علمانية وليبرالية أم نصرانية
محمود القاعود
[email protected]
يتبجح أعداء الإسلام من
المتمسلمين ( الذين يكتب كل واحد فيهم فى بطاقة الهوية أمام خانة الديانة مسلم وهو
نصرانى ) بأنهم يهدفون ويطمحون إلى فصل الإسلام عن الدنيا ، وإزاحته عن شتى مناحى
الحياة ، فالدنيا شئ والإسلام شئ آخر .. ولا يجوز الخلط بين الاثنين .. ولا يفوت
تلك الكائنات المريضة أن تحذر من مخاطر استخدام الإسلام فى السياسة كذلك لا يفوتهم
أن يسألوا سؤالاً تافهاً مثل أمخاخهم الأكثر تفاهة .. أى إسلام تريد أن تطبقه !؟
أهو الإسلام السعودى الذى يقطع الأيدى ويرجم الزناة ويجلد العشاق !؟ أم هو الإسلام
الإيرانى الذى يعتقد أن الإمام معصوم وهو ظل الله على الأرض وصاحب فضيحة إيران جيت
!؟ أم هو الإسلام التركى الذى يتعامل مع إسرائيل !؟ أم إسلام التوريث الأموى
والعباسى !؟ أم إسلام
أسامة بن لادن
وتنظيم القاعدة وإعلان الحرب على بلاد الكفار واستحلال أموالهم ودمائهم ونسائهم !؟
وبادئ ذى بدء
: يجب أن نعلم أن جميع الجراثيم التى تنتشر فى عالمنا العربى والإسلامى وتُنادى بـ
"
العلمانية
" و "
الليبرالية
" ، لا تدين بالإسلام مطلقاً ، وتدين بالنصرانية .. ومن يجادل فى ذلك امرؤ مريض
القلب والعقل .
ولسائل يعترض :
يا هذا هل أنت تعلم ما فى
القلوب والنفوس وتحكم على هذا بالنصرانية وذاك باليهودية !؟
قلت
: حاشا لله أن أعلم مافى قلب أى إنسان .. لكن بالله عليك .. ماذا تسمى دعوتهم
لاستئصال الإسلام العظيم وإحلال النصرانية بدلاً منه ؟؟
ماذا تسمى دعوتهم لبتر آيات من القرآن الكريم .. وفى ذات الوقت يثنون
على الكائن المسمى "
شنودة الثالث
" لأنه يتمسك بفقرات كتابه الذى يُقدسه ؟؟
ماذا تُسمى دعوتهم لتنقية المناهج الدراسية الإسلامية التى – كما
يزعمون – تحض على الكراهية ورفض الآخر ، فى حين يتعامون عن النصوص النصرانية التى
تخرق أعينهم ، وتدعو لقتل الأجنة والرضع والنساء والخطف والاغتصاب والزنا وإشاعة
الفاحشة ؟؟
ماذا تُسمى دعوتهم لمراقبة بيوت الله ( المساجد ) وفصل أى إمام يتحدث
عن النصرانية أو النصارى فى حين يقومون بدعوة الحكومة لتشديد الحراسات الأمنية حول
الكنائس وعدم التعرض للقمامصة والقساوسة والرهبان الذين ما فتئوا يسبون الرسول
الأعظم داخل الكنائس بأقذع الألفاظ وأوسخ العبارات ؟؟
ماذا تُسمى دعوتهم لغلق الفضائيات الإسلامية – والتى لا تتعرض
للنصرانية أو ترد على مفترياتها وطالبنا من قبل أن تهتم بما يتعرض له الرسول الأعظم
من حملات تشويه عاتية أو أن يتم غلقها – فى حين يتعامون قاتلهم الله عن
25
فضائية تمارس السب والردح وتستخدم أسلوب الساقطات والعاهرات على مدار الـ
24
ساعة لتشويه صورة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ؟؟
ماذا تُسمى دعوتهم الفاجرة لما يُسمونه خطر الإسلام الوهابى المتطرف فى
حين يتعامون عن أسلحة بيضاء وسواطير وذخائر وطائرات إف
16
وآر بى جى وقذائف هاون وقنابل عنقودية وصواريخ موجودة داخل الكنائس ؟؟
ماذا تُسمى ثورتهم الآثمة من أجل فيلم يُصور حزء هين جداً من حقيقة
النصارى فى حين ترى برودهم وسماجتهم وقلة أدبهم عندما تصدر رواية تافهة تسب الله
ورسوله والقرآن الكريم ؟؟
ماذا تُسمى ثورتهم القذرة عندما يُصادر الأزهر الشريف كتاب تافه يتطاول
على مقام الرسول الأعظم ، وينددون بما يسمونه محاكم التفتيش وأنه يجب تحييد الأزهر
عن شئون الثقافة والفكر وألا يتدخل شيخ الأزهر فى أى شأن من شئون الدولة هو ومجمع
البحوث الإسلامية .. فى حين تراهم يرقصون طرباً وفرحاً عندما يجدون " أبوهم "
شنودة الثالث يعتصم ويعتكف ويبكى لترضخ
له الدولة .. عندما يحرك المظاهرات التى تدعو لغزو مصر وإقامة دولة صليبية فى جنوب
مصر .. عندما يأمر الرهبان بسرقة أراضى الدولة ويجعلهم يقتلوا مسلم ، ويخرج بوقاحة
وخسة وسفالة منقطعة النظير ليقول فى التلفاز أن ميليشياته تعرضت للسحل وأن المسلمين
بصقوا على الصليب – وإن كانوا فعلوها فانا أول المصفقين – وأجبروهم على النطق
بالشهادتين .. عندما يرفض تعديل القانون المعجزة الذى يجعل انتخاب البابا بـ "
القُرعة " والذى سمح لمثله أن يكتم أنفاس المسلمين – فى ظل انبطاح النظام الحاكم -
فى مصر لمدة
37
سنة حتى الآن ، والمفروض أن يشترك فى انتخاب البابا جموع نصارى مصر الأرثوذكس فضلاً
عن الأساقفة وأن تكون أقصى مدة للبابا هى 8
سنوات غير قابلة للتجديد نهائياً .. عندما يقول أنه لن يخضع إلا لأحكام الأناجيل ..
