برجا التجارة .. أم بارجتان في الخليج خطة واحدة لمخطط مختلف
برجا التجارة .. أم بارجتان في الخليج
خطة واحدة لمخطط مختلف
سورية الشامي
أيهما أغلى على واشنطن، برجا التجارة أم بارجتان في مياه الخليج؟
برجا التجارة تمت مهاجمتهما بموافقة أمريكية وبأيد غير أمريكية، على أرجح أقوال الساسة والمفكرين، فتنظيم القاعدة المخترق على كل المستويات، خطط وقرر التنفيذ، أما الاستخبارات الأمريكية فعلمت بالخطة وسهلت للمنفذين الطريق، ليحدث ما حدث، منذ يوم الهجوم وحتى يومنا هذا .. والرابح الأول والأكبر هو أمريكا، والخاسر الأول والأكبر هم المسلمون.
خلال حرب الخليج الأولى (بين العراق وإيران)، فتح المجال للعراق الغني مدعوماً من كل الدول العربية الغنية، أن يتقدم ويتطور في المجال التقني مستنزفاً خزائنه وخزائن الداعمين له، حتى إذا بلغ مستوى عالياً فيها، تآمرت عليه الدول التي كانت تمده بالتقنية وتغض الطرف عنه وعلى رأسهم أمريكا، واجتاحته تحت ذريعة واهية كاذبة، محققة هدفين في آن واحد، هما إنهاء الحكم العراقي الوطني وتدمير العراق الذي يشكل خطراً على إسرائيل، وكذلك وضع اليد على منجم الطاقة العراقي.
ذات السيناريو يتكرر اليوم مع إيران، التي صرفت معظم ميزانيتها على التسلح والتطور التقني، على مرآى ومسمع من دول الغرب وعلى رأسهم أمريكا، وهاهي اليوم تشن عليها حرباً إعلامية ممهدة لضربة عسكرية ضد منشآتها النووية .. هو ذات السيناريو ولكن لمخطط مختلف.
نعم من أجل مخطط مختلف، ذلك لأن التهديد الذي كان يشكله الحكم العراقي السابق على إسرائيل غير موجود اليوم، فإن إيران لن تحارب إسرائيل بحال من الأحوال، بل إن التحالف الإيراني الإسرائيلي يقوى يوماً بعد يوم، حتى يظهر يوماً ما على السطح بمباركة الآيات العظمى، ويومها سيمجد الإيرانيون ذلك ويقدسونه باعتباره أمراً صادراً عن الفقيه الولي، ولا غرابة لو رأينا الشيعة يلطمون في الحسينيات يوم العاشر من رمضان، ألماً وحسرة على هزيمة اليهود في سيناء يوم اجتياز الجنود المصريين لخط بارليف الشهير.
لكن .. هل حقاً يمكن أن تضرب أمريكا إيران؟
الجواب .. نعم .. وفوراً، لكن ليس على الطريقة العراقية!
النظام الإيراني بحد ذاته لا يشكل أي خطر على مصالح أمريكا في المنطقة، إلا أن امتلاكه للقنبلة النووية هو الذي يشكل هذا الخطر لسبب أن الفرس بما لديهم من نزعة للسيادة قد يفكرون في يوم ما بفعل ما لا يروق لأمريكا وما ليس في حسابها، لذلك هي تريد من ايران أن تكون وحشاً بلا مخالب وأنياب، وحشاً يخيف البلاد العربية، إخافة لا تحتاج لأنياب وأظافر، فالبلاد العربية المتشرذمة الضعيفة يكفيها عواء الذئب أو فحيح الأفعى لإخافتها، وإيران تستطيع القيام بهذا الدور بعد الصورة المخزية التي ظهرت عليها في العراق، أما الأنياب والمخالب فقد يغريان إيران للذهاب إلى أبعد من ذلك يوماً ما ولأي سبب، وهذا ما لا يجب أن يحدث.
ضرب إيران مخطط ذو ثلاثة أبعاد، تحقق به أمريكا الصفحة قبل الأخيرة في السيطرة على مقدرات المسلمين:
أولاً: تقليم مخالب إيران ونزع مخالبها التي قد تهدد فيها مصالح أمريكا في المنطقة.
ثانياً: تلميع إيران إسلامياً وإعطاءها دوراً أكبر في مسلسل التغلغل داخل الدول الإسلامية.
ثالثاً: طي صفحة أسلحة الدمار الشامل في إيران، والبدء بفتح الصفحة الباكستانية لنزع كل أسباب القوة من المسلمين.
الصفحة الباكستانية التي اضطرت أمريكا لتأجيل فتحها، وذلك لاستخدام الأراضي الباكستانية كقاعدة في حربها على أفغانستان منذ سنوات، وكذلك في حربها على إيران بعد أيام، وبهذا يغلق ملف القلق الأمريكي من الدول الإسلامية كقوى يمكن أن تشكل خطراً عليها ولو بنسبة ضئيلة، لتتكمل بعدهل مسلسل الغطرسة والعنجهية الأمريكية في التدخل المباشر بحياة المسلمين كأفراد.
هذا إن تم لها ما تريد ..
"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"