رسالة إلى أهلنا في السودان
سلخ جنوب السودان عن شماله جريمة مرعبة
د. جبر خضير البيتاوي
أ. مساعد في قسم اللغة العربية/ كلية الآداب
جامعة النجاح الوطنية
يتابع العرب والمسلمون باهتمام كبير، ما يحدث في السودان الشقيق من مؤامرات ومكائد تسعى لتدمير هذا القطر العربي والمسلم، والذي يلعب دورا مهما في الجغرافيا والتاريخ، سواء على نطاق الخارطة العربية خاصة والعالم أجمع.
فدولة السودان العزيزة تملك ثروات طبيعية هائلة من مياه ومعادن ونبات وحيوان، يستطيع أن يكون سلة الغذاء العربي والإسلامي، لو أحسن استغلال مقدراته ومخزونه وممتلكاته. وشعب السودان العظيم يدرك كل ذلك، فهو شعب عظيم بما يملك من عراقة الأرض والمكان، والمعارف والأصالة، فالجامعات السودانية ومعاهدها العلمية مفخرة مفاخر العلوم والفنون والآداب.
ومن هنا كان السودان، مطمع المستعمرين والمحتلين، على مر العصور والدهور، مثلها مثل بلدان حوض النيل خاصة، وأفريقيا ومناطق البحر الأحمر عامة.
اليوم دول الغرب الأمريكية تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية خانقة وخطيرة، تبحث عن منافذ جديدة، لتبقى مخازن المواد الغذائية لصناعاتها واقتصادياتها، التي بدأت تترنح، نتيجة لجشع الشمال الذي أعتاد على نهب خيرات الجنوب والشرق.
وها هو اليوم يعود إلى استعماره القديم بطريقة سمجة، عبر العمل على تقسيم القطر الواحد إلى مقاطعات ومحميات له، من خلال ما تسمى بالديمقراطية الأمريكية المزيفة، التي جرت على أمصارنا الويلات والفتن والكوارث، فأصبحت بلداننا عبارة عن إقطاعيات متصارعة. وغدت شعوبنا جماعات وأحزابا متشرذمة ومتتطاحنة، وأرضنا تسلب هنا في فلسطين، وهناك في العراق وأفغانستان وغيرها.
المطلوب من أهلنا في السودان الإيباء والكرامة، ألا يصدق أكذوبة الانتخابات المزيفة ولا الديمقراطية الغربية العرجاء، التي لا تعترف بالقيم ولا بالدين ولا حق الشعوب في الحرية بل تريد عبر هذه الأكاذيب والأضاليل، أن تدمر بلداننا خاصة، والمستضعفة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وغيرهما عامة.
علينا أن نسأل دول الغرب الأمريكي، هل تقبلوا بانتخابات لشعب الباسك لفصله عن اسبانيا؟ أو في جنوب فرنسا أو جنوب ايطاليا؟ وهل تقبل أمريكيا بانتخابات تؤدي الى فصل جنوبها عن شمالها؟. إننا نحذر من فصل جنوب السودان عن شماله، فالمقصود احتلال غربي وإسرائيلي جديد لجنوب السودان، ليصبح مثل فلسطين والعراق وأفغانستان.
إن كل سوداني شريف يقبل بفصل جنوب السودان عن شماله، مجرم بحق وطنه وشعبه وأمته، ولا اعتقد أن شعب السودان المصابر يوافق أن ينشطر السودان الى شطرين من أجل عيون أي كان.
فالسودان سيبقى أقوى وأعظم من المبشرين بالديمقراطية المجرمة، والغد المشرق والسلام المزيف، والحرية الكاذبة، بفضل وعي علماء السودان ومفكريه ومخلصيه، وأبنائه الغيّر الذين يرفضون الضيم والظلم والهزيمة والانكسار.
ونحن على ثقة من الله بأن السودان العظيم خاصة والعرب والمسلمين عامة، وكل المستضعفين وأحرار العالم، سيتحررون من المستبدين، الذين يريدون تدمير حضارة الإنسان وكيانه، وها هم الغزاة الجدد بدأوا يترنحون، وهم يرون أنفسهم مندحرين ومتساقطين من أعالي الشجرة العالية والمتعفنة.