عندما يحتج على إسلام سيدة نصرانية فترضخ له الدولة وتسلمه الضحية التى ذهبت إلى ما
وراء شمس شنودة ..... إلخ ؟؟
ماذا تُسمى أن يدعو السفلة لإلغاء المادة الثانية من الدستور المصرى
التى تنص على أن الإسلام هو المصدر الرئيسى للتشريع ، فى حين يتعامون عن قوانين دول
أوروبا التى تجعل من المذاهب النصرانية ( لوثرية – كاثوليك – بروتستانت ) دساتيراً
لها ؟؟
ماذا تُسمى دعوة الرقعاء السخفاء لإلغاء المظاهر الإسلامية فى أى مجال
وخاصة علم
المملكة العربية السعودية الذى يرفع راية
التوحيد الخالدة .. فى حين يتعامون عن الصلبان المرفوعة فوق معظم أعلام دول أوروبا
؟؟
ماذا تُسمى دعوة الفُجّار الأشرار لإلغاء خانة الديانة من بطاقة الهوية
فى حين يتعامون عما يفعله النصارى من دق لوشم عليه الصليب فوق المعصم والذراع
والصدور والسُرة والمؤخرات ؟؟؟
ماذا تُسمى دعوتهم الباطلة الكاذبة لرفع الظلم عن النصارى فى مصر ، فى
حين أن المظلوم والمضطهد والمفترى عليه والمسلوبة حقوقه ، هم المسلمون ؟؟
ماذا تُسمى دعوتهم لتعيين النصارى فى مناصب حساسة لإقامة مشروع الدولة
الصليبية فى جنوب مصر .. فى حين أنك لا يُمكن أن ترى ضابط فى الشرطة أو الجيش ملتحى
أو أن ترى وزير أو محافظ متدين ؟؟؟
وإن سألت حتى يوم القيامة .. لن تجد إلا صمت القبور من الجراثيم التى
تدعى العلمانية والليبرالية .. وكأن العلمانية والليبرالية لا تُطبق إلا على
الإسلام .. وهذا هو الفارق بين تلك الجراثيم العفنة .. وأهل العلمانية والليبرالية
فى الغرب .. فشتان الفارق بين الكائنات الأولى والسادة الآخرين .. الكائنات العفنة
المستوطنة فى العالم العربى والإسلامى تنام وتتمنى أن تفيق فتجد كنيسة ضخمة بدلاً
من الكعبة ..
أما علمانيو وليبراليو الغرب فهم يحيدون الدين – أى دين – حقيقة
وواقعاً .. لذلك تراهم ينتفضون عندما يتعرض الإسلام لازدراء بل وأحياناً تجدهم
يُدافعون عن الإسلام كأهله .. يرفضون الإسلام والنصرانية واليهودية .. وفى ذات
الوقت يتميزون باحترام الآخر وتقديره .. ومن ثم لا يجد المرء أى حرج فى مبادلتهم
التقدير والاحترام وأن يقبل وجهات نظرهم برحابة صدر وهدوء وأن يُناقشهم فيما يدعون
إليه وأن يعرض عليهم وجهة نظره وكيفية تفكيره فى هذه الدنيا ... حتى وهم يستمعون
إلى الافتراءات الموجهة إلى الإسلام يعرب لك أى واحد منهم أنه يعتقد بوجود لبس فى
الأمر .. وأكثر من ذلك أن تجد رئيس جمعية إلحاد ( يؤمن أنه إن مات لن يُبعث مطلقاً
) يُقدر الإسلام ويُعرب لك أن محمداً رجل عظيم وشارك فى صنع أحداث التاريخ !!
