المصفقون لخيانات آل أسد

أعماهم سحر الشعار، أم لديهم نفوس تعاني من الدمار!؟

عبدالله القحطاني

لا نعرف ، في القديم والحديث ، نظام حكم ، خان وطنه وشعبه ، كما فعل تظام آل أسد ، في سورية ، منذ أربعين سنة ، إلى اليوم ! ومع ذلك ، نجد بعض ( المبصرين!) من بني قومنا ، يصفّقون لهذا النظام ، ويهتفون .. ويصفونه بالوطنية ، والوقوف في وجه المشاريع المعادية .. فما السرّ !؟

1)    نماذج من الخيانة :

·  سلّم الجولان ، بلاحرب ، في الخامس من حزيران ، /عام 1967 / ، بل بخيانة مكشوفة معروفة ؛ حين أمر وزير الدفاع ، حافظ أسد ، جيش سورية الباسل ، بالانسحاب من القنيطرة ، كيفيا ! وترك الجبهة للعدوّ ، يتوغّل فيها كما يشاء ، ويعبث بها كما يريد ! ومن لديه إلمام بتكوين الجيوش ، يدرك ، تماماً ، ماذا يعني الانسحاب الكيفي ، من المواقع العسكرية ، في حالة الحرب ! ومايزال الجولان محتلاً إلى اليوم !

·  صنع في بلاده مجازر ، تشيب لها الولدان .. مثل : مجزرة تدمر، عام / 1980 / ومجزرة حماة عام /1982 / .. واستباحة المدن السورية ، بشكل بشع ، كما يفعل الصهاينة في فلسطين ، والأمريكان في العراق !

·  تخلّى عن إقليم اسكندرون ، لتركيا .. وهو جزء لايتجزّأ من الأراضي السورية ، اقتطعته فرنسا ، إبّان احتلالها لسورية ، وأعطته لتركيا ! وظلّت الحكومات السورية المتعاقبة ، تعدّه جزءاً من بلادها ، وترسمه في خريطة الدولة السورية ، حتى تنازل عنه حافظ أسد ، طوعاً ، لتركيا ! دون أن يعرف أحد ، بالضبط ، الثمن الذي قبضه لنفسه ، مقابل التخلي عن الإقليم ! فسورية لم تقبض ثمناً ، لإقليمها المسلوب .. كما أنها لم تقبض ثمناً للجولان ، الذي سلّمه حافظ للصهاينة .. وإن كان ثمنه ، الذي قبضه حافظ لنفسه .. معروفاً !  

·  أضعف جيش سورية ، بشكل غريب .. حتى صار الطيران الصهيوني ، بطير في سماء البلاد ، كما يشاء ، في اللحظة التي يريد.. دون حسيب أو رقيب ! بما في ذلك ،  التحليق فوق القصر الجمهوري ، الذي يقيم فيه بشار الأسد ، رئيس الدولة.. دون أن تطلق عليه طلقة واحدة !

·  تاجر بالقضية الفلسطينية ، كما يريد ، وذبح من شعب فلسطين ، في لبنان ، في مخيّم تلّ الزعتر ، وغيره .. أكثر ممّا ذبحه الصهاينة ، في فلسطين ولبنان مجتمعتين ..! وسجن من ناشطي المقاومة الفلسطينية ، في فترات متعاقبة ، أعدادا لا تقلّ عن أعداد الأسرى الفلطينيين ، في سجون الصهاينة !

