المسلمون وإيران وحماس وحزب الله

المسلمون وإيران وحماس وحزب الله

سورية الشامي

[email protected]

هل لديك مقدرة على التصور الرياضي، لنتصور معاً هذا المربع الكاريكاتوري العجيب؟

مربع هندسي كالذي تعلمناه في المدارس، تجلس إيران عند أحد رؤوسه، وكل الدول الإسلامية عند الرأس المقابل، وتجلس حماس عند أحد رؤوسه ويجلس حزب الله عند الرأس المقابل لها.

أما إيران فتمتد يداها الاثنتان على طول الضلعين القائمين، تصلان بالدعم لحزب الله وحماس، يدها اليمنى مملوءة مالاً وسلاحاً باتجاه حزب الله السمين الممتلئ، ويدها اليسرى فيها القليل من المال مقارنة بما في اليد اليمنى، تمتد إلى حماس الهزيلة الضعيفة غائرة العينين.

حزب الله بدوره، يمد يده الكبيرة، تلقف كل ما في اليد الإيرانية وطالباً المزيد، وماداً اليد الأخرى باتجاه المسلمين، بخنجر مسموم مكتوب عليه (صنع في إيران).

حماس الجائعة الخائرة تمد يدها خجلى، تستجدي اليد الإيرانية الملوثة بدماء المسلمين، راضية بالفتات الشيعي، واعية الحكم الفقهي الذي يجيز للمسلم أكل لحم الميتة والخنزير حال الحاجة ودفع الموت، وتمد يدها الأخرى لكل إخوانها المسلمين طالبة حق الأخوة والقربى والرباط أمام اليهود في فلسطين نيابة عن الجميع.

والمسلمون (وأعني هنا الحكومات الإسلامية، أما شعوبها فهي تبذل ما تستطيع خفية وخوفاً من اتهامها بدعم الإرهاب)، المسلمون على هيئة رجل سمين بكرش ضخم، ووجه منتفخ، يلبس فردة حذاء واحدة، رافعاً يديه عند أذنيه، بحشر إبهاماه في أذنيه حتى لا يسمع، ويغلق عينيه بسبابتيه حتى لايرى، حاشراً فردة حذائه الثانية في فمه، يدفعها داخل حلقه بباقي أصابعه الستة حتى لايبقى له مجالاً لنطق حرف واحد.

هذه الصورة المرسومة هي حقيقة واقع المسلمين، المتنكرين لأبسط حقوق الله عليهم، التاركين حماس الحرة المجاهدة، محتاجة جائعة خائفة، مانعين عنها كل سبل العون والأمن والحماية، بين آلة اليهود العسكرية المجرمة، وبين العمامة السوداء الماكرة الحاقدة، الأولى لا ترضى بأقل من سحقها وإزالتها من الوجود، والثانية لا تقبل بأقل من تدمير عقيدتها وسرقة انتصاراتها وصمودها مقابل لقمة العيش.

لك الله يا ياحماس ..

لك الله يا ربيبة الجهاد ..

لك الله ما هذا التنكر والصدود من ذوي القربى ..

لك الله وقد ألهاك حكام المسلمين بالحفاظ على شرفك من الضياع متعة في أحضان الآيات العظمى، بدل الالتفات إلى العدو والجهاد والرباط ..

فهل تعلمين لماذا ..؟

لأنهم لا يريدونك شريفة حرة ..

بل يريدونك مثلهم ..

وأنت لا والله لن تكوني مثلهم ..

والله فوق الجميع يسمع ويرى ويدبر ..