جرأة امرأة ونوم الرجال
(بمناسبة الانتخابات )
أشرف إبراهيم حجاج - إعلامي – القاهرة
عزيزعلينا نحن الرجال أن نجد في انتخابات مجلس الشعب عام 2005 سيدة تفضح التزوير ، وتكشف حقائق واقعية لا ينكرها عاقل . ووقفت وحدها حائط صد أمام الاستبداد والظلم .
وعزيز علينا أن نتركها تصرخ وحدها في أمة كاملة ، ثم أعلنتها بصراحة لا يشوبها أي خوف . إنها المستشارة الدكتورة نهى الزيني .
د. نهى الزيني
إنها المستشارة الدكتورة نهى الزيني نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية بمصر والتي شاركت في الإشراف القضائي على الانتخابات البرلمانية المصرية سنة 2005 في دائرة بندر دمنهور، وشهدت شهادت الحق . في وقت كُممت فيه الأفواه بأحد السلاحين: إما بسيف المعز وإما بذهبه .
وأبت أن تدخل في زمرة من قيل فيهم:" الساكت عن الحق شيطان أخرس ".
**********
ولكننا اليوم وقعنا في مستنقع شديد الحلكة في عمليات نستطيع أن نطلق عليها ( جريمة التزوير الكبرى ) ، كل ذلك على مرأى ومسمع من المصريين والعرب والعالم كله ، وسلاح رؤوس التزوير مئات الألوف من الأمن المركزي العلني والسري مدججين بالأسلحة والعصي ، زيادة على البلطجية المستأجرين والمسلحين بالسيوف والخناجر ، والرشاوى ، والتهديدات .
واعترضنا ـ نحن حملة الحق والعقيدة الطاهرة ـ على هذه الهمجية . فلم نجد من يسمع لنا ، ومن سمع لم يهتز منه شعرة واحدة ، وقد يرجع ذلك إلى الأسباب الآتية :
أولا : غياب الوازع الديني عن كثير من الناس ببعدهم عن الله تعالى .
ثانيا : غياب الإشراف القضائي على الانتخابات .
ثالثا : قبضة الحزب الحاكم على الانتخابات متبعا وسائل ضد القانون تماما .
رابعا : منع الاعلاميين ومراقبي الانتخابات من دخول اللجان ، ومقار .
خامسا : تسويد الأصوات ، وشحن الصناديق بها لصالح الحزب الوطني مقدما .
سادسا : تدخل جهات عليا في توجيه النتائج بالصورة التي يحرصون عليها .
**********
وأنا كمسلم أجدني أطرح بعض المفاهيم الإسلامية والإنسانية في هذا المقام :
الزور: هو الميل ، وقول الزور : هو كل قول مائل عن الحق، فالكذب زور ، والشهادة بالباطل زور ، وإن ادعى الإنسان ما ليس له زور ، فهذه كلمة تشمل كل كلام باطل ومائل عن الحق، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن شهادة الزور من أكبر الكبائر . فقد قال : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ " ثلاثاً ، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: " الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين " ، وجلس وكان متكئاً فقال: " ألا وقول الزور، ألا وقول الزور، ألا وقول الزور" ، قال : فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت، إشفاقا عليه صلى الله عليه وسلم.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال : " إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم " ، وخاصة إذا ارتبطت هذه الكلمة باليمين الغموس ، وهو الكذب ، فهذه موجبة للنار لقول النبي : " من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة"، فقالوا: لو كان شيئا يسيراً يا رسول الله؟ قال : " ولو كان عودا من أراك .
**********
وكما أن هناك قول الزور ، هنالك أيضا عمل الزور ، فهو غير قول الزور ، فمثلاً من يتزين بزي أهل العلم وهو ليس منهم ، أو بزي أهل الثراء وهو ليس منهم، أو بزي الفقراء وهو ليس منهم ... كل ذلك يدخل تحت مفهوم عمل الزور وهو أشد ضراوة وشرا من قول الزور .
فينبغي للإنسان أن يجعل مخبره كمظهره ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في إن يدع طعامه وشرابه " ، أي أن الله ليس بحاجة لعبادة أحد، وإنما العبادة هي لتزكية النفس يستفيد منها المسلم
وأذكر كل المزوريين بما قاله الله تعالى : " ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31) " الحج 30 ـ 31 .