآنة"، ومتى ينقلب السحر على الساحر، ومتى يتحول الاستجداء من "مهنة" الجماهير المستضعفة ووظيفتها اليومية، إلى وسيلة الحكام لاسترضاء الشوارع ودرء غضب الجماهير التي قررت على ما يبدو، أن تشبّ عن كل طوق.

درس تونس الثاني، موجّه لبطانة السوء، التي زيّنت للحاكم أنه الأب والأخ الأكبر، الملهم والمهيب، الفذ والحكيم، "معبود الجماهير" و"حبيبها"، صاحب القامة التي لا تطاولها قامة في الفهم والعقل والذكاء والإيثار والمبادرة...بطانة السوء التي صوّرت للحاكم أنها وحدها الأكثر إخلاصاً له وللبلاد والعباد، وأنها الأدرى بمصالح الناس من الناس أنفسهم، هذه البطانة، هي أول من ركلها الرئيس التونسي بقدميه عندما اقترب الطوفان من القصر الرئاسي، وعلى "البطانات النظيرة" في عواصم عدة، أن تحسب ألف حساب، ليوم كهذا، حيث لا ينفع النفاق ومعسول الكلام، ولا يبقى لهؤلاء سوى "قبيح أعمالهم".

درس تونس الثالث، لكتّاب البلاط وشعراء السلاطين وفقهاء الظلام ومثقفي "الريموت كونترول"، الذين لا همّ لهم سوى التسبيح بحمد أولياء الأمر والنعمة، لقد رأينا حناجرهم تنتفخ وأوداجهم تكاد تنفجر على المنابر، فيما أقلامهم التي اعتادوا ملأها بأحبار غيرهم، لا تكف عن إطلاق رصاصها المسموم في ظهر كل صوت وطني حر وشريف ومعارض...هؤلاء وأمثالهم، علّمنا الدرس التونسي، بأنهم أول من يلوذ بالجحور والمنافي، بحثاً عن ملاذ آمن يقيهم غضب شعوبهم التي طالما اكتوت بنيران ألسنتهم وأقلامهم الصفراء.

ودرس تونس الرابع، موجّه للمعارضات في دولنا ومجتمعاتنا: لا تغيير من دون كلفة...لا تغيير بالمناشدة والبيان والمقال...لكل تغيير في تاريخ البشرية أكلافه، ووحدها المجتمعات المستعدة لتسديد فواتير التغيير، هي المؤهلة للخروج من ركودها وسباتها...والتغيير لا يكون بالمواعظ الأخلاقية بل بالالتصاق بهموم الناس ومطالبهم واحتياجاتهم المعيشية، أما الاكتفاء بالجلوس على مقاعد الوعظ والإرشاد، فتلكم أقصر الطرق للخراب..

تونس تقدم الدرس، والدرس التونسي جاءنا على غفلة ومن دون أن نحتسب، وأحسب أن كثيرين في عواصم بعيدة عن تونس الخضراء، يفكرون اليوم، أو يعيدون التفكير في حساباتهم، خصوصا أنظمة "الجملوكيات" الشائخة، المنهكمة في ملفات الخلافة والوراثة، المشغولة بتعديل الدساتير لتصبح مطواعة لرغبة الحكام في البقاء على كرسي السلطة وصدر الشعب، إلى الأبد، ومن بعدهم أنجالهم، حتى وإن كانوا بلا لون أو طعم أو رائحة.

تونس الخضراء تشعل ضوءا أخضر في نهاية النفق العربي المظلم، والمأمول أن لا تنتهي ثورة الشعب التونسي إلى تونس وحدها .

تونس التي احتلت النبأ الأول، هي الأكثر ترشيحاً لأن يصدر منها وعنها النبأ الأخير  لباقي دويلاتنا الممزعة ....

