قتِل الخرَّاصون

قتِل الخرَّاصون

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

يدخل في نطاق الخراصين , أي الكذابين...من يدعي أن في مصر " صحفا قومية " , أي صحفا   تمثل إرادة الشعب , وتعبرعنه , وتتحد ث بصوته : فالأهرام , والأخبار , وأخبار اليوم , والجمهورية , وغيرها مما يطلق عليه لقب " صحف قومية " ليست من القومية في شيء ,إنما هي ـ في واقعها ـ  " صوت سيدها " , وسيدها هو الحاكم وحزبه .

المرشد

يأكل جمبري وقواعده تبحث عن الدواء‏!‏

في الوقت الذي تبحث فيه قواعد جماعة الإخوان المحظورة عن ثمن الدواء‏,‏ نجد أن المرشد مهدي عاكف يتجول في المدن والمحافظات الساحلية للبحث عن مطاعم الأسماك الشهيرة من العين السخنة للإسكندرية ليتناول وجباته الغذائية المفضلة ويدفع قيمة الفواتير بمبالغ كبيرة لاتتناسب مع حالة الزهد التي يحاول المرشد ورفاقه الظهور بها لكسب تعاطف الغلابة‏,‏ فالرجل لايعنيه من هم داخل السجون فهو ينام مرتاح البال دون مبالاة ويبدو أنه ذهب هذه المرة لأحد المطاعم الشهيرة بالإسكندرية لتناول الغذاء المفضل للهروب من تساؤلات قواعده عن الذمة المالية والأموال التي تدخل للجماعة دون حسيب أو رقيب‏.‏

وحتي تكون قواعد المرشد شاهدة علي تصرفاته فأقدم إليهم قائمة بفاتورة الغداء الذي تناوله عصر يوم الجمعة‏6‏ أبريل الحالي بمطعم شهير بالإسكندرية وشملت أنواعا مختلفة وهي‏:6‏ كيلو بوري بمبلغ‏224‏ جنيها‏,‏ و‏2‏ كيلو سمك موسي بمبلغ‏136‏ جنيها‏,2.5‏ كيلو جمبري جامبو بمبلغ‏484‏ جنيها‏,‏ وكيلو سبيط بمبلغ‏60‏ جنيها‏2.0‏ كيلو بربون بمبلغ‏172‏ جنيها‏,‏ و‏3‏ شوربة سيفود بمبلغ‏60‏ جنيها‏,‏ وبلغت فاتورة غداء المرشد وصديقيه‏1136‏ جنيها‏(‏ ألف ومائة وستة وثلاثون جنيها‏)..‏ بالهنا والشفا‏!!

أحمد موسى الأهرام 14 4 2007‏

والنظر الموضوعي لهذا الإفراز الذي قدمه أحمد موسى بالسطور السابقة يقودنا إلى الملاحظات الآتية :

·     أن هذا لا يستغرب من أحمد موسى ؛ فالرجل قد دأب في أن يقدم كل سبت في الأهرام صفحة من الهجوم الشرس الكذوب على الإخوان المسلمين , أفرادا وجماعة ,خالعا عليهم تهم : الغدر ,  والخيانة , والنصب ,  والتزوير , والاتصال سرا بالأمريكان .

·              وبنظرة واحدة أرى من الواجب والحق تفصيل هذه الملاحظات :-

1-     يزعم  أن قواعد الإخوان المسلمين يبحثون عن ثمن الدواء ... وأنا أقول إنهم ليسوا بهذه الصورة التي افتراها أحمد موسى ، فهو لو خالط الإخوان لرأى التكافل في أزهى صوره .

2-     البحث عن مطاعم الأسماك المشهورة لا يحتاج إلى عناء وتجولات في المدن والمحافظات الساحلية . أي للبحث عن مطعم من العين السخنة إلى الإسكندرية ... زيادة على أن تنقلات المرشد معروفة ومكشوفة ، كما أنه كان بإمكانه – إن كان لا يعرف – أن يسأل واحداً  أو أكثر – ومنهم أبناء سواحل – عن أشهر محلات السمك .

3-              الإخوان لا يتظاهرون يا موسى بالزهد فهم يعيشون كبقية الناس كل منهم تبعا لمستواه المادي .

4-     أحمد موسى للأسف أعطى نفسه الحق في معرفة دخائل الآخرين ومقاصدهم الدفينة ، وهذا ما لم يٌعطـه النبي صلى الله عليه وسلم , وهو القائل :" لنا الظاهر،  وعلى الله  السرائر ".

5-     ولأن الكذب " ما لوش رجلين" كما يردد عامة الناس نرى كذب صاحبنا فاضحا ، فهو يدعي أن المرشد ومعه صديقان أكلوا ما يأتي :-

2.50 كيلو جمبري + 6 كيلو بوري + 2 كيلو سمك موسى + 1 كيلو سمبيط + 2 كيلو بربون + 3 شوربه سيفود .  فيكونوا المجموع 15 كيلو جرام .( غير الأرز والخبز ) .

 ولنعش دقائق مع بعض ما قاءه ممتاز القط قبل مد قانون الطوارىء بإيام بتهيئة الشعب المطحون .  فكان ضمن ماكتبه في أخبار اليوم بتاريخ 24 من مايو 2008:-

  وبحرارة عاتية , وغضب مسعور, ولأنني كتبت أبياتا أفضح فيهاالنفاق والمنافقين , فتح رئيس تحرير الجمهورية علينا مدفع إفرازاته , فكتب :

بقلم: محمد علي إبراهيم

طبقاً لفتوي إخوانية!

القط وسرايا وعبد السميع وموسي..وأنا

في جهنم وبئس المصير لأننا.. كفّار!!!

