الصحفيون العراقيون يواجهون تهديداً يومياً

الصحفيون العراقيون يواجهون تهديداً يومياً

ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

    بعد إغتيال الصحفي رياض أساري Riyad Assariyeh هذا الشهر، نصحت عائلته بقية الصحفيين البقاء بعيداً عن الإجراءات التقليدية لمراسيم تشييع ومجلس الفاتحة التي تستمر ثلاثة، خوفاً من أن يشكل التجمع هدفاً سهلاً للمتشددين..

    وهذه الحادثة/ الجريمة علامة على مدى شعور الصحفيين العراقيين بالضعف وغياب الأمن بحيث أن العديد منهم أخذوا بالمشورة، بعد أن أدوا واجبهم في اليوم الأول للحداد بتوديع زميلهم الراحل..

    جرى قتل رياض في السابع من سبتمبر/ أيلول. وبعد يوم واحد قُتل مراسل صحفي آخر في الموصل. عمليات إغتيال الصحفيين، تكشف عن نشوب معركة خطيرة متصاعدة من أجل السيطرة على المعلومات، تمارسها المليشيات ومؤسسات حكومة الاحتلال في بغداد، لقمع وسائل الإعلام، وفقاً لصحفيين ومحللين.

    كان رياض يحظى بتقدير عالٍ في عمله- مقدم برامج- شبكة التلفزيون الرسمية العراقية Iraqiyya- تم إغتياله من قبل مجرمين يستخدمون الأسلحة الكاتمة أثناء قيادته لسيارته في غرب يغداد.

    تم توجيه تهمة الإغتيال إلى (القاعدة) التي كانت محل انتقاد رياض بشدة. مناقشاته التلفزيونية ركزت على مواجهة القاعدة في جهودها تعميق الانقسام بين المذهبين (الإسلاميين). ومن وجهة نظر صحفيين عراقيين، تعود القضية إلى العام 2007، وفقاً لـ حسين الربيعي- مراسل راديو سوا- الحلة- جنوبي بغداد.

وفي هذا الشهر نفسه، وجد رياض قنبلة سلكية مربوطة بمحرك سيارته، اكتشفها صدفة أثناء التحقق من مستوى الماء والزيت في محرك سيارته.

    "لا يمكنك التأكد من مَنْ يُريد قتلك عندما تعمل صحفياً في العراق... لقد أنجزتُ مؤخراً عدداً من التقارير حول تنامي قوة القاعدة في المنطقة الواقعة جنوب بغداد، وربما بسب ذلك، فإنهم يُريدون قتلي... وقد يكون أحد أعضاء طائفة (الأغلبية). هناك العديد من الناس هم ضد الصحفيين،" وفقاً للربيعي.

    وأضاف بأنه قلل احتياطاته في السنوات القليلة الماضية مقارنه بالعام 2007 بعد تحسن الوضع الأمني. وعلى أي حال، بعد محاولة إغتياله، والهجمات على الصحفيين، فقد ضاعف من حذره كثيراً أثناء عمله. "سأكون حذراً قدر ما استطيع... اعتقد هناك خطة من قبل القاعدة لقتل الصحفيين من أجل نشر الخوف والارتباك."

    المعضلة لا تقتصر على مجرد مجموعات مسلّحة تجعل حياة الصحفيين صعبة في العراق، بل كذلك استخدم المسئولون الحكوميون سلطاتهم لمنع الصحفيين من بث تقارير حرجة.

    في الكوت- عاصمة واسط- أُلقي القبض على Sjaz Salem- مراسل صحفي- وسجن هذا الشهر بسبب تقريره بشأن تدخل السياسيين في النظام القضائي المستقتل افتراضياً. لم يُعلق المسئولون على قضية إلقاء القبض، وظهر تقرير في اليوم التالي في الصحيفة المحلية al Sada newspaper، تُدعم صحة الاعتقال، وفقاً لزميله. وأضاف، شريطة عدم الكشف عن هويته: "إنه لحالة جنونية.. لدينا مسئولين وإرهابيين يحاولون منع الصحفيين في العراق. يعملون على منعهم من العمل."

    أقدم محام على طلب الإفراج عن سالم بعد رفض الإفراج عنه بكفالة. "إنهم يُريدون معاقبته بإبقائه في السجن لتلقينه درساً يكون عضة للآخرين." ووفق تعقيب علاء علاوي- محلل سياسي مستقل: يواجه الصحفيون التهديد المزدوج من قبل المليشيات والحكومة على حد سواء، لخشية الطرفين كشف الحقيقة عن دورهم في العنف والفساد. "يحاول الصحفيون كشف الحقائق والدفاع عن حقوقنا. وهذا هو سبب كونهم أول المستهدفين." وأضاف بأن اعتقال سالم مسألة مقلقة، لآنها بوجه خاص، وصلت إلى حد تقييد الدولة لحرية التعبير.. العودة إلى النظام العراقي لما قبل الاحتلال!! في ظل النظام القديم كانت السلطة تعتقل أي شخص لمجرد فكره. حالياً نشهد مرة أخرى نفس المستوى من المسئولين في السلطة، وبدون تعليم، يمكنهم السيطرة على حياتنا، وبغض النظر عن شرعية ممارساتهم."

    ذكر الصحفي أحمد بسام من القائمة العراقية- زميل رياض- بأن على الحكومة حماية حقوق الصحفيين وضمان أمنهم. "نحن لا نحصل على أي دعم حكومي. قوات الأمن العراقية لا يحترموننا، والأرهابيون يقتلوننا. ونحن عالقون وسط وضع يزداد سوءً لا تحسناً."

    قُتل، على الأقل، 230 من العاملين في وسائل الإعلام في البلاد منذ الغزو/ الاحتلال العام 2003، وذلك وفقاً لـ: صحفيون بلا حدود- باريس Paris-based media monitor Reporters Without Borders، مما يجعل من هذا الصراع، الأكثر دموية للصحفيين العراقيين، منذ الحرب العالمية الثانية.

Iraqi journalists face daily threat,Nizar Latif,uruknet.info,September 26, 2010.

[email protected]