يابهيَّة

إرفعي صدرك ِ للشمس ِ العليَّة

واصرخي باسم الجماهير الأبيَّة

يستطيع الآن أن يفهم أقزام ُ العجول الذهبيَّة

أن تونس العُرْب ِ تبقى عربية

**

يابهيَّة

يابنة القرطاج وسوسة

إرفعي صوتك ِ في غضبة ِ ثائر ْ

إرفعي الصوت َ براكين َ بشائر ْ

واهتفي باسم ملايين َ الحناجر

يستطيع الآن أن يستيقظ على صوتك ِ

مليون َ ثائر

رافعاً رايته الخضراء في ليل ِ المساخر

تستطيع الآن أن تشمخ في تونس

كل بنت تونسية

وسواعد تونسية

**

يابهيَّة

يابهيَّة

سلمت كف ّ البطولات السخيَّة

سلمت قرطاج أبيَّة

والبقيَّة

سوف َ تأتينا البقيَّة

مثل َ أحلام الليالي التونسية

**

علَّمنا حبك ِ يابهيَّة

أن الهوى الكبير ْ

إذا تسامى للذرى يصير ْ

هو الذرى والموت والميلاد َ والمصير ْ

علَّمنا حبك ِ يا بهيَّة

أن َّ الهوى قضيَّة

وأن َّ دنيا الحب ِّ وحدوية

**

ياتونس الحبيبة

أكبر من ثوراتنا جميعا

أعظم مايستر من عوراتنا جميعا

أعز من أعز ِّ ما نصبو له جميعا

أن ْ تبدئي الربيعا

أن تفتحي صدرك ِ للشمس ِ

وأن ْ تعانقي الحريَّة

**

ياتونس البهيّة

ياطلعة ً سمراء َ يعربية

يا أمل الأمة ِ في صراعها العتيد

قد يستطيع السادة العبيد ْ

أن يطلقوا النار على تأريخك ِ المجيدْ

ويذبحوا حريَّة الشعب ِ من الوريد ِ للوريد ْ

لكنَّهم لايستطيعون َ بكل حقدهم ْ

ومكرهم وغدرهم ْ

أن يخنقوا عروبة القضيَّة

في صدرك ِ العامر ِ بالإيمان ِ يا بهيَّة

يابهيَّة

ياصانعة العبور

أروع ما خلَّده التأريخ من ملحمة العبور

موعظة ٌ تبقى على الدهور

تعلَّم ُ الخائن َ والمربد َّ والمغرور ْ

أن َّ مخاض النور في الديجور

وأن َّ هذي الأرض َ رغم َ حقدهم تدور

** 

(3)هل ستتوقف هذه الشرارة عند بوابات تونس الخضراء؟

قد كنا الى قبل ايام  فقدنا الأمل بثورة الشعوب العربية التي طننا انها ميتة او مترهلة , والنائمة والغافلة .

كثيرةٌ هي الصفات التي نعتناها بها إلا أن الشعب التونسي حطم كل الكلمات, وخلق نوعا جديداً من الثورات الشعبية, ففي أسابيع خلع من قبع بالحكم عقود.

الطاغية مهما كان وكيفما تمكن من الشعوب بأجهزته الأمنية, بقوانين الطوارئ, بالقمع التجويع, بالاعتقال والتعذيب, بكل وحشية ابتدعها لضمان استمرار حكمه للشعب كما حُكِم العبيد تماماً.

لم يفهم طغاة هذا الزمان وكل زمان بأن الشعوب هي من يصنع التاريخ إن أرادت, فهبت شرارة الحرية ملتهبة من بين شوارع وأزقة تونس ليهرب الطاغية مخلفاً وراءه شعب حر سيحكم نفسه كيفما شاء وسيختار رئيساً له في ظل ديمقراطية أرادها كما أراد الحياة.

هل ستتوقف هذه الشرارة عند بوابات تونس الخضراء ؟ أم هي بداية لنيران ستأكل كل طواغيت الوطن العربي واحداً تلو الآخر ليكون بذلك للشعب التونسي السبق في تحرير نفسه ولسنا نعلم من التالي ؟

هذه الشعوب التي ستتحرر بلا شك, فعجلة الحرية لن تتوقف وسقوط الطواغيت لن يهدأ وما "بن علي" إلا أوائل الساقطين المخلوعين المطرودين في هذا القرن, من كنف الشعوب التي تحملت وصبرت وعايشت الظلم والطغيان, وحلمت بأمس تشرق فيه شمس الحرية لتكون شعوباً صاحبة قرار, لتعيد إلي نفسها المجد والكرامة والعزة التي فقدتها منذ عقود بل وأكثر على أيدي أنظمة بائدة سيكون مصيرها إلي زوال.

لم يعد الشعب العربي يخشى هراوات أنظمة القمع العربية, ولا رصاصات الظلم الخارقة لأجساد الأبرياء من أبناء امتنا, لم يعد الشعب العربي يخشى القمع, والقتل والتعذيب, في سبيل نيل حريته فهو يدفع ثمناً اكبر من ذلك بكثير بصمته على الظلم, يدفع أروحاً ودماءً وحياة بلا كرامة ولا عزة, ليتمتع طواغيت العرب بالثراء والأمن والهناء هم وأسرهم ومن هم مقربين لهم.

ليس بعد اليوم فلن يتوقف الشعب العربي لتدوم عجلة الظلم والطغيان, يُسلمها طاغية لآخر, يورثها لابن أو لظالم اشد عنفاً وقمعاً وطغياناً.

هي الحرية إذاً, سندفع ثمنها لنحصل على ريحها فنعيش في كنفها غير آبهين بجبروت أنظمةٍ متعفنة سقط قناعها وبانت سوءتها.

سيقلع الشعب العربي شوكته بيده لن يحتاج إلي جيوش الغرب, ولا دبابات الديمقراطية الكاذبة, التي تحدث عنها الاستعمار لتكون مدخلاً لنهب بلادنا, وتعيين طغاة اشد إيلاماً على نفوسنا ممن سبقوهم.

سنحرر أنفسنا بأنفسنا ولن تهدأ العاصفة حتى زوال أخر طاغية يحكم بلاد العرب, حتى نفرغ لبناء الذات وتحرير الأوطان من كل محتل فإلى الأمام يا شعوبنا العربية سننتظر غداً شروق شمس الحرية على بقعة أرض عربية جديدة ليعود للوطن عزه ومجده وللإنسان العربي كرامته وحريته....

                

* رئيس الحركة الإسلامية في ام الفحم وضواحيها..

رئيس الدائرة الإعلامية في الحركة الإسلامية القطرية-الداخل الفلسطيني.