تصفح الإنترنت متعة و تسلية وثقافة.. لكنه بالنسبة لي أكثر من ذلك.. إنه رحلة في عقل الآخر وبالذات في عقول الإخوان المسلمين وكبار مفكريهم ومنظريهم الذين لا يجدون متنفسا يبثون فيه سمومهم سوي شبكة الإنترنت.

مواقع الإخوان علي الإنترنت فيها كل شيء.. وأحيانا ما تكون مسلية ومضحكة.. وفي أوقات أخري أجدها سوداوية حاقدة.

الأسبوع الماضي كنت أتصفح الشبكة "العنكبوتية" كما يقولون عنها. فوجدت مقالا للدكتور جابر قميحة بتاريخ 8 مارس الماضي كتبه وخصصه عن المنافقين وأساليبهم في تسويق وترويج الباطل.

وقد افتتح الدكتور ....مقاله عن النفاق والمنافقين بأن قال إن في مصر مدرسة مستنقع صحفي ينتمي إليها ممتاز القط وأسامة سرايا وعمرو عبدالسميع وأحمد موسي وكاتب هذه السطور.. وغيرهم.. وغيرهم .........

وقد ساق سيادته أبياتا من الشعر في ذمنا وقدحنا باعتبارنا رءوس النفاق التي أينعت وحان قطافها فقال:

يقبلون تراب المحسنين لهم

وفوق أرؤسهم قدت لهم قدم

عُمي عن النور في آذانهم صمم

لا ينطقون بحق إنهم بكم

يرضون بالدون والدنيا إذا نعموا

أما إذا حرموا أطماعهم نقموا

كأنهم في مسار العمر قد خلقوا

بلا عقول فهم في عيشهم غُنم

المقال الذي ظهر علي موقع اخوان أون لاين كفيل بأن يسجن صاحبه لما احتواه من الفاظ ليست من قبيل السب والقذف والشرشحة فقط. ولكنها ايضا تتضمن تحريضا صريحا علي القتل فقد اتهمنا بالكفر ونحن علي دين محمد واتهمنا باننا منعدمو القيم ولا نتمتع بأي صفة من صفات الرجولة.

هذا المقال الذي تتناقله مواقع الاخوان الآن هو احدي صور التعامل مع الآخر. ويتطابق مع وصف المرشد العام المصريين المعارضين بأنهم سيضربون بالنعال. وقال "طظ في مصر وأبو مصر واللي في مصر".

لقد وصفنا كاتب المقال د. جابر قميحة بأوصاف دنيئة وخسيسة يعاقب عليها القانون. لكن الجديد في الأمر هو الطريقة التي يمكن للاخوان ان يطبقوها علي معارضيهم والاستعانة باحكام الدين فقد اثبت صاحب المقال إنه من السهل جدا تطويع نصوص القرآن وتطبيقها علي الذين يخالفونهم في الرأي.. فقد وصف الصحفيين الخمسة بأنهم "مدرسة النفاق" وبالتالي فاننا كما يقول يصدق فينا حكم الله سبحانه وتعالي عندما يقول في محكم اياته "ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين. يخادعون الله والذين آمنوا. وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون. في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون. وإذا قيل لهم لاتفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا انؤمن كما آمن السفهاء. ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون" "سورة البقرة".(8ـ12)

وأنا أقول : ما أصدق المثل العربي " يكاد المريب يقول خذوني " . والرجل يهددنا بالأمن , ويستعديه علينا . فيواصل إفرازه قائلا :   

وهكذا وبمنتهي البساطة حكم علينا الدكتور أن مآلنا جهنم واستعدي الناس علي قتلنا..

الدكتور جابر في مقاله يؤكد أننا رءوس النفاق ولابد من قطعها لأن مثلنا مثل من حاولوا إشعال الفتنة بين المهاجرين والأنصار ......واعذروني وأنا أقول أن هذا الذي استباح دمنا ووضعنا في مرتبة المنافقين الفاسدين استعار لنفسه صفات العلي القدير ليحاكمنا علي ما اقترفناه من شرور وآثام في انتقاد الإخوان.

لقد اشتغل "الإخوان" بالسياسة وتركوا أمور الدعوة. لذلك عليهم أن يتحملوا النقد.. بل النقد القاسي.. لأنهم غير معصومين.. أما مسألة إعدامنا أو قتلنا أو وضعنا في مرتبة واحدة مع الكفار والمشركين فهذا ليس اختصاصهم ولا يستطيعونه مهما طالت ذقونهم أو كبرت زبيبة الصلاة علي جباههم أو بسملوا وحوقلوا.. الحكم علي المسلمين انهم كفارأو غيره هي صفة من صفات الله عز وجل.. ومن يفتي بغير ذلك مجنون أو معتوه.

لقد كنت أستطيع أن املأ هذه المساحة بآيات وأسانيد تؤكد أن جابر وشركاه يمارسون الحكم علي صلاحية المسلم لدخول الجنة أو تحويله إلي جهنم وساءت مستقرا ومقاما.. لكني آثرت أن التزم بنقد مهذب ربما يكون فيه سخرية. لكن ليس فيه اسفاف أو ابتذال أو سب وقذف.. لأننا في النهاية سنقف أمام الواحد الديان يوم القيامة فيحاسبنا علي حصائد ألسنتنا التي قال عليه الصلاة والسلام أنها تكب الناس علي وجوههم في النار.. لا أريد أن أضيع حسناتي.. إذا كان لي منها نصيب.. في الرد علي سفيه أو أرعن.

**********

وما قاله الرجل , وما أثاره من ضجيج يعد عبثا طفوليا لايستحق الرد عليه , ولا حتى النظر إليه . وإذا لم تستحي فاصنع وقل ماشئت .