المقاومة شيوخ في النضال أطفال في السياسة
د. محمد رحال. السويد
لايمكن ابدا الا ان نثمن غاليا الارث النضالي لكل فصائل النضال والتحرر العربي الحديث , والذي يؤرخ له مع ظهور فصائل المقاومة الفلسطينية في بداية الستينيات من القرن الماضي , ونشهد ايضا ان تلك الفصائل كانت تتسابق في البذل والعطاء مع حجم الاحجام العربي الظاهر والمقنع , ونضيف الى تلك الشهادة ان تلك المقاومة كانت مدرسة لكل منظمات التحرر العالمية وهو فخر للقضية الفلسطينية التي احيت انواع متعددة في النضال ’ وينطبق على المقاومة اللبنانية ماينطبق على الفلسطينة , فكلتا المقاومتين ولدتا من رحم العروبة , ورضعتا حليب العروبة الصافي,ولا نستطيع ابدا الا ان نحي ذلك التاريخ الحي والقريب منا والذي يمثله شيوخ المقاومة والذين هم معنا , ولكني اتساءل لماذا ياشيوخ المقاومة نجحتم في اشرف القضايا وفشلتم في السياسة , ولعبة السياسة واضحة , ولعبة الديمقراطية واضحة , وهي لعبة تشترط على من يدخلها ان يحترم اصول اللعبة , واصول اللعبة تقول ان من يكسب الاغلبية , يكسب الحكم , وهذا الحكم المؤقت ان كان جيدا , فهو للشعب كله , وان كان غير صالح , فانه ينقلب على اصحابه , وهي ليست المرة الاولى في التاريخ الذي يخسر اصحاب الثورة اماكنهم في الحكم , والتمترس بكرسي الحكم بدعوى التاريخ النضالي وهو نوع من انواع استغلال الروح الثورية والتي من المفروض انها كانت في سبيل الاوطان , لافي سبيل الكراسي والتي تؤذي اصحابها والشعب معا . لقد خسر ديغول ابو التحرير في فرنسا شعبيته, وقبل خيار الشعب وباحترام كبير , لأن من قاتل من اجل الوطن والشعب فعليه اختيار الشعب لا نفسه ومصالحه , وما حصل في فلسطين ولبنان يشهد لنا ان هناك اطرافا لاتقبل ارادة الشعب ولا تحترمها , فماذا يضير ابو عباس ان يترك لهنية تحمل المسؤولية لما بقي له من فترة ’ وهي لن تقدم او تؤخر , ونفس القول اوجهه الى سيد المقاومة والخطابات , ماذا لو تركت حكومة السنيورة تكمل مابقي لها وهي اقل من عام , وتحقن فيها دماء الشعب اللبناني والذي تعب من قتال الاخوة , وقتال لقمة العيش ’ وان يكف كل الاطراف عن اهانة بعضهم بعضا ’ ان السياسة لها مشروع يقدم للشعب , فمن كان ذو مشروع فانه لايخاف الشعب , ومن لم يكن ذو مشروع فليترك لاصحاب الاختصاص ذلك وليحترم ارادة الشعب .