فإلحاده وكفره بالله واليوم الآخر لم يمنعه من شهادة حق يراها هو .
وحدهم سفلة العالم العربى والإسلامى الذين عندما يُسافر أحدهم إلى
أمريكا أو كندا يُعلن أو تعلن شذوذه أو سحاقها بالإضافة لسب الإسلام والرسول الأعظم
مع الإشادة برب المجد يسوع
وكيف غير حياته أو حياتها وأن الإسلام هو الخطر الذى تجب إبادته وأن هناك حديث
لرسول الإسلام يقول "
قاتل الله الطلاينة و الألمان
والأمريكان
" !! ويعتقد الأمريكى أو الكندى الجاهل بالإسلام أن هذا حديث فعلاً لأن اللوطى أو
السحاقية الذى أو التى رددت الحديث من خلفية إسلامية !
ثانياً
قلت
: الإسلام لا يوجد به أنواع فلا يوجد إسلام سعودى ولا إيرانى ولا تركى ولا أموى
وعباسى ولا بنلادنى .. وإنما هو إسلام واحد وقرآن واحد ورسول واحد وقبل هذا وكله
نؤمن بإله واحد .. والإسلام هو الإسلام فى كل زمان ومكان .. ومن العار أن ننسب
تجاوزات حكام أو أفراد للإسلام ؛ فتلك هى القضية .. هل الإسلام يقول بوراثة الحكم ؟
هل الإسلام يقول بقتل وسجن المعارضة السياسية ؟؟ هل الإسلام يقول بالتعذيب
والاغتصاب الجنسى ؟؟
بالقطع لا .. إذاً المشكلة ليست فى الإسلام .. ولكنها فى الجراثيم
التى تنادى باستئصال الإسلام ..
وأما مسألة الحدود التى يعولون عليها ويولولون منها ويصرخون بأعلى صوت
:
رحونا يا خلق هو .. هيرجمونا .. هيقطعوا إيدينا .. هيجلدونا .. السيف ..
الدم .. الإرهاب ..
أولاً
: لا يخشى من الرجم أو الجلد إلا الزانى .. ولا يخشى من قطع اليد إلا السارق ولا
يخشى من الإعدام إلا القاتل ..
ثانياًً
: موضوع الحدود مسألة كبيرة جداً وتطبيقها له فقه خاص وليس اعتباطاً .. وقبل
تطبيقها يجب إصلاح أحوال المجتمع بأكمله وتأمين الناس على أرواحهم وممتلكاتهم ..
بخصوص مسألة الرجم
: القرآن الكريم واضح وصريح فى نصه على عقوبة الزانى وهى الجلد .. ولا يوجد بالقرآن
الكريم أى آية تُشير إلى رجم الزانى .. وليس هذا تنصلاً من أحاديث الرجم .. فلكل
حديث حالته الخاصة وملابساته وأسبابه قبل أن يوضح القرآن الكريم المسألة ويحسمها .
إذ لا يعقل أن يقول القرآن الكريم أن عقوبة الزانى هى الجلد ونستخدم أحاديث الرجم
!!
.. وقد وضع الفقهاء شروطاً لمسك الكرباج أثناء عملية الجلد منها مسكه عن طريق ثلاثة
أصابع هى الإبهام والخنصر والبنصر .. أى أن السبابة والوسطى لن يشتركا فى عملية
الجلد وهو ما يخفف من وطأة الكرباج بطريقة كبيرة .. وغير هذا كله إن أردنا أن نضبط
زناة وهما فى حالة تلبس وبوجود أربع شهود لن نجد ذلك إلا فى بيوت الدعارة !
أما مسألة قتل القاتل .. فهذه أفضل وسيلة للقضاء على ظاهرة إزهاق
النفس بغير حق .. فالقصاص هو أفضل وسيلة لنشر الآمان فى المجتمع .. إذ لو علم
القاتل أنه لن يقتل لانتشرت الفوضى فى المجتمع وأريقت الدماء ولتحول المجتمع إلى
غابة البقاء فيها لمن يقتل أكبر عدد !
نخلص من هذا
: أن مسألة الحدود التى يطن بها الذباب الذى يدعى العلمانية والليبرالية .. لا تقف
عائقاً مطلقاً أمام تطبيق الإسلام كمنهاج يحكم حياة الناس ، وأن ممارسات بعض
الأنظمة الإسلامية لا تعبر بأية حال من الأحوال على حقيقة الإسلام .
ويبقى السؤال
:
هل الكائنات الموجودة فى العالم العربى وتدعى العلمانية واللبرالية هى كذلك ؟؟ أم
أنها نصرانية تدين بعقيدة قتل الآخر وتصفيته وبقر بطون الحوامل واغتصاب النساء ؟؟
الجواب
:
نصرانية .. نصرانية .. نصرانية .