تحرير سورية من النظام الحاكم فريضة وطنية

تحرير سورية من النظام الحاكم فريضة وطنية

د. توفيق حمدوش

أدت السياسة الاستبدادية التي يتبعها النظام الحاكم في سورية منذ عام 1963 اثر الانقلاب العسكري الذي جاء بحزب البعث إلى السلطة وسيطرته على مقاليد السلطة وسيره بالبلد إلى مزيد من التردي على الصعيد الاجتماعي والسياسي وإتباعه أساليب القمع والعنف والملاحقة ضد كل من يرفع صوته في مواجهة الأساليب التسلطية والممارسات الاستبدادية إضافة إلى استخدامه الولاءات الطائفية من اجل ترسيخ سلطته بالتعاون مع مجموعات عنصرية متسلطة متسلقة انتهازية إلى تردي الأوضاع في سورية على كافة المجالات . ليس فقط على الصعيد السياسي وإنما في كافة المجالات الاجتماعية والتربوية والثقافية ، كما أدت إلى تشوه علاقة الفرد مع مؤسسات الدولة بحيث وصلت في انحطاطها إلى درجة جعلت من واقع المجتمع السوري وكأنه قد عاد إلى الوراء ما لا يقل عن أكثر من 30 عاما قياسا بمتوسط التقدم العالمي.

إن هذه الحالة المتردية لشؤون الدولة السورية وانحطاط الوضع الاقتصادي وسوء الأحوال المعيشية إضافة إلى حالة الكبت السياسي والملاحقة والاعتقالات التي تطال الوطنيين السوريين الداعين إلى الإصلاح والتغيير للخروج من هذا المأزق المظلم الذي وضعنا فيه هذا النظام الذي يبدو انه لا نية له لإصلاح نفسه أو الانفتاح على شعبه وسماع صوته وتطبيق إرادته ، تجعل رفع شعار : تحرير سورية الوطن من النظام الحاكم فريضة وطنية وواجب إيماني يصب في خدمة إنسانية الشعب السوري.

هنا يفرض الواقع الصعب حالته علينا حيث يتوجب أن نضع الخطوط العريضة من اجل فتح باب الحوار والتنسيق مع كافة الأطياف السورية المتضررة من هذا النظام ومع القوى الشعبية الوطنية الناضجة والمفكرة في الشأن السياسي حتى يأخذ كل طيف وكل فرد سوري دوره ويتحمل مسؤوليته في مواجهة هذا العبء الثقيل الذي فرض بقوة الانقلابات العسكرية المتتالية على أكتاف الشعب السوري.

إن التفرد الذي يمارسه هذا النظام تجاه شعبه يجعلنا نقول أن الشعب السوري يعيش حالة من الاحتلال العسكري الداخلي وهو محروم من كافة وسائل وأساليب العيش الحر وممارسة الحياة الاجتماعية والسياسية بشكل طبيعي بحيث لا يستطيع إدارة شؤونه العامة و لا يستطيع التعبير إلا بحدود ضيقة جدا وبحسب ما تتيحه هوامش النظام الحاكم وهو ما بات معروفا لدى المواطن السوري بالتحرك ضمن الخطوط الحمر التي يرسمها النظام ، يوسعها ويضيقها حسب مزاجه وليس حسب ما تقتضيه الشرعية الديمقراطية.

وتقيد بعض الأحزاب بالخطوط الحمر تعني ضمنا الموالاة للنظام الحاكم وسلطاته العسكرية وأجهزته الاستخباراتية وظاهريا تعني معارضته للنظام علما أن كل ما يصدر عنه من تصريحات أو بيانات تصب في مصلحة النظام والإشادة فيه.

هذه الحالة هي حالة مخزية لأي شعب حر و يريد العيش حرا.

الشعب السوري وأبناؤه لهم الحق بالانضمام إلى موكب الحرية والديمقراطية كما هو الحال في معظم الدول التي دافعت عن حقوقها وقلبت الأنظمة الديكتاتورية الحاكمة وبنت أنظمة ديمقراطية تستند إلى إرادات الشعوب ، أنظمة تعيد لكل مواطن حقه بالتمتع بكافة الحريات المعروفة في المجتمعات الديمقراطية الحرة حيث تعطى للمواطن العزة والكرامة التي هي حق لكل مواطن يعيش في وطنه و على ارض أجداده.

هنا نستطيع القول بان سورية شعبا ووطنا تعيش تحت ظروف قاسية أسوأ من ظروف الاستعمار الفرنسي والاستعمار البريطاني وأسوأ من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في الجولان السوري وفي الضفة وقطاع غزة . وهذه الحالة السياسية الرديئة التي وصلت إليها سورية ، في ظل هذا النظام الذي فشل في إدارة الدولة وانتهك حق الشعب السوري وما يزال بحيث لم يترك فرصة للشعب في أن يصبر عليه أو يتسامح معه وفي ظل هذا النظام الفاقد للشرعية الرافض لأي تنازل عن السلطة أو الحكم بل التمسك بهما حتى ولو كلف الأمر ارتكاب الجرائم بحق الشعب السوري هذا النظام الذي تحوطه حاشية طفيلية انتهازية تدافع عنه من اجل خدمة مصالحها ، لم تترك للشعب السوري سوى طريق واحد:

المفروض علينا ، تحرير سورية من سيطرة نظام هو فعلا أسوأ من أي استعمار.

لذا يجب أن يأخذ شعار "تحرير سورية من النظام الحاكم فريضة وطنية"مكانه المناسب منذ هذه اللحظة حتى يتحول إلى شعار وطني وإنساني نعمل عليه وبه خدمة للشعب السوري الي يرفض أنيستمر في العيش في ظلام الاستبداد.

أبناء الشعب السوري سيعملون على رفع صوت الحرية والديمقراطية إلى المحافل الدولية وستطرح هذه الحالة أمام معظم الدول العربية وشعوبها من اجل أن تكون قضية حرية الشعب السوري وكرامته موضع الاهتمام.

الحركة الديمقراطية السورية