موسم الحج إلى الكنيست
د. ياسر سعد
بإلقائه خطابا أمام الكنيست الإسرائيلي يكون رئيس الوزراء البريطاني جوردن بروان الزعيم الغربي الرابع -بعد المستشارة الألمانية والرئيسين الأمريكي والفرنسي - والذي يمثل في الكنيست في غضون أربعة أشهر.
كلمات الزعماء الأربعة تقاطعت في الامتنان لحصول الشرف الكبير بمخاطبة الكنيست, وإبداء الإعجاب الكبير بتاريخ وانجازات إسرائيل وتأكيد التحالف الوثيق معها والتعهد بحمايتها والوقوف إلى جانبها في الأزمات. كما لم تخلو خطاباتهم من التنديد بالإرهاب بكافة أشكاله والعزم على منع إيران من الحصول على السلاح النووي.
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قالت في كلمتها إن "محرقة اليهود خلال الحكم النازي لألمانيا تغرق الألمان بالخزي", وأنها تحني رأسها أمام الضحايا, وأن "ألمانيا لن تتخلى عن إسرائيل", وأن أمن إسرائيل بالنسبة لها غير قابل للتفاوض. وشددت ميركل على إن برلين لن تفرض "نصائح غير مطلوبة" على إسرائيل.
أما خطاب جورج بوش فقد امتلأ بإشارات دينية واقتباسات من التوراة والتلمود, وبدا كأن الرجل يصلي في معبد أو كنيس وهو يتحدث عن أرض الميعاد وشعب الله المختار. وفي تعريض ضمني بالعرب قال بوش لقد نجحت إسرائيل على الرغم من كل المحن في بناء ديمقراطية عظيمة ودولة قل مثيلها حتى مع افتقارها إلى ثروات طبيعية مثل النفط أو الذهب. واعتبر بوش في كلمته إسرائيل هي الأقوى في منطقتها، والأكثر رسوخا في الديمقراطية، والأذكى في الموارد البشرية والأقرب إلى الولايات المتحدة من حيث النشأة والتمسك بالمجتمع الحر المفتوح.
خطاب الرئيس الفرنسي ساركوزي والذي لقي ترحيبا فلسطينيا لتكراره المواقف الدولية اللفظية من المستوطنات والقدس, كان هو الآخر محشوا بالمديح والتملق لإسرائيل. ساركوزي وهو يقترح اقتراحات للسلام يقف كسيرا معتذرا ومعتمدا على حبه الشديد وولائه لإسرائيل حسب وصفه. تحدث ساركوزي عن الطريقة التي أثرت فيها اليهودية وغذت وأغنت الثقافة الفرنسية, واعتبر الكنيست من أكثر الجمعيات في العالم أصالة في الديمقراطية. الرئيس الفرنسي شدد في خطابه غير مرة على يهودية إسرائيل فتذكر "تأسيس دولة يهودية في بلد إسرائيل", وقال بأن وجود دولة يهودية في العالم تبلغ هذا المستوى من النجاح الباهر، لهو مصدر فخر واعتزاز لجميع اليهود, وحرص على التنويه بأن جدّه الذي رباه كان يهوديا.
وقال ساركوزي أمام الكنيست إن بإمكانكم الاعتماد على أوروبا لمساعدتكم في اتفاق نهائي يشمل تعويض اللاجئين. وتحدث عن مشروعه الإتحاد من أجل المتوسط والذي سوف يعبر عن الإرادة المشتركة في إقامة صلات أوثق من التضامن بين كل الشعوب.
رئيس الحكومة البريطانية جوردون براون وصف في خطابه دعوة الرئيس الإيراني نجاد إلى محو إسرائيل بـ"المعيبة والمقرفة". وتكلم عن عاطفته الدائمة تجاه إسرائيل التي رافقته كل حياته, إذ لطالما اعتبر نفسه دائما صديقا لها. وأثنى بروان على شجاعة إسرائيل في مواجهة الشدائد وعلى القيم المشتركة منوها بإعجابه بالتفوق الإسرائيلي رغم المحيط المعادي من حولها.