خوف الصهاينة من السلام
خوف الصهاينة من السلام
محمد هيثم عياش
برلين /03/09/10 / تم يوم أمس الخميس 2 أيلول / سبتمبر 2010 في واشنطن مباحثات مباشرة بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامن نتنياهو انتهت هذه المباحثات المباشرة بعد قطيعة استمرت لعامين ، من اجل احلال السلام في منطقة الشرق الاوسط باتفاق يضمن باجتماع كل اسبوعين للتقارب بين السلطة والكيان ينتهي باحتمال دولة فلسطينية مستقلة والتوصل الى صيغة مرضية لمستقبل مدينة القدس الشريفة .
واذا ما عدنا الى التاريخ السياسي لمنطقة الشرق الاوسط أو بالاحرى الى الاسباب التي كانت وراء قيام الحركة الصهيونية في العالم عام 1899 التي اتخذت على عاتقها قيام دولة يهودية على ارض فلسطين فان التاريخ الاوروبي يثبت تماما بأن الصهيونية امتداد للحروب الصليبية وتؤكد وزيرة الخارجية الامريكية السابقة مادلين اولبرايت ان الصهيوني وقيام دولة لليهود على ارض فلسطين لها أساس في التوراة والعهد القديم ، بل ويذهب استاذ العلوم السياسية في جامعة مدينة كولونيا هيرفريد مونكلر في كتابه الجامعي الذي يحمل عنوان / الفكر السياسي في القرن العشرين / ان اسباب الحركة الصهيونية هي من اجل الوقيعة بين المسيحية والاسلام واستمرار عقدة الذنب لدى الاوروبيين . فاليهود عانوا من العنصرية في اوروبا ولم تكن معاناتهم مع النظام النازي في المانيا أيام اولف هتلر بل سحيقة في التاريخ فقد منع الانجليز اليهود من السكن في لندن واضطهد الكاثوليك في اسبانيا اليهود مع المسلمين . ولا يعود سبب هذا الاضطهاد تمييزا عنصريا ودينيا بل لان اليهود معروفين بغدرهم واستغلالهم للمسيحيين والمسلمين فما من حرب وقعت في اوروبا الا وكان اليهود وراءها كما كانوا قد احتكروا المال والاقتصاد وجعلوا من مسيحيي اوروبا يعانون الفقر والجوع . وقد اخبر الله تعالى في كتابه عنهم / ولتجدنهم أحرص الناس على حياة / وأورد الحياة بالنكرة أي أي حياة حياة الذل والخنوع . ولذلك اتخذ الاوروبيون قرارا بمساعدة اليهود الاوربيين باعطاءهم وطنا لهم من اجل الاستراحة منهم وليكن هذا الوطن على ارض فلسطين لأسباب دينية قحة معروفة للجميع .
الا أن مدير معهد ريشارد كوبنر للتاريخ الالماني في الجامعة العبرية بالقدس استاذ علوم التاريخ فيها الالماني موشيه تسيمرمان اكد في كتابه / خوف الصهاينة من السلام / عرضه يوم الجمعة / 3 ايلول / سبتمبر / أمام الصحافة ببرلين ان الكثير من السياسيين والدبلوماسيين وغيرهم زاروا المنطقة اي الكيان الصهيوني ومقر السلطة الفلسطينية في رام الله خلال عام 2009 ومنذ بداية هذا العام مرات كثيرة للتوسط وطرح الافكار لاحياء عملية السلام من جديد واخراج المباحثات م الطريق المسدود التي وصلت اليه منذ الشرخ الفلسطيني وانه بالرغم من المباحثات التي جرت بالعاصمة الامريكية تحت اشراف الادارة الامريكية وبحضور ملك الاردن عبد الله الثاني الهاشمي والرئيس المصري حسني مبارك الا انه لن يكون في منطقة الشرق الاوسط سلام اذ ان الصهاينة يخافون من السلام اكثر من خوفهم من الحرب معتبرا ان حكومة الكيان الصهيوني التي استجابت للمبادرة الامريكية باجراء مباحثات مع عباس تجد نفسها في ورطة تكمن بازدياج انتقادات العالم لها اذا لم تستجب لمبادرة البيت الابيض الا ان جميع وعود حكومة نتنياهو وحكومات سابقة وحكومات في المستقبل لن ترضى بأن يكون في المنطقة سلام . وعزا تسيمرمان خوف الصهاينة من السلام لأن في الحرب يعرف المستوطنين الصهانية ما الذي سيحدث لهم اما في السلام فان مستقبلهم سيصبح غامضا وربما يصبح مصيرهم مثل مصير البيض في جنوب افريقيا اثناء سيادة العنصرية وزوالها بتلك الدولة وعلى المرء ان لا ينسى كتاب وضعه بنيامين نتنياهو عام 1995 عندما كان رئيسا للوزراء يحمل عنوان / مكان تحت الشمس / الذي يؤكد فيه اهمية الامن للمستوطنين الصهاينة اكثر من اي معاهدة للسلام قد يتم التوقيع عليها .
ويشير تسيمرمان ان الكيان الصهيوني يمارس سياسة التخويف من السلام في اعلامه الذي يوجهه الى المستوطنين ففي السلام يعني قوة الاسلاميين الذين يرفضون الوجود الصهيوني في منطقة الشرق الاوسط ويؤكدون على ضرورة تحرير جميع المدن الفلسطينية التي تم احتلالها منذ حرب عام 1948 فمحو الكيان الصهيوني من الوجود هدف الاسلام والمسلمين بالرغم من ان زعماء المسلمين يرغبون بقيام علاقات مع الصهاينة اذا ما قاموا بتسليم القدس الى العرب من جديد وانه بإمكان جميع الدول الاسلامية ان تتكاتف بالرغم من الخلاف فيما بينها من اجل تحرير القدس اذا ما استمرت الحركة الصهيونية العالمية متمسكة بالقدس وتقوم على تهويدها .
ويؤكد تسيمرمان ان الاغلبية من المستوطنين الصهاينة يريدون سلاما في المنطقة من اجل العيش بهدوء بين مجتمع المزح والبذخ ومجتمع يعتبر نفسه القمة بين المجتمعات الا ان الاقلية في مجتمع المستوطنين الصهاينة يرفضون هذا السلام وهم يعتبرون المؤثرين على السياسة في الدولة العبرية . ومن اجل ان يكون هناك سلام حقيقي في المنطقة فيعتقد تسيمرمان ضرورة ضغط العالم على العرب واقناعهم بالاستغناء عن القدس على حد قوله .

