الفخر والعلياء لانتفاضة تونس الخضراء
د. مراد آغا
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أبدا مقالي هذا محييا ارواح شهداء تونس الخضراء ومفجر ثورتها المجيدة محمد البوعزيزي كما أطري على حكمة ووطنية الجيش التونسي العظيم آملا ويشاطرني ملايين العرب أن تكون انتفاضة البوعزيزي مدخلا لتحرير العديد من مخلفات الاستعمارين الفرنسي والانكليزي والتي تشترك مع تونس في حكم الشخص الواحد والطغيان والمفاسد وقهر العباد ونهب البلاد والظلم والاستعباد متمنين على أخوتنا في تونس أن يحرصوا على اكمال فرحتهم وثورتهم بتوخي الحذر الشديد من أن تلتف عليهم بقايا وأشلاء النظام السابق أو يتم الالتفاف عليهم من قبل بعض ممن يسمون بالأشقاء والأحباب والأصدقاء في غدر عربي عربي يعرفه القاصي والداني بمختلف الأشكال والمعاني مهديا هذا المقطع الجميل والمشهد العليل من انتفاضة تونس البوعزيزي عبر اليوتوب والذي نتمنى ويتمنى معنا الكثيرون تكراره في العديد من بقاع الظلم والفساد والاستعباد العربي
بعدما أثبت الانسان العربي وبالخط العريض أنه انسان ذو كرامة وأن الشعب العربي قادر على غرار غيره من الشعوب والأمم على اسقاط أنظمة هشة وكرتونية تعرف جيدا أنها مكروهة ومنبوذة من شعوبها مهما حاولت وتحاول جاهدة تلميع وتجميل صورتها البغيضة عبر أطنان الشعارات وتسونامي المهرجانات الخطابية وسيول الملصقات والصور اللاصقات والباصقات على ضمائر وكرامات انساننا العربي أو عبر محاولة تخديره في آخر لحظة عبر تنازلات وتنزيلات مدهشة في مجالات خفض الأسعار والأتاوات والضرائب ومحاولة اظهار نفسها بأنها أنظمة جود وكرم أمام شعوبها في محاولات يائسة وبائسة للاحتفاظ بكراسيها وصولجاناتها الهشة منوها أن المقال موجه حصرا الى أنظمة قمع وفساد واستعباد معروفة لدى شعوبها ولدى المنظمات الحقوقية في عالم ماعادت تنفع معه محاولات كتم الأنفس وتكميم الأفواه بعدما انتشرت وسائل العولمة والاعلام وأصبحت متاحة للانام لنشر ماتيسر من عذاب وآلام على يد زبانية الظلم والظلام منوها الى أن هناك حكاما عربا وبخاصة في بعض الحالات الملكية يحاولون تسلق جدران الأوامر العليا وتجاوزأسوار نفاق حاشياتهم سعيا للتقرب من شعوبهم متمنين لهؤلاء النجاح منوهين الى أن الصراع على السلطة والكراسي هو أشد ضراوة في المتصرفيات الجمهورية عنها في الملكية بافتراض أن الصولجان مأمون وآمن في الحالات الملكية بعكس الحالات الجمهورية التي تسعى جاهدة لكي تتحول عنوة أو نفاقا الى ملكيات أبدية كما نتمنى على الأشقاء في المملكة العربية السعودية أن لاتكون بلادهم ملاذا لأي طاغية ومفسد في الأرض وهو مايتعارض مع الشرع الاسلامي منوها الى أن استضافة الرئيس التونسي المخلوع في مدينة جدة على بعد 60 كيلومترا فقط من مدينة مكة المكرمة درة وقبلة ومنارة العالم الاسلامي وهو مالايقبله أي مسلم شريف غيور على مقدساته وقدسيتها ناهيك عن أنه يشكل اهانة لمشاعر الشعب التونسي الشريف الذي حرم من الحج العام السابق بحجة انتشار مايسمى بانفلونزا الخنازير فالأحرى أن لايكون رئيس تونس المخلوع على مقربة ماكان يحاربه أي الاسلام والمسلمين في بلاد الصابرين من التونسيات والتونسيين.
