وقاحات صهيونية تجاوزت الحدود والمعقول
عبد الله خليل شبيب
كيان باطل أُسس على الوقاحة والعدوان والسرقة والتزوير والبهتان..! وكل تصرفاته تنبيء عن ذلك ..!
معظم التصرفات التي تصدر عن بؤرة الشر التي يسمونها [ إسرائيل ] تصرفات غير منطقية وتتجاوز كل عرف وعقل وإنسانية ..
.. وقد لا يكون ذلك مستغربا كثيرا من نظام قام أساسا على الباطل والتزوير والعدوان وقلب الحقائق .. ولكن ..المصيبة فيمن يصدقونه ..ويسوق عليهم باطله – أو يؤيده كثير منهم وهو يعلم بطلانه [ لحاجات في نفس يعقوب !]..
..وإلا فكيف يفسرون سكوت [ المتحضرين] على كل صنوف التصرفات الهمجية لهذا الكيان الذي ما قام إلا على باطل في باطل !
كيف يُستَساغ – في عرف المتحضرين الإنسانيين – اقتلاع شعب كامل من وطنه وأرضه ..وفرض مجموعات ملفقة [ لفيف] من الغرباء ليكونوا وطنا ودولة على أنقاض شعب آخر يشرد في أنحاء الأرض ؟
كيف يفسر لنا [المتحضرون الإنسانيون ] ذلك الكم الهائل من التصرفات الصهيونية في الأرض المقدسة ...وضد شعبها المستهدف ؟
كيف يمكن قبول أو تفسير كل ذلك القتل والتنكيل والتخريب ؟
كيف يُسمح [ للغرباء ] باغتصاب الأرض وبناء ما يشاءون عليها ..ونشر مستوطناتهم كالسرطان .. بينما تهدم دولتهم بيوت أصحاب الأرض وتشردهم ..؟
ويلقى كل ذلك وغيره من [ الجنون الصهيوني ] كل صمت وبلادة ولا مبالاة من [المتحضرين الإنسانيين ] بل كل تشجيع مباشر أو غير مباشر !!
.. خسئت إنسانيتهم وحضارتهم وخسرت وخابت ..وعن ديارنا غابت!
.. حتى لو تذرع اليهود بمقولاتهم الممجوجة حول الدفاع عن النفس ..فأين هذا الدفاع في هدم بيوت أسر أنفقت شقاء عمرها في بناء مأوى لأفرادها ؟ ..أو قطع وحرق زيتون وزروع مضى على بعضها آلاف السنين؟
.. ماذا لو كان هنالك سلطة وطنية حقيقية ..وقامت بهدم بيوت لليهود ؛ أو طردهم منها وإحلال مواطنين من أصحاب الأرض محلهم ..- كما يفعل اليهود – بالعكس -.. – مع أنها أصلا أرض مغتصبة ومساكن غير مشروعة وغير قانونية .. بل هي ملك لأصحاب الأرض كما تقضي كل القوانين والأعراف ! – لو حصل – جدلا – مثل ذلك [ المستحيل حاليا ] .. فماذا سيقول المتحضرون الإنسانيون؟!!
.. كيف لو أن قوى عربية أو فلسطينية أو أية قوة ..تداهم اليهود المعتدين – صباح مساء وتعتقل منهم من تشاء ..وتعذبهم كيف تشاء ...وتقتل منهم من تشاء وتخرب وتدمر ..كما يفعل المحتلون المعتدون اليهود في الفلسطينيين؟!
.. ماذا لو قام بعض الفلسطينيين بخلع أو حرق أشجار أو مزروعات أو ممتلكات اليهود المغتصبين الغرباء؟ ..
لماذا يعد هذا إرهابا يُستنكَر؟..ولا يُنكر ذاك التصرف الهمجي اليهودي ..والذي كثيرا ما تمارسه قطعان المستوطنين الغرباء ولا يلقى ردعا من الجهات الرسمية الصهيونية أو غيرها ؟ ..بينما تقف القوات الصهيونية ..والتابعة لها من [ إنكشارية دايتون - مولر] – بالمرصاد لكل فلسطيني ممكن أن يزعج اليهود ..أو يُتوَقع منه أو يُشتبه في ذلك ؟..وتشن القوات الصهيونية والتابعة الغارات المتتابعة المتبادلة لاعتقال أي حر أو مكافح أو محترم أو يشتبه في إمكانية رفضه للباطل أو إنكاره له ..من أبناء البلاد ..وتصب عليه ألوان التعذيب والتنكيل ؟
.. كل هذا وأمثاله .. واضح كل الوضوح ..ومفضوح تماما أمام أي منطق عادل معتدل ..وأي مقياس لا يكيل بمكيالين ..- ..وقد وعت – أو بدأت تعي بعض ذلك فئات من أبناء الغرب ..من الذين يسمونهم متضامنين ..وأشباههم ..ولكنهم لا تأثير لهم يذكر على مجمل مساق السياسات الباطلة التي ترعاها حكوماتهم الاستعمارية ..والتي تسير حسب مخططات عدوانية تعتبرنا في مقدمة أعدائهم المستهدفين ..وترى - منذ الحروب الصليببة – وقبلها – أن لها الحق في أي شيء تفعله بنا ..وفي السيطرة على أوطاننا ونهب خيراتها ..هي أو من يشاركها أو ينوب عنها من قوى الباطل والعدوان !
