متى يركع القتلة أمام شعوبهم وبداية الثورة
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
لم يكن فرعون تونس زين العابدين بن علي اول دكتاتور ولن يكون الأخير ، ولكنه يُعتبر من اعتى العتاة بعد بشار حافظ الأسد طاغيتي سورية الذي لم يشهد التاريخ مثيلاً في اجرامهما ، ولأن كان حديثنا عن الطغاة فلا بأس بالربط بين هؤلاء الجلاوزة المجرمين القتلة أعداء الله والإنسانية جمعاء
لم يكن حافظ الأسد ليخرج من قصره الذي سمّاه بقصر الشعب زوراً وبهتاناً ، والشعب لم يملك حق النظر الى أسواره ، بعدما بناه من كد الشعب وعرقهم ، كما فعل الفرغون عند بناءه للأهرامات على حثث ودماء المصريين ، وبقي من سمّى نفسه بالأسد على ذلك كالنعامة الى يوم رحيله الغير مأسوف عليه ، ليأتي ابنه الطاغية ابن الطاغية بشار ليسكن مكانه في العروج العاتية ، ليُغير شيئاً واحداً من شكل أبيه عندما نزل الى الشارع بحراساته الكبيرة ، وليقول للناس ها أنا ذا غير أبي ظاهراً ، ولكنه باطناً أقبح من أبيه ، ومجازره في صيدنايا ومناطق الأكراد ، واعتدائه على المواطنين ومحاكمات التفتيش العسكرية المستمرة ، وقوانين العار وتقنين الجريمة وحماية المجرمين ، تماماً كما كانت زيارته الى بلغاريا التي كنت شاهداً عليها ، وبما احاطوه من الحراسات الكبيرة بما لم يعهده البلغار عن رؤسائهم وزوارهم ، ليُدرك الجميع بان ذلك لم يكون ، إلا لما يحمل في رقبته من الدماء والإثم بما تنوء عن حمله الجبال ، وليس كالرئيس البلغاري الذي حلّ هذا البشار عليه ضيفاً ، ولايملك من امر بقاءه في القصر الجمهوري إلا بأصوات ناخبيه ، أو كالفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو تحت الشحرة ، وهو يقول له موفد الروم عدلت فأمنت ونمت ياعمر .
ولم يكن لحاكم تونس زين العابدين بن علي أن يتواضع ويتنازل ليذهب مُرغماً لزيارة من احرق نفسه احتجاجاً على مُحاربته في لقمة عيشه ، وهو المعيل للأولاد الثمانية ، حينماعجز عن التدبير ، وهو يتأمل عودته الى اولاده صفر اليدين ، ليكون من عمق مأساته تفجيراً واسعاً في قلوب الغلابه امثاله من ابناء الشعب التونسي الحبيب ، الذين نُهبت اموالهم ، عندما استباحها هذا الطاغوت ، ولم يجد هذا الشعب بمعظمه مايقتات عليه ، سوى شعارات جوفاء ، ودكتاتور ماثل أمامهم بتحدي صارخ لهم في معيشتهم وأمنهم واستقرارهم ودينهم وقيمهم ، تماماً كما هو الحال لما يجري في سورية الصابرة المصابرة ، مما أرغم الطاغية أن يجر زيل الخيبة لزيارة من فجر الطوفان بوجهه الآفن ، وليُنهي عليه فيما بعد في غرفة الانعاش حياته كي لايكون المثال الذي يُحتذى به فيما بعد ، وحسب ماوردني بانه أعطيت الوامر للتخلص منه بعد الزيارة مباشرة
في هذه الأثناء كنت أتتبع صور المارقين زين العبدين وبشار الأسد ، وأنا أرى الأول يُصافح بوش وساركوزي ووو... والثاني ممن كُتب عليه الشقاوة دولياً بسبب جرائمه ، وهو يعود من الحضن الفرنسي الذي نبذه فترة شيراك الأخيرة ، ونعته بابشع النعوت مما لم يوصف به مُجرم حرب أو زعيم عصابة الى العالم الدولي ، وأخرها الموافقة على عودة السفير الأمريكي الى دمشق ، فهل هذا اعلان من المجتمع الدولي على خطأه باتهاماته الى بشار وزمرته الحاكمة في دمشق ، أم هو العبور الى دمشق على حساب الدماء التي أُسيلت ، والجثث التي تراكمت ، والجرائم الإنسانية والأخلاقية التي باتت تُزكم الأنوف ، ولماذا لايتم دعم شعبنا للتخلص من جلاده كما جرى في رومانيا تشاوشسكو وغيره من حكام أوربه الشرقية ، ولماذا تلك الإزدواجية في المعايير الدولية ، وأين الإنسان العربي والسوري بشكل خاص فيما يجري من الأهمية
وهنا لايسعني إلا ان اوجه التحية الكبيرة الى ابناء شعب تونس العظيم ، لأقول لهم بانه آن لكم أن تتخلصوا من البورقيبية اللعينة في شخص من هو أقبح منه بكثير ، هذا السيء تلميذه المُسمّي نفسه بالزين وهو يقطر منه كل أشكال القبح والبشاعة ، متمنياً لكم ايها الأبطال أن تكونوا الشعلة لتضيئ الى عالمنا العربي ، ولأوجه التحية الى شعبنا السوري الصامد المصابر الذي ينتظر تلك اللحظات للتخلص من أيدي عصابات السلطة ، لنؤكد للعالم بأنه مهما اشتدت القبضة الأمنية ، فإنها لاتستطيع السيطرة على إرادة الشعب الأقوى ، متاملاً من شعبنا الحبيب ليكون على أهبّة الاستعداد لثورة شعبية ، والتضحية بأقصى مانستطيع للتخلص من هذا الطاغوت الأخطبوطي ، وإننا على العهد ، وعلى الدوام معكم ، وندفع الأثمان مثلكم ، وإننا سائرون بثورة شعبية سلمية حتّى النصر باذن الله
