إهدار الثروة الوطنية

إهدار الثروة الوطنية:

55 طنا من اليورانيوم المنضب بـ 10 ملايين دولارا فقط (ويا رخصك يا بصل)

د. مهند الحطاب

[email protected]

لخطورة القضية وكونها تتعلق بالثروة الوطنية ولكون العراق مليء بالحُفاة والعاطلين عن العمل نورد أولا ملخصاً لما حدث حسب ما جاء في المصادر الإخبارية المحلية والأجنبية:

1- نقل الجيش الأمريكي550 طنا من اليورانيوم في شاحنات من المنطقة الخضراء ببغداد في عملية سرية دامت عدة أسابيع وانتهت الأسبوع الماضي.

2- الشحنات تضمنت نقل3500 برميل كانت قد نُقلت من مجمع التويثة النووي عبر البر إلى بغداد، ثم تم نقلها لاحقاً على متن37 طائرة عسكرية إلى جزيرة "دييغو غارسيا" في المحيط الهندي ومن ثم على متن سفينة ترفع العلم الأميركي إلى مونتريال في كندا.

3- السلطات الكويتية عارضت فتح حدودها لتلك الشحنات رغم المساعي الأميركية فلم تنقل برا إلى الكويت كما كان مخططا لها فضلا عن الخشية من استهدافها – لو نقلت برا- من قبل الجماعات الشيعية المسلحة الموالية لإيران.

4- وبحسب قناة سي بي سي التلفزيونية الكندية الخاصة فان "كاميكو" اقتنت ال 550 طنا من اليورانيوم (يلو كيك) التي تمثل مخلفات برنامج العراق النووي في عهد الرئيس صدام حسين مقابل عشرات ملايين الدولارات.و سيتم نقل الشحنة الى المنشآت النووية في بليند ريفر وميناء هوب شمال تورونتو في ولاية اونتاريو.

5- و"كعكة اليورانيوم الصفراء" (ييلو كيك) هو يورانيوم مركز وهو مسحوق غير قابل للذوبان في الماء ويحتوي على نحو 80 بالمئة من اليورانيت. وهو يستخدم لاعداد وقود للمفاعلات النووية غير انه يمكن ايضا تخصيبه بهدف تصنيع سلاح نووي.

6- العملية – حسب تقرير لأسوشيتد برس- أزاحت عن كاهل السلطات الأميركية والعراقية عبئاً ثقيلاً خشية وقوع تلك المخزونات النووية في أيدي عناصر مسلحة أو تهريبها إلى إيران لمساعدتها في تحقيق طموحها النووي.

7- العملية ستتبعها- حسب التقرير- عمليات أخرى ضمن برنامج إزالة المخلفات النووية من العراق وذلك عبر ما يسمى  بتنظيف البقايا النووية في مجمع التويثة باستخدام طواقم تتضمن خبراء عراقيين تلقوا تدريبات في أوكرانيا.

 ورغم أنها ليست المرة الأولى التي تُهدر فيها الحكومة العراقية الثروات الوطنية الا أن هذه القضية تستحق الاهتمام بها والوقوف عندها . تصدر الأردن مادة اليورانيوم كمصدر بسعر 200.000$ للكيلوغرام الواحد ولو حسبنا الـ 550 طنا من اليورانيوم الذي اشترته أمريكا بواسطة الشركة الكندية من العراق بمبلغ 10 ملايين دولار فقط لو حسبناه وفق السعر الأردني لوجدنا أن مبلغ الكمية 110.000.000.000$ مئة وعشرة مليارات دولار فهل توجد مقارنة؟!.

ولو سلمنا بقول بعض المسؤولين في حكومة المالكي أنها نفايات من مجمع التويثة النووي في البصرة وأن تخليص العراق منها يرجع بفائدة كبيرة على العراق فنقول لهم يمكن تخفيض المبلغ الى النصف أو الربع أو ربع الربع ...لكن الفارق سيبقى كبيرا في الأحوال كلها ولو علم القاريء أن اليورانيوم الموجود في مجمع التويثة النووي هو ما يسمى (الكعكة الصفراء) وهو اليورانيوم في آخر مراحل التخصيب لعرفتم مقدار الهدر في الأموال العامة.

لذا نرى أنه من الضروري عدم ترك المسألة تمر هكذا دون تحقيق يشترك فيه خبراء كيميائيون واقتصاديون لبيان حقيقة هذه الصفقة وتتحمل الحكومة العراقية وقوات الاحتلال الأمريكية كافة النتائج المترتبة على هذه الصفقة السرية المشبوهة.