إذن المشكلة ليست فقط في تصرفات اليهود الشاذة وغير المعقولة ..ولكن المشكلة الأهم فيمن يصدقون [ مستحيلهم وباطلهم ] من[ الضالين المضلَّلين ] من الغربيين ومن في حكمهم ..! فإذا كان التزوير اليهودي قد أضلهم في بعض حقائق وأسس دينهم وعقيدتهم.. فكيف لا يستطيع اليهود استئناف تضليلهم في قضايا أخرى – تعتبر فرعية بالنسبة للعقيدة والقناعات الأساسية ؟
في قضية أسطول الحرية :
لقد كان واضحا لكل ذي عينين ..أن تعدي الصهاينة على أسطول الحرية ( الأعزل) في المياه الدولية .. وقتلهم – عمدا وبحقد - لبعض أفراده – غير المسلحين – جريمة دولية .. وعدوان صارخ – بجميع المقاييس .. خصوصا وأن السفن كانت حمولاتها معروفة ..وأعلن منظموها أنهم مجرد متضامنين ..- إنسانيا – مع قطاع محصور ظلما وعدوانا وبدون وجه حق .. حصارا يتناقض مع أبسط المباديء الإنسانية والعقلية والشرعية والدولية ..! وأنهم يحملون مواد إغاثة ضرورية وإنسانية لإسعاف المحاصَرين المظلومين !
بالطبع معروف الموقف اليهودي الصَّلِف من رفض الاعتراف بالاعتداء ..ورفض الاعتذار لتركيا – بلد الضحايا- أو تعويض أهاليهم .. .إلخ
..ولكن المصيبة في موقف الدولة الصهيونية ..التي كرمت الجند المعتدين واحتفت بهم ..وما صدر عن بعض مسؤوليها في تبرير وتشجيع جريمتهم..
فقد قال [ إشكنازي] .. أن الجنود اليهود [ المعتدين ] : قتلوا من يجب قتلهم !.. ولم يفسر لماذا يجب قتل متضامنين عزل لا يحملون سلاحا ..حتى لو وقفوا بقوة وعزة أمام جند مدججين بالسلاح مدعومين بأسطول صهيوني مسلح معد لمحاربة عدة دول
.. كما قال [ النتن ياهو ]..: إن الجنود [ المعتدين ] قد أظهروا مهنية وبطولة وضبط نفس ..وأخلاقية عالية ..لمن ( يريدون قتلهم ) !
أليس هذا الكلام يمثل قمة المغالطة في المحسوس البدهي والوقاحة وما فوق أو بعد الوقاحة ؟!
أية أخلاقية ومهنية وضبط وبطولة عند جنود جبناء قتلوا مدنيين غير مسلحين عمدا وبدم بارد وبشكل وحشي جبان؟
هل البطولة هي ذلك البكاء الذي صدر من بعضهم ..؟ أو الذين بالوا على أنفسهم من الخوف من مجرد مدنيين عزل واجهوهم برجولة وعزة ؟
وكيف كان المتضامنون يريدون قتل الجند اليهود ..وهم – أي المتضامنين – ليس معهم أي سلاح ؟..ثم هل هم الذين تركوا سفنهم ..وتعدوا على الجند اليهود وداهموهم في سفنهم وقواربهم العسكرية وأسطولهم المدجج بالسلاح ؟
.. لعله كان يجب أن يكون مع المتضامنين – بعض السلاح الاحتياطي .. وكان يجب أن يقتلوا بعض الجند الذين هاجموهم- لأنهم معتدون وقتلهم واجب دفاعاعن النفس ..كما كان يجب أن يأسروا بعضهم .. ليملواعلى المعتدين إرادتهم في الوصول إلى أهدافهم ..وعدم اعتراضهم في عملهم المشروع .. وطريقهم إلى غزة ..- ولا يحق لليهود أو غيرهم أن يعترضوهم..لأن أسطول الحرية كان يؤدي مهمة إنسانية تتسق مع القانون الدولي ..وتناهض وتخفف من آثار وأوضاع مجحفة مخالفة لكل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية و الشرائع السماوية والأرضية[ وكل ما سكت عنه الإنسانيون المتحضرون ..بل وتواطأوا عليه من خزي وحقارة !] كما أن ذلك الأسطول الإنساني لا يزال في المياه الدولية .. ثم – حتى لو دخل مياه قطاع غزة .. فهي ليست تابعة لليهود .. فقد انسحبوا منها من زمان ..ولا يحق لهم- قانونيا ودوليا وشرعيا – اعتراض أحد في تلك المياه ..ولكنه الباطل المتمسك والمتمترس بالباطل والقوة الجائرة والمدعوم بقوى دولية ظالمة آثمة مشاركة في العدوان .. !
