البينة الجديدة.. رائحة تزكم الأنوف
احمد الأحمدي
لا يبذل المتابع للصحف العراقية اليوم جهدا كبيرا ليميز خبيث الصحف من طيبها. ومنذ أن تأسست صحيفة البينة الجديدة وهي لا تفتأ تبث سمومها الطائفية التي تهري الجسد العراقي , حيث ترمي بتهمها ذات اليمين وذات الشمال مستهدفة قادة السنة ومن خلالهم السنة جميعا ..ويأتي ذلك في إطار تزلفها لحكومة المالكي, فهذه (الصفيحة) تعمل منذ فترة طويلة على الترويج للمالكي وتسوق أفعال الحكومة على إنها منجزات تاريخية عظيمة !! وهي عظيمة فعلا في إطار تدمير العراق وتقويضه, وليس أخرها عملية قتل الرهائن المسيحيين في الكنيسة وكأنهم و الإرهابيين سواء . فالعراق بفضل هذه المنجزات لم يعد معترفا به كدولة حتى من قبل الهنود , فكلنا سمعنا عن الملياردير الهندي الذي طاف جميع دول الأرض, حتى الصومال وأفغانستان إلا العراق. وعندما سئل عن سبب عدم زيارة العراق قال إن العراق لم يعد دولة بعد ألان ...
لقد كان هناك اعتقاد سائد لدى قراء الصحيفة بان تلك الروائح الكريهة كانت تنبعث فقط من رئيس تحريرها المقبور ستار جبار( عضو جهاز المخابرات الصدامي السابق)الذي كان يتجسس على العراقيين في الكويت ويبعث التقارير الدورية عن الهاربين من بطش النظام السابق والذين حظوا بفرصة عمل هناك . ولا تفوته أي شاردة أو واردة عن هذا وذاك, بقصد التزلف والتقريب لأصحاب القرار في تلك الفترة, على حساب الأبرياء . فذلك ديدن الانتهازيين والنفعين في كل مكان وزمان حيث يميلون أنى مالت مصالحهم.
اليوم وبعد ان مات ستار جبار ما زالت البينة تكتب بنفس النهج. وبنفس النفس الكريه الذي لا تنفع معه كل معاجين الأسنان لتنظيف أفواههم النتنة. ما يدل أن تلك الجريدة سائرة في نهجها المفكك لمكونات العراق, على أساس استهداف المكون السني بشكل صريح ومباشر ما يدعو إلى وضعها تحت طائلة القانون كونها تنتهك الدستور القاضي بمعاقبة مثيري الفتنة الطائفية والمذهبية والمحرضين عليها. وهي من جهة أخرى مدانة بتحريف مقالات حتى الكتاب المأجورين الذين لا يقلون طائفية عن البينة الجديدة نفسها .
وعلى سبيل المثال, فقد نشرت تلك الجريدة مقالا لشخص اسمه أياد البلداوي, ينضح طائفية وعنصرية وخبثا. كاتب المقال كان يلوي الحقائق ليا, ليثبت صحة ادعائه الطائفي, بان أهل السنة أهل غدر وخيانة .مستشهدا بحادثة قتل عبد السلام عارف لعبد الكريم قاسم . في وقت يتناسى فيه ذلك الشخص بان عبد الكريم قاسم هو من اصدر أوامره بقتل الملك الشاب فيصل الثاني (عليه رحمة الله) وانه أول من ابتدع فكرة القتل الجماعي لعائلة المطلوب عندما أقدم جنوده بقتل العائلة المالكة عن بكرة أبيهم, وانه اول من أسس لثقافة القتل والثأر, عندما ابتدع جريمة سحل الجثث في الشوارع حتى تهترئ لحومها, وانه أول من اوجد فكرة الدكتاتورية في العراق عندما أعلن نفسه قائدا أوحدا للعراقيين (الزعيم الأوحد) .
وما يلبث هذا البلداوي أن يزيف الحقائق وبدلا أن يدافع عن الثكالى واليتامى من أبناء العراق الذين سالت دماء ذويهم انهارا على يد الإرهابيين, الذين اغتصبوا السلطة وأصبحوا ينفذون جرائمهم بملابس الدولة ومركباتها, و بشكل عقاب جماعي يشملون بها مدنا ومحافظات بأكملها, تنفيذا لأجندات معدة سلفا, وعلى رأسهم قادة الحكومة نفسها. وبدلا من أن ينصاع ويذعن للوثائق التي أظهرتها ويكيلكس وبدلا من أن يخفي عاره كونه كان يدافع ولفترة طويلة عن اللصوص والأفاقين , تراه وبكل صلف يدافع عن جرائم السلطة التي يندى لها الجبين وان هذا البلداوي لا يقف عند هذا الحد بل لوقاحته تراه لا ينفك يحاول تدنيس ثوبا غير ثوب السلطة ليربط بشكل وضيع بين زيارة الهاشمي إلى دولة قطر وبين ظهور الوثائق . وكأن أمير قطر او الهاشمي كانا بحاجة لإذن احدهما من الأخر لنشر الوثائق او كأن أمر نشر الوثائق خاضع لرغبتهما ..وهل كان نشر الموقع لوثائق أفغانستان بحاجة لإذن من الهاشمي كي ينشر ؟؟؟ كما إن الجريدة لا تخجل كعادتها في تزوير الحقائق . فمع إن الهاشمي قد زار قطر إلا أن البينة تسوق الخبر بان الهاشمي زار السعودية لتعطي للموضوع بعدا طائفيا .
إن البينة الجديدة لن تزيد عن أن تكون معولا آخر من معاول هدم العراق العربي. ومهما كانت قوة هذا المعول فانه لابد أن ينكسر يوما ما ليبقى العراق عربيا عزيزا طاهرا رغم انف الحاقدين .