·  أباح بشار الأسد ، سورية كلها ، من شرقها إلى غربها ، ومن شمالها إلى جنوبها .. إباحة تامّة ، للنظام الإيراني الفارسي ! حتى صارت مستعمرة فارسية ، بكل ماتعنيه الكلمة ، من حيث النشاط الفارسي فيها ، عسكرياً ، وأمنياً ، واقتصادياً ، وثقافيا ..! كما أباح عقول الشعب السوري وقلوبه ، للمبشّرين الفرس ، يغرسون فيها مذهبهم الصفوي الفارسي ، الحاقد على كل عربي ومسلم .. تحت غطاء محبّة آل البيت الكرام! ونظام آل أسد ، يدّعي العروبة ، ويرفع شعار القومية العربية ، ويردّد ، كل يوم ، شعارات زائفة ، مثل : أمّة عربية واحدة ، ذات رسالة خالدة ! هذا ، إضافة إلى تسليمه العشرات ، من أبناء العراق ، الذين هربوا إلى سورية ، خوفاً من الانتقام الأمريكي والفارسي ، اللذين يحتلاّن العراق معاً .. وتسليم العشرات ، من أبناء الأحواز، الذين هربوا إلى سورية العربية ، خوفاً من مشانق الفرس ؛ إذ سلّمهم صاحب المروءة ، العربي المناضل ، لمخابرات الفرس ، ليعلّقوهم على أعواد المشانق ، بعد ساعات من وصولهم إلى الأراضي الإيرانية !

·  اتصالات النظام السرّية ، مع العدوّ الصهيوني ، لم تنقطع ، وبأشكال مختلفة ، تتداولها وسائل الإعلام ، بين فينة وأخرى ! وهو مستعدّ لأن يتنازل للصهاينة ، عن كل مايصفّق ،لأجله ، المصفّقون لنظام الممانعة ، الباسل المغوار ! ولا يهمّه سوى شيء واحد ، فقط .. هو ضمان بقائه على كرسي الحكم ، في سورية ! وأضيف إليه هدف آخر جديد ، هو إبعاد سيف المحكمة الدولية ، الخاصّة بمحاكمة قتلة الحريري .. عن رقاب أبناء الأسد !  

2)    المصفقون لمَ يصفقون :

·  ـ لأن بشار الأسد ، يرفع شعار الممانعة ! وهو شعار مطوّرعن شعار أبيه : الصمود والتصدّي ! وقد ذكرنا ما يفعله الصهاينة في سورية .. فضلا عن الجولان الهاديء ، الذي لايطير عبره عصفور، باتّجاه الدولة الصهيونية !

·  ـ لأن بشار الأسد ، يدعم حزب الله ، الفيلق الإيراني داخل الأرض اللبنانية ! والذي يأتمر بأوامر فارسية ، لتحقيق أهداف فارسية ، وخدمة مصالح فارسية ، داخل لبنان نفسه ، وفي المنطقة العربية كلها ! وما نحسب عاقلاً، يتصوّر أن المصلحة الفارسية ، من دعم حزب الله ، وتوجيهه ، وتسليحه .. هي مصلحة لبنانية ، أو عربية ، أو إسلامية !

·  ـ لأن بشار الأسد ، يؤوي قيادات بعض الفصائل الفلسطينية ، لحساباته الخاصّة ، ولمصلحته الخاصّة ! وهو يلعب بهذه الورقة ، لتحقيق أهداف ، لم تعد تخفى على ذي بصيرة ، من المبصرين أو العمي ! وأهمّ ماحقّقه منها ، حتّى الآن ، هو هذه الأكفّ التي تصفّق لبطل الممانعة ، وهذه الحناجر التي تهتف له ! وما ندري ، ماذا يسمّونه غداً ، وكيف يصفّقون ، وكيف يهتفون ، وماذا يقولون .. حين يطرد هذه الفصائل ، من سورية ، ويصفّي مكاتبها ، أو حتّى بعض عناصرها ، خدمة لصلحه المرتقب ، مع الصهاينة ! هذا على فرض أن ثمّة شيئاً ، في تاريخه ، يدلّ على ذرة إخلاص ، لفلسطين ، وشعبها ، ومقاومتها .. طوال سني عمر النظام ، من أول عهد الأب ، إلى هذه الساعة من عهد الابن !

فسبحان القائل : فإنّها لا تَعمى الأبصار ولكن تَعمى القلوب التي في الصدور.