.. وحبذا لو اعتبرت الأساطيل التضامنية القادمة ..واحتاطت لأمرها ..وجعلت – على الأقل – في سفينة قيادتها قوى رمزية للدفاع والمواجهة والردع ..! وتوقع أي احتمال .. فإنه لا يردع الصهاينة ويؤدبهم إلا ما يخيفهم ..فيفرون كالفئران ..مهما تدججوا بقوة السلاح والأساطيل ..!
وقاحة صهيونية وتزوير وتضليل كبير وواضح في قضية قتلهم محمد الدرة !
... من آخر وقاحات الصهاينة .. – والتي – بكل أسف يسوقونها بسهولة على مجتمعات [ الضالين ] متدرعين بسيطرتهم الإعلامية التضليلية ..وبسوابقهم في تصديق [ الضالين لهم ] واقتناعهم بتزويراتهم .. ..أن يدعي اليهود أنهم ليسوا هم الذين قتلوا( الطفل الغزي :محمد الدرة ) رحمه الله ! تلك الجريمة الصهيونية البشعة التي حصلت على رؤوس الأشهاد وأمام العالم كله ..وصورتها كاميرا شجاعة ..ونقلتها معظم القنوات الفضائية العالمية ووسائل الإعلام ..واعتبرت نقطة سوداء مشهودة .. في سجل قَتَلة الأطفال والأنبياء ..! ومع ذلك – وأخيرا بعد سنوات ..ولمحاولة تخفيف قذارة سجلهم الإجرامي المتخم ..بما يُعلم وما لا يُعلَم أو يُشهَد ادعاء اليهود أن الدرة قُتِل برصاص فلسطيني ! .. وقد سبق أن ألبسوه [ طاقية يهودية في تحوير للصور] وادعوا أنه طفل يهودي قتله العرب !.. قاتلهم الله ما أشد إفكهم وبهتانهم !
..وها هم الآن يدّعون أن مسلحين فلسطينيين هم الذين قتلوه ..ولم يكترثوا بما يمكن لعاقل أن يتساءل : لماذا يقتل الفلسطينيون طفلا من مواطنيهم..وها هم عندهم آلاف الأطفال يمكن أن يقتلوهم بسهولة – إن كان هدفهم [ قتل الأطفال – كما هو من أهداف اليهود – وحتى إن هذا - قتل ألآطفال – نصت – وحرّضت - عليه بعض نصوص التوراة والتلمود وأفتى به كثير من حاخاماتهم !]..ولهم في هذا سوابق عملية كثيرة..!
.. ثم لو كان هناك عقل ومنطق .. : لو كان يمكن أن يوجد في تلك اللحظات فلسطينيون مسلحون .. يطلقون الرصاثص .. لكان هدفهم المفضل – بل والوحيد بالتأكيد ..- هو صدور ورؤوس هؤلاء الجند اليهود المعتدين القتلة .. أحفاد قتلة الأنبياء والأطفال..إن كانوا من أحفادهم حقا .ولم يكونوا من [ لقطاء الكيبوتسات ]!؟!
.. مجمل القول أن أي منطق ,.. أو حوار أو عقلانية أو تفاوض أو نحو ذلك ..مع أمثال هؤلاء المزورين المفترين الوقحين المعتدين .. لا يجدي فتيلا !
.. وأن الوسيلة الوحيدة والناجعة معهم هي القوة ..وإجبارهم – بها – على الانصياع للحق والعدل والمنطق ..وليس غير .
وليتأمل العقلاء المنصفون – وخصوصا المؤمنون - ..في قول الله تعالى عن هؤلاء المبطلين [ البهت – كما وصفهم أحد أكبر أحبارهم المهتدين ( قوم بهت)] :..
.. أي يقلبون الحقائق ويُزَوِّرون جهارا نهارا بدون أي خجل أو حياء !
وصدق الله .. ومن أصدق من الله قيلا..؟ :" أم لهم نصيب من الملك ؟ ..فإذن لا يؤتون الناس نقيرا "!!
والملك المقصود هنا هو أية قوة أو سيطرة .