الإخوان في مصر بين المشاركة الانتخابية ومقاطعتها

الإخوان في مصر

بين المشاركة الانتخابية ومقاطعتها

م. هشام نجار

najjarh1.maktoobblog.com

أعزائي القراء

لاشك ان موقف المعارضه المصريه من موضوع المشاركه في الإنتخابات التشريعيه أمر غير محسوم .. بينما عقارب الساعه تسير بسرعه ليوم الحسم المحسوم مسبقاً وكالعاده لمن بيدهم سلاح الأمن.. والضغط الوظيفي.. والمال الغير مشروع والذي حصل عليه تجار الحزب الحاكم من اعمالهم الفاسده في السوق السوداء. إضافة الى توقع وكالعاده نزول اعداد غفيره من عناصر البلطجه والمدربين تدريباً عالياً على إرهاب المواطنين.

إذن وبالرغم مما ذكرته هل يعتبر خوض الإخوان للإنتخابات ومعهم بعض فصائل المعارضه الأخرى كالوفد والناصريين والتجمع سيحقق مكاسب إقتصاديه لأبناء الشعب أو تغيير للنهج السياسي الخياني للنظام المصري؟

إن عدم وجود إجابه واضحه على هذا السؤال في أحسن تقدير يعني بصراحه ان المشاركه لاتعدو عن كونها مغامره, وأن الإعتماد على المغامره في تحديد سياسه مستقبليه لدولة عربية كبرى مثل مصر سيعمق حالة الإنقسام الذي سيصب حتماً في صالح تجار النظام داخلياَ وتجار السياسه الإسرائيليه خارجياً

الأستاذ محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين

الإخوه والأخوات

يدخل الإخوان هذه الانتخابات وسط خلاف بين رموز في الجماعة . وهناك الآن ما يسمى بجبهة المعارضة داخل الإخوان بقيادة هيثم أبو خليل من وجوه الإخوان البارزة في الإسكندرية ذات الثقل الإخواني الكبير. تدعو الجبهة لمقاطعة الانتخابات وتنشر بيانات في الصحف المصرية وتدعو مكتب الإرشاد للإصلاح هياكل الجماعة ونظامها الداخلي والفصل بين العمل الدعوي والنشاط السياسي.

ويستند أولئك أيضا إلى قرار الإخوان المشاركة في الانتخابات النيابية هذا الشهر رغم الشكوك الكثيرة داخليا وخارجيا على نزاهتها وإصرار الإخوان على تبنى مبدأ المشاركة لا المغالبة إذ لم ينافسوا في الانتخابات الماضية ولا في المقبلة على أكثر من ثلث مقاعد البرلمان.

لكن الإخوان ليسوا القوة المعارضة الوحيدة التي تخوض الانتخابات إذ يخوضها أيضا من الأحزاب المعارضة التقليدية كل من الوفد والتجمع والناصري وغيرهم. ومن ثم يحتج الإخوان بأنه لا يجوز تحميلهم وحدهم وزر المشاركة طالما لم يتوفر إجماع على المقاطعة بين أحزاب وقوى المعارضة.

 اعزائي القراء

إعطاء رأيٌ مؤيد او معارض للإنتخابات في ربع الساعه الأخيره لم يعد يجدي, ولو كنت مصرياً ولي حق التصويت لإمتنعت عن إستعمال هذا الحق لجملة من الأسباب اهمها:

إن إسرائيل وأمريكا ستعصران النظام المصري الضعيف أصلاً حتى آخر قطرة في حبة الليمون كان من كان في المجلس القادم وأن النظام لاحول له ولا قوه فتجربة ثلاثين عاماً معه لم تكن مشجعه على تغيير منهجه لأن طبع النظام مجبول على هذه السياسه والطبع غالبٌ دوماً للتطبع فلا أمل ان ينقلب الذئب إلى حمل وديع, هذه واحده أما الثانيه فهي سياسته الممنهجه في تزوير نتائج الإنتخابات وما يرافقها من إعتقالات عشوائيه لتحديد مسبق عدد الناجحين المحدودي العدد من المعارضه بل اكثر من ذلك تحديد اسمائهم إن إستطاعوا ذلك.

من هذه المقارنه يتضح ما يلي:

إن نجاح قله من المعارضه في المجلس التشريعي يعطي النظام مشروعيه دوليه أمام العالم بينما المفروض تعريته ما إستطاعت المعارضه الى ذلك سبيلاً. ولكن الإخوان لهم وجهة نظر أخرى تقول انه يمكن كشف مؤامرات النظام عن قرب  من داخل المؤسسات الحكوميه وفضحه وتعريضه لهزات تساعد على إحتضاره.

اعزائي القراء

يبدو ان الأمور حُسِمت وعلى المعارضه بكل اطيافها الداخله في الإنتخابات والمستنكفه عنها تناسي خلافاتها وأن تُجَّمع منتسبيها ومؤيديها لدعم من تراه مناسباً من مرشحي الإخوان والأحزاب الأخرى المشاركه بالرغم من أنها مغامرة أخرى طالما ان امتنا تخلت عن الدراسات المحسوبه وإنتقلت إلى عصر المغامرات.ولنا وقفه في تقييم النتائج بعد إعلانها

مع تحياتي