وان كنت لأعتذر عن توقف مقالات الفقير الى ربه نتيجة لانشغالنا والملايين من أخوتنا في العالم العربي بمتابعة تسلسل الأحداث المؤلمة السابقة للحدث السعيد في تونس الخضراء سيما مايسمى باستفتاء تقسيم السودان وماسبقه من انفجارات في مصر المحروسة والتي نعتقد بأنها جاءت متزامنة مع انتهاء انتخابات مشكوك في صدقيتها ومصداقيتها اضافة الى أنها سبقت فصل جنوب السودان المسيحي عن شماله المسلم وهو مانعتقد أنه كان موجها أي الانفجار الى بث الذعر في صفوف مسيحيي مصر والسودان معا تأجيجا لحمى الانفصال وللفت النظر بعيدا عن نتائج الانتخابات الغير شفافة التي شهدتها مصر المحروسة على الأقل في توقيتها متمنيا لأهل مصر المحروسة عليها وعلى ساكنيها أعطر السلامات والبركات الأمن والأمان سيما وأنه أثبت أي الشعب المصري أنه أكبر من أن تمزقه محاولات دب الفتن الطفولية التي يحاول البعض حياكتها متخفيا في ظلام الأزقة وأروقة الفساد المحلي والخارجي منوها الى أن قيام دولة في جنوب السودان ستعني حتما وجودا اسرائيليا على مجرى النيل وهو ماسيكمل وبشكل محكم مايسمى بدولة اسرائيل من الفرات الى النيل بعد السيطرة على مجرى نهري الفرات ودجلة اثر الاحتلال الأمريكي للعراق اضافة للتنبيه الى أن سودانا ضعيفا سيكون ممرا للوصول الى شواطئ البحر الأحمر المقابلة للمناطق المقدسة في مكة المكرمة وهو ماسيؤجج بدءا من لحظة تقسيم السودان حروبا أهلية في المنطقة ستهدد بدورها استقرار العالم برمته ناهيك عن تهديد مجرى النيل كشريان حيوي للسودان ومصر معا .
مرة أخرى هنيئا للشعب التونسي البطل فرحته بحريته متمنيا مجددا أن لاتكون الثورة أو الفرحة منقوصتين مشددين على توخي الحذر لأن في نجاح الخطوة التونسية حافزا كبيرا لباقي الشعوب العربية التي تعيش حالا مماثلا من الظلم والاضطهاد في أن تخطو نفس الخطوة بعد كسر الحاجز النفسي الذي مازال يلجم ضحايا الظلم عن تحطيم الصولجانات والكراسي الكرتونية في العديد من مثيلاتها العربية
رحم الله محمد البوعزيزي والملايين من شهداء الحق والحقيقة وألهم الله الصير والسلوان لملايين المعذبين من الصابرين والمهاجرين والمهجرين والفارين والهاربين بعيدا عن بطش زبانية بلادهم متمنين لهم جميعا العودة سالمين غانمين الى ربوع الحرية على غرار الحرية التونسية لمافيه خيرالبلاد والعباد استعادة لكرامة أمتنا الاسلامية والعربية آمين يارب العالمين
في نهاية مقالي هذا أهدي تلك المقالة الجميلة التي أتحفنا بها أخونا العزيز رئيس تحرير جريدة المساء المغربية رشيد نيني موجها كلامه ومن باب التذكير الى من يظنون أنهم كبار القوم داعيا اياهم الى تذكر أن هناك فقراء ومعذبين على أكتافهم وصل كل من يعتقد أنه من الصفوة واسم المقال -على سبيل الذكرى- متمنيا فيه المتعة والفائدة
تحياتي لكل شريف في هذه الأمة.