ورداً على اعضاء لجان انتفاضة الشعب السوري ومبادراتهم التي أباركها ولأصحاب سفينة العودة الى الوطن ، لأدلوا بدلوي في هذا الموضوع ، ولأقول : أولاً عن الانتفاضة
1- الإعلان العام من كل فصائل وأطياف المعارضة السورية بأن لن تكون وجهتنا ماقبل التخلص من احتلال الأسرة الحاكمة إلا لها ، وان نعمل سوية على ترميم العلاقات البينية ، والتخلص من اي صوت نشاذ ، يتكلم بلسان طائفي أو اسلوب سوقي وضيع ، والإبتعاد عن كل أشكال التوهين من العزيمة كما يفعل البعض عن حسن نية أو سوءها
2- تشكيل اللجان المتخصصة ، وارسال الرسائل المتعددة لأبناء الشعب السوري وبكل الإتجاهات ، والعمل على بعث الشعور والثقة بالنفس للتهيئة لعملية التغير ، مع الطلب منهم لرصد تصرفات المسؤولين المالية ورصد كل مساوئهم لوضعها تحت المجهر ، وارسالها لنا بغية تحليلها ، والعمل بما يجب بمقتضاها ، على ان تقوم هذه الجان المتخصصة على التحليل وكيفية التحرك تمهيداً للثورة الكبرى
3- التواصل مع المُجتمع الدولي لوضعه في صورة مايجري في سورية من المأسي ، وأن ثورتنا سلمية ، ونطلب منه تغطيتنا انسانياً ، ورفع يده عن تغطية نظام القمع والإرهاب ، واعطائه التطمينات اللازمة بما يجب لاقناعه على استطاعتنا لتحمل مسؤوليتنا ، والطلب من كل المنظمات والأحزاب للوقوف بجانبنا وتحركاتنا
4- التواصل المُكثف مع الداخل السوري رغم انف النظام بكل وسائل الإتصال ، ومناقشتهم فيما يجب ان نعمله ، وان تكون هناك خطوط صلة على غاية من السرية والدقة ، على أن يُجهزوا هم انفسهم ، ويُعدوا العدّة ليوم الخلاص ، ونكون نحن جنوداً معهم لحدمة الوطن
5- وسيلة تفجير الوضع الشعبي تُحدد في آنها وآوانها ، فقد تنطلق من مدينة الى أخرى ، في ثورة كلما أرادوا ان يُطفئوا نيرانها أوقدت في مدينة أخرى ن حتى يضطر حاكم دمشق الى الرحيل ، بعد ان عدمنا من وسائل في اصلاحه
6- أعيد فكرة طرح مبادرتي السابقة بمشروع اعلان المهجر ، ليكون الإطار الأعم الذي ينضوي تحت بنوده كل القوى والأحزاب والشخصيات في المنافي وأماكن الإغتراب ، لينبثق عنه فيما بعد برلمان منتخب وحكومة منفى ديمقراطية ، تعمل على التمثيل الدولي لكل شرائح الشعب ، أو جعل اعلان دمشق مكان هذا المشروع دون ذكر هذا الإعلان على صعيد دولة بعينها – مثل " اعلان بريطانيا او اعلان امريكا او ..."، بل بتسميته باعلان دمشق في المهجر ، وتكون له قيادة واحدة لكل المغتربين والمنفيين في الخارج ، وليس قيادات متعددة على حسب الأقطار ، وتكون هي المتحدث الرسمي باسم الشعب السوري
وأما عن سفينة العودة التي اقترحها بعض من ذابت قلوبهم شوقاً للوطن ، وقد عبرت عن عمق مشاعري في صفحتهم بما يلي : " ففي آمان الله ورعايته وحفظه وأمنه ، مع الأخذ بعين الإعتبار لكل الحسابات المُمكنة ، وهو عمل سياسي مؤثر ، له وقع في النفوس ، وسنكون معكم اينما حللتم ، لينتصر الحق ، ويُذهب الله الباطل رغم أنف المُعتدين
أنت في قلوبنا يامنديلا وعلم سورية الأشم القاضي المحامي الحقوقي هيثم المالح ..، لن ننساك أيها الشيخ الجليل الثمانيني ، واعتقالك يُمثل انتكاسة أخلاقية وإنسانية تُضاف إلى سجل هذا النظام ، قلوبنا معك أيها الحبيب الصامد ، أيها الرجل المقدام ، لم تنل من عزيمتك الشيخوخة ياسيدي ، وأنت سيد الرجال ، ولنُسطر اسمك في التاريخ رمزاً من أعظم الرجال ، فاق مانديلا وغاندي ، بل ولُنسمي انتفاضتنا الفكرية والثقافية والأخلاقية لإطلاق سراح أصحاب الرأي والفكر وعلى رأسهم قادة اعلان دمشق باسمك أيها العملاق ، بوركت وبوركت البطن التي أنجبتك ياسيد الأحرار ، ياسيد الشجعان يارمز الرجولة والعلو والافتخار ، وبورك أبناءك وبناتك الذين غرست فيهم قيم التضحية من طل الملوحي الى آيات عصام أحمد الى كل الأحرار والأبرار