العصري الذهبي لكيان بني صهيون

والعصر الحجري لأمة العرب

بهمة الحكام العرب

م. هشام نجار

najjarh1.maktoobblog.com

أعزائي القراء

مرت على أمتنا العربيه عصوراً مختلفه من النجاحات والإنتصارات ..وعصوراً مظلمه من الإخفاقات,إلا أن المعايير في تحديد النجاحات والإخفاقات يعود إلى الحاكم ومبادئه فكلما إلتفت الأمه وتوحدت حول حاكم عادل صادق مخلص لدينه متفانياً في خدمة شعبه مشاركاً معهم وبهم بإدارة شؤون الدوله كلما كانت الأمه تعيش ابهى ايام إنتصاراتها وفرض هيبتها على أعدائها.. وكلما كان حاكم الأمه مستهتراً بعقيدتها مُقَدمّاً متعه على حل مشاكل شعبه وتقريب محسوبيه الفاسدين على الصادقين المخلصين اصحاب الكفاءات  كلما كان ظلام الأمه أكثر حلكة وسواداَ. أمتنا العربيه اليوم تعيش عصر الظلام الحالك.فكل حاكم عربي بما لديه فرح , فإستراتيجية الأوطان صارت مستورده من الخارج تماماً كما يستورد العرب غترتهم وشماخهم حتى يومنا هذا من دول التكنولوجيا , وصار لكل حاكم دوله عربيه إهتمامته الخاصه بتعزيز أمنه الشخصي وامن شلته والتحضير لولي عهده حتى غدت قوة الأمن المركزي والمخابرات الداخليه للدوله اقوى من قوة الجيش حامي حمى الأمه من التهديدات الخارجيه.ولم نعد نرى دولتين تتفقان على اهداف مشتركة واحده من أجل تعزيز قوتها للدفاع عن اراضينا المستباحه وكرامتنا المهدوره واموالنا المنهوبه .ولم نعد نرى دولتين عربيتين متجاورتين الا وبينهما ما صنع الحداد والجميع يتهم الأجنبي في تأجيج نار خلافاتنا ,علماً بأن هؤلاء الحكام قدَّموا ومازالوا يُقدمون خدماتهم الواسعه لهذا الأجنبي بكل ما حوت مورثاتهم من كرم عربي اصيل..

وبدأنا نعيب الزمان والعيب فينا                          

و ما لزماننا عيب سوانا

و نهجو ذا الزمان بغير ذنب

و لو نطق الزمان لنا هجانا

و ليس الذئب يأكل لحم ذئب

و يأكل بعضنا بعضاً عيانا

نعم ..نحن نعيش عصراً حجرياً ايها الأعزاء بكل ما في هذه الكلمه من معنى.فلايغرنك عزيزي القارئ  ما تبهرك به روعة تصميم ناطحات السحاب في ابو ظبي وفنادق العشر نجوم في دبي  والمنتجعات الخلابه في شرم الشيخ ومتعة التفرج على الشِعَب المرجانيه في البحر الأحمر...وشواطئنا وشاليهاتنا الرائعه على البحر المتوسط ,فهذه لاتعدو عن كونها مكياجاً يزينون به وجه العروس ليلة عرسها وما أن ينتهي العرس حتى تبان للعريس وجه الحقيقه

اعزائي القراء نعم نحن نعيش اليوم عصراً حجرياً بفضل هؤلاء الحكام  ومن نتائجه مانراه اليوم من واقع العراق الأسير الذي يجاهد للعوده لأمته... ومن نتائجه ما يتعرض له اليمن لمؤامرة تقسيمه وجلوس الأجنبي على شواطئه وجزره  وخلجانه...ومن نتائجه مؤامرة تقسيم السودان وسط صمت مطبق من كل الحكام...ومن نتائجه ذبح لبنان تحت ذريعة تحويل تهمة الإتهام إلى اليمين والشمال ..وإلى الوراء والأمام..اما الصومال فإعذروني فلقد نسيت انه كان دولة عربيه

وعلى الطرف الآخر أيها الأعزاء هناك عدو يعيش عصره الذهبي

 كل ذلك بفضل حكامنا الأفاضل ولم يكن بمقدوره ان يعيشه لولا ان حكامنا اعادونا إلى العصر الحجري   ومن نتائجه زرع٣٢٠ ألف مستوطن في الضفه الغربيه المحتله.

وتجهيز مخططات ومخصصات لبناء٥٠ ألف وحده إستيطانيه في القدس وحدها حسب ما أوردته صحيفة هآرتس الصهيونيه في آذار/ مارس الماضي

وعزل الضفة وتحويلها إلى كانتونات، بالإضافة إلى حملة تطهير عرقية ممنهجة في غور الأردن. ما يعني أن الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية ستكون خالية تماماً من السكان العرب .

ومصادرة آلاف الدونمات لبناء جدار الفصل العنصري الذي يلتهم نحو ١٣ في المئة من مساحة الضفة مع فرض قيود  صارمه في منطقة الأغوار التي تشكل حوالى ٢٩ في المئة من مساحة الضفة. كما أن الجيش الإسرائيلي يقيم منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة بعرض يزيد على ١٥٠٠ متر، ملتهماً ٢٤ في المئة من مساحة القطاع

نعم إسرائيل تعيش عصرها الذهبي بفضل اللعبه الألكترونيه المدعومه عربياً "العب مباشره تكسب.. تلعب غيرها تخسر"  التي يروج لها السيد مبارك ورفاقه,علماَ بأن إخوتنا الفلسطينين لعبوا كل الألعاب وخسروها الا مبدأَ إلهياً واحداً لم يفعلوه متضامنين ومتحدين مجتمعين غير متفرقين:إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم 

إسرائيل تعيش عصرها الذهبي لأنها فرضت رأيها بالقول والفعل فقالت لحكامنا: نعم لبناء المستعمرات واهلاً وسهلاً بعدها بعباس إلى المفاوضات.. فهللت أمريكا لها لهذا الإكتشاف الرائع.

إسرائيل تعيش عصرها الذهبي لأنها قالت لولي نعمتها وبالفم المليان لا

أما حكام العرب فماذا أقول لكم وخدماتهم لأسيادهم تسبق اقوالهم 

وأخيراً أيها الإخوه والأخوات 

إسرائيل تعيش عصرها الذهبي لأنها لا تبني سجوناً لأصحاب الرأي المعارض  من أبنائها.

والعرب يعيشون عصرهم الحجري لأن حكامهم إكتشفوا فائدة الأحجار في بناء سجون جديده لأصحاب القلم الشريف والكلمه السديده

مع تحياتي