مع حوادث 11سبتمبر 2001
محمد هيثم عياش
برلين / /11/09/10/ لم يحظى الاسلام بموجة من المناقشات حوله والانتقادات التي يتعرض لها المسلمون في المانيا مثل ما حظي على مدى الايام القليلة الماضية وحتى يوم أمس الجمعة جراء آراء عضو رئاسة البنك الاتحادي / احد مؤسسات الحكومة الالمانية / تيلو زاراتسين وتهديدات زعيم كنيسة الافنجيلية لحماية المسيحية في فلورياد تيري جونس الذي كان وراء اعلان كنيسته الصغيرة بحرق نسخ من القرآن الكريم في هذا اليوم / السبت / الذي يصادف مرور تسعة اعوام على حوادث 11 أيلول / سبتمبر من عام 2001 .
والواقع ان هذا الدين ومعتنقيه كانوا ومنذ وقبل حوادث سبتمبر 2001 عرضة للانتقادات والاتهامات بأنهم خطر على الامن والسلام الدوليين فما يخلو يوم الا ان ويقوم احد من يدعي بخبرة في قضايا الاسلام والشرق الاوسط بتوجيه تحذير من خطر الاسلام على الغرب وانه سيقوم تدمير الانسانية الا أن جميع هذه الانتقادات والاتهامات لقيت من يتصدى لها من اهل الغرب انفسهم اكثر من المسلمين ، وقد أكد نبي الاسلام الرسول محمد الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه اهل السنن / ان الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر / فقد اعرب الصحافي الالماني / من اصل بولندي / هنريك برودر / موسوي – يهودي / عن رايه فشل جميع التحريضات على الاسلام والمسلمين التي اثارها الاعلام وبعض زعماء السياسة في اوروبا والغرب ليس بفضل مسلمين استطاعوا رد الصاع صاعين بل لعدم اكتراث العامة في الغرب لهذه التحريضات واصفا التحريضات بأنها اصبحت بالنسبة للعامة في الغرب مجرد تهريج / كوميديا / وانه بالرغم من معاداته للاسلام مع أقرانه واستمرارها له فان جميع الخطط لمحاربة هذا الدين ستبوء بالفشل .
ووصفت صحيفة الـ / بيلد / الشعبية الواسعة الانتشار احدى الصحف الالمانية التي حملت راية المعاداة والتحريض والافتراءات على الاسلام ودافعت عن اولئك الذين يبثون آراءهم المعادية لهذا الدين من ابناء المسلمين المستشارة انجيلا ميركيل جراء تقديمها مساء قبل يوم أمس الخميس جائرة الصحافة الحرة لصاحب صور السخرية / الكاريكاتور / الدانماركي كورت فيسترجارد وانتقاداتها في الوقت نفسه لتصريحات زاراتسين وتحذيرها من اقدام كنيسة تيري جونس على حرق نسخ من القرآن الكريم بأنها تمارس دورا متناقضا فصاحب صور السخرية ونشر بعض الصحف الاوربين صوره أثارة غضب العالم الاسلامي وكادت ان توقع حربا بين الغرب والاسلام وتقديمها الميدالية له تأييدا لعمله متساءلة ما اذا كان زعماء العرب الذين يستقبلون ميركيل أغبياء بعلاقتهم مع المانيا التي تدعي حكومتها بحمايتها الاسلام وحرصها على حوار ايجابي .
حوادث 11 أيلول/ سبتمبر من عام 2001 دخلت تاريخ الانسانية من بابه الواسع فمقتل اكثر من ثلاثة آلاف شخص بدون جرية ارتكبوها يأنفها الاسلام والاديان السماوية جمعاء / من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسها بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم ان كثيرا منهم بعض ذلك في الارض لمسرفون – المائدة 32 / . حوادث 11 أيلول/ سبتمبر عام 2001 لها أسبابها المباشرة وغير المباشرة ولا أحد يستطيع أن يجزم ان كان المسلمون وراءها وهذ ما يؤكده رؤساء المخابرات الدولية ، فقد أكد كل من وزيري الداخلية الاتحادي وولاية بايرن السابقين اوتو شيلي وجونتر بيكشتاين / لصاحب التقرير / اثناء تلك الحوادث رفضهما بأن يكون تنظيم القاعدة وراء هذه الحوادث وأفصح بيكشتاين ان اتهام المانيا للقاعدة جاء باتفاق سياسي وامني مع الاوروبيين والامريكيين حتى وزيرة خارجية الولايات المتحدة الامريكية السابقة كرنتسيلا رايس التي كانت مسئولة عن السياسة الامنية والقومية في البيت الابيض اكدت عدم وجود أدلة دامعة بأن تكون القاعدة وراءها واتهمامها القاعدة جاء لتساؤلات عن الجهة التي قامت بتنفيذها فلما فشلوا بالحصول على الجواب اتهموا القاعدة .
حوادث 11 أيلول/ سبتمبر عام 2001 لن تمحى من تاريخ الانسانية بشكل سهل ولن تظهر حقيقتها الا بعد مرور اربعين عاما عليها حتى يموت الجيل الذي عاصرها ، ويأتي جيل جديد يعرف للانسانية معناها والتقدير للدين الاسلامي بأنه الدين السلام وعمر الجيل اربعون عاما ، وذلك بتأكيد من القرآن الكريم ، فقد كتب الله على بني اسرائيل التيه اربعين عاما لأنهم رفضوا دخول الارض المقدسة خوفا من الفلسطينيين وأمروا موسى / عليه السلام / ان يذهب وربه فليقاتلا الفلسطينيين وحدهما .

