مناحة على مدرج الجامعة

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

لم يكن عد الطلاب والطالبات كثيرا في هذا الفصل , ولكن قبل أن يدخل البروفيسور القاعة سمع بداخلها أصوات مختلفة , هذه الأصوات اتحدت مع بعضها كأنها هدير الرعد مع انفجارات متقطعة يهتز لها الكيان الجسدي كله من الرعب والخوف

يفتح باب القاعة ويمد رأسه مستكشفا ما فيها, وخوفا من حدوث شيء ما بداخلها قد يصيبه بأذى كبير

و يدخل القاعة بعد تأكده من أنه لا يوجد شيء يُخاف منه.

 وبدخوله يعم الصمت المطلق

يتساءل المعلم ويستفسر عن الذي كان يجري في القاعة قبل قليل

فسأل برعي ما لذي يجعلك كئيبا لهذه الدرجة , مع أنني أعرفك مبتسما دائما

أستاذي العزيز أنا زعلان من حارس مرمى أمريكا لكرة القدم

ولماذا

كنا نلعب نحنا واياه , وقت اللي عمرو زكي شاط الطابة للمرمى , وكانت هدف , بس الحارس صدها وحرمنا من الهدف

ومن وقتها وأنا ابقلو (حرام عليك يشيخ صديت الكره ليه)

البقية بحياتك يابني لعله يأتي حارث آخر في المرة القادمة يوافق عواطفك واتقلو الله يخربيتك يشيخ مسمحتش للطابه اتخش ليه

وأنت يا بثينة  لماذا تصرخين؟

من الهم والغم ياأستاذ

كفاك الله ذلك وما السبب؟

تعرف كنت راكبة بالطائرة الخاصة التي أهداني إياها أبي , طائره صغيرة بمحرك واحد , وأنا استكشف المزرعة من الأعلى شدني منظر رهيب جعلني أبكي وأنوح على ذلك الحمار المسكين

وما حال ذلك الحمار المسكين , لقد رأيت أحد الأبناء لشخص يعمل في المزرعة يمتطي الحمار , وما أن رأيت ذلك المنظر إلا والإكتئاب قد أصابني وأفكر بطريقة أنتقم للحمار , وأعدم ذلك الطفل لأنه تجرأ على امتطائه , ولن أسكت