هل صفقات الأسلحة اقل تكلفة

حميد شايع الأحوازي

هل صفقات الأسلحة اقل تكلفة

من مساعدة النضال الأحوازي؟

حميد شايع الأحوازي

[email protected]

ان الخطر الايراني على الامة العربية بشكل عام  و على الخليج العربي بشكل خاص ليس جديد ولا يحتاج لخبراء استراتيجيين حتى يتنبئونه، بل هو يطرق باب عربي في الخليج أو خارجه كل شهر وكل اسبوع. وايران الحديثة ومنذ تاسيسها على حساب الشعوب غير الفارسية،  وباحتلالها اراضي تلك الشعوب في العشرينات من القرن الماضي، الشعوب التي لم تكن جزء من فارس آنذاك، و القوة و المكانه التي حظيت بها ايران من التطور في التسلح وصولا الى برنامجها النووي، هذا كله تم بمساعدة غربية، وذلك بهدف ان تكون ايران و بعض الدول الاخرى الغير عربية الحليفة للغرب، قوة لحماية مصالحهم، لكن مقابل ذلك بقي البلد العربي عموما في ضعف دائم و متكىء على الغرب و على اميريكا خصوصا للحماية، الحماية التي تكلف العرب عشرات المليارات سنويا لشراء الأسلحة الدفاعية من الغرب نفسه المتعهد بحمايتهم.

وبالتاكيد الدول العربية من الخليج الى المحيط تعرف جيدا مدى وحجم وحقيقة الخطر الإيراني، و في الوقت نفسه لدى العرب المعرفة التامة بنقاط ضعف الدولة الفارسية ومواجهتها لمشاكل جمة من قبل الشعوب المطالبة باسترجاع حقوقها القومية و الانسانية، لكن الغريب و العجيب في الأمر ان الدول العربية و خاصة دول الخليج العربي التي تواجه الخطر الايراني مباشرة، لم تقوم  حتى الآن بمساعدة الشعوب و خاصة الشعب العربي الأحوازي الذي قادر على ايجاد تغيير في موازين القوى بين العرب وايران. و لا نطالب اشقائنا بعروبتنا وعلى ان قضية الأحواز قضية عربية و هذا واجب على كل عربي ان يدافع  عنها،  ولا نقول ان على الحكومات العربية واجب الدفاع عن الشعب الأحوازي و ارضه، لكنا نسئل لماذا لا يستعمل الخليجيون ورقة الشعوب و الورقة الأحوازية خصوصا لانهاء خطر التوسع الايراني الذي يهددهم، الخطر الذي شغلهم كثيرا وسبب لهم عشرات المليارات سنويا خسائر للأمن وللتسلح و للدفاع؟

اليس غريب هذا ان تبحث الدول العربية في الخليج العربي كل القارات لشراء الأسلحة كل عام مقابل تطور الأسلحة الإيرانية الفتاكة من الصواريخ و التهديد المستمر من الحرس، وهم يبحثون عن المضادات المختلفة له، ولا يبحثوا ولا يصرفوا على المضاد الأقوى في داخل ايران وهم الشعوب؟ هل دفع هذه الدول لميليارات الدولارات اقل تكلفة واكثر أمانا لهم؟  لمذا تتسارع دول الخليج العربي بدفع تلك المبالغ الباهضة لشراء اسلحة ينتهي مفعولها بعد الاعلان عن تطوير صاروخ او بارجة عسكرية فارسية و لا احد يسئل نفسه إلى متى يستمر هذا الدفع وإلى متى تبقى امريكا مدافعة عن هذه الدول ومتى تقوم هذه الدول بالدفاع الحقيقي عن نفسها وعن استقرارها؟ هل صحيح الإستمرار بهذه السياسة بينما إبطال كل ما تمتلكة بلاد فارس من قدرة عسكرية وإفشال كل مخططاتها موجود له الحل السحري الأقل كلفة وهو تبني القضية الأحوازية و الأحوازيين هم كفيلين بتحرك الشعوب الغير فارسية؟   هذا ما لا يكلف دول الخليج العربي مصروف عام واحد على الأسلحة المتطورة التي يشترونها سنويا.  وهذا ما يضمن لهم الإستقرار الدائم وهذا سلاح لا تفسده الأيام ولا يفسده تطور السلاح الإيراني وهذا هو العلاج الكيماوي المؤثر لخلاصهم من هذه الغدة السرطانية الخبيثة التي توسعت في الجسم العربي والخليجي خصوصا.  في هذه الحالة لا حاجة لدفع مليارات الدولارات لشراء الأسلحة التي لا مفعول لها امام التوسع الفارسي و لا حاجة لقطع مسافات في القارات وهدر  الأموال.

بالتاكيد ان ساسة منطقة الخليج العربي لديهم المعرفة بما أشرنا له في هذا المقال، وعلامة السئوال الكبيرة هي إذا لماذا لم يتحركوا بهذا الإتجاه الصحيح؟ هل هم ايضا لديهم مصلحة بإبقاء البعبع الايراني وابقاء تهديده لهم ليساعدهم على المحافظة الحكم بحجة التهديد الايراني؟ وهل الدول الخليجية ايضا لديها ما لدى غيرها من الدول العربية التي لا تفكر بأمن غير امن كراسيها؟ وهل الدول الخليجية صاحبة كل هذه الثروات لا تحتاج للإستقرار والأمن للحفاظ على ثرواتها واستقرارها؟

إذا لم يتمكن العرب حتى الآن من ايجاد حل للقضية الفلسطينية بسبب تفرقهم، لماذا لا تسند أي دولة عربية أو أي شخصية عربية متمكنة القضية الأحوازية التي لا تحتاج لتوحدهم ولا لجيوش منهم سوى المال الموجود لديهم بوفرة؟

وبالنهاية، اذا الشعب العربي الأحوازي سامح هذا التخاذل و هذه المواقف غير المسئولة، فالشعب العربي في الخليج لن يسامح قادته عند ما تحتل ايران بلد من بلدانه، مثل ما حصل للأحواز ولجزر الإمارات وللعراق و...