حكامنا واليهود صنعوا من القزم عملاقاً

سورية الشامي

[email protected]

خير الكلام ما قل ودل ..

وكلمتان في الصميم .. خير من ألف طائشة هنا وهناك ..

في الاحتفال الهائل المهيب الذي أقامه حزب الله احتفالاً بعودة الأسرى من سجون الاحتلال، وقف حسن نصر الله (الأمين العام لحزب الله) وقفة العملاق بين الأقزام، يحيي الجماهير المحتشدة، كما هي الشخصيات اللبنانية التي جاءت مهنئة مباركة بالمناسبة، ثم ألقى خطبته الرنانة، مُنظِراً مبشراً مهدداً إسرائيل، وكأنه قاب قوسين أو أدنى من أبواب القدس الشريف.

هذا العملاق الهائل .. من صنعه؟ ومن ألبسه هذه الهالة؟

حكام العرب الخونة المتآمرون على كل ماهو شريف ومقدس في حياة الأمة، والذين شبعوا ذلاً وتخاذلاً وهزائماً، والذين قدموا كل أنواع الرعاية لدولة العدو (إسرائيل) حتى صارت على ما هي عليه الآن، وهم نفسهم الذين بطشوا أقسى أنواع البطش بكل شريف ومتنور من شباب هذه الأمة .. هم صانعوا نصف العملاق!

ومكر اليهود .. الذي يأبى أي نوع من أنواع الرفعة للإسلام وأهله .. صانع حزب الله أصلاً .. وغارسه في جنوب لبنان، درعاً واقياً له من المقاومة الإسلامية، الذي يقدم له ثمن الحماية والرعاية بين الفينة والأخرى، نصراً صغيراً هنا، ومكسباً أصغر هناك، ليبقى المنتصرون هم أي صنف من البشر إلا المسلمون، لايهم الدولة العبرية حتى لو خسرت كم دبابة (ميركافا)، أو حتى لو وصلت الصواريخ الشيعية إلى المستوطنات وحواف المدن، أو حتى لو تم تبادل الأسرى بشكل مؤسف (حسب زعم ساستهم) .. هو صانع النصف الآخر من العملاق!

وأمام الشاشات وتحت الكم الهائل من الكذب الإعلامي، يتذكر العقل الباطن العربي ويقارن ويستنتج، في غفلة من أهل الرأي وأصحاب الحكمة ..

حكام العرب تخاذلوا وهزموا .. وإيران صمدت وانتصرت!؟

حكام العرب زجوا بخيرة الشباب في سجون الأوطان .. وإيران أخرجت المعتقلين من سجون الاحتلال!؟

حكام العرب .. وإيران.

حكام العرب .. وإيران.

وبين المتخاذلين الخونة الجبناء المجرمين، واليهود الغادرين الماكرين، يتنامى القزم الشيعي ويتعملق، وينكمش المارد الإسلامي ويهزل، في مشهد غريب على مسرح الأحداث الملتهب، من خلال مسرحية هزلية مأساوية مضحكة مبكية مرعبة، بفصولها الثلاثة .. العراقي والسوري واللبناني.

مسرحية .. هل شاهدتم أو سمعتم من قبل؟

بمثل قصتها.

وحبكة نصها.

 وترتيب أدوارها.

 وغنى منتجها.

 وذكاء مخرجها.

وغباء مشاهديها.