يا عيد يا عيد

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

واحدٌ وستون عيداً أنا ومئات الآلاف المنفيين بعيدون عن الوطن والأهل والأحباب والخلّان والأصحاب وتراب وذرّات الوطن والتساؤل لماذا ؟

قرار جمهوري قمعي صدر على كل مُعارض سوري أن يختار بين ثلاث : السجن أو النفي أو القتل أو حالة الإستعباد لمن خرج عن هذا الإطار

وهل كان ذنب المُعتقلين والشهداء والمنفيين أو من يعشيون في ظل أجواء إرهاب السلطة وأذرعتها الأمنية البوليسية القمعية غير أنهم كانوا مواطنين سوريين ، وقعوا ضحايا الفهم البوليسي الإستئصالي

قصص وحكايا أغرب من الخيال تجري وقائعها على من ذكرته من الفئات

فالكرام المسجونين والمُغيبين وأعدادهم بعشرات الآلاف ، كيف تقضي عوائلهم وذويهم الأيام والسنين والأعياد بشكل خاص ، فهل نستطيع أن نقول عند هؤلاء وذويهم عيد

والمنفيين السورين ومئات آلافهم  ، وكل واحد منهم له ألف حكاية وحكاية من الألم والجوع ونقص بالأموال والأرزاق وضيق ذات الحال ومايترتب على ذلك من الآثار السلبية والنفسية على هؤلاء ، وعلى ذويهم وأحبابهم في الداخل السوري

والشهداء ممن قُتلوا ظلماً أو سحلاً أو تحت التعذيب هم الأعظم مكانة ومقاماً عن العالمين ، وماترتب على ذلك من الآثار السلبية عن وجود هذه الحالات التي دعونا باستمرار إلى سرعة محو آثارها ، ولكن العقلية الإستئصالية أبت إلا أن تُذيقهم التضعيف في المُعاناة ، زيادة في النكال ، وإمعانا في الإذلال ... فهل سيبقى الحال على ماهو عليه ؟ أم سيكون هناك حراك منظم ندعو له لوضع استراتيجيات عامه ، للانتقال من خطوة إلى خطوة وبالطرق السلمية للوصول إلى الخلاص

الشعب السوري الجريح بجميع فئاته يئن من التعسف وحالة الفساد المنتشرة في الأنحاء السورية ، ويشكو الجوع والفقر وإرهاب السلطة وتكميم الأفواه والقمع والتهميش والاستبعاد ، فلنأتي جميعاً الى كلمة سواء واحدة تجمع ولاتُفرق للتفكير في الخروج من هذا الكابوس والمساعدة على إيجاد الحلول ، والتفكير بصوت عال ومسموع بلا عنتريات ، نخاطب جميع الأطراف ، ونخاطب العالم أجمع بصوت واحد بما يجري من مآسي لشعبنا السوري الحبيب ، فلنُفكر جميعاً بالآليات ، ولنتوكل على الله للسعي بالخروج من هذا النفق المُظلم ، عبر تجمعنا وتوحدنا على كلمة واحدة ، وبصوت واحد أن كفى ، ولنكن عمليين في أسلوب التفكير ووضع الخطط ووضع التفاهمات ، وما دون ذلك ذهاب الريح

أنت في قلوبنا يامنديلا وعلم سورية الأشم القاضي المحامي الحقوقي هيثم المالح ..، لن ننساك أيها الشيخ الجليل الثمانيني ، واعتقالك يُمثل انتكاسة أخلاقية وإنسانية تُضاف إلى سجل هذا النظام ، قلوبنا معك أيها الحبيب الصامد ، أيها الرجل المقدام ، لم تنل من عزيمتك الشيخوخة ياسيدي ، وأنت سيد الرجال ، ولنُسطر اسمك في التاريخ رمزاً من أعظم الرجال ، فاق مانديلا وغاندي ، بل ولُنسمي انتفاضتنا الفكرية والثقافية والأخلاقية لإطلاق سراح أصحاب الرأي والفكر وعلى رأسهم قادة اعلان دمشق باسمك أيها العملاق ، بوركت وبوركت البطن التي أنجبتك ياسيد الأحرار ، ياسيد الشجعان يارمز الرجولة والعلو والافتخار ، وبورك أبناءك وبناتك الذين غرست فيهم قيم التضحية من طل الملوحي الى آيات عصام أحمد الى كل الأحرار والأبرار

               

*  الكاتب الباحث والناشط السياسي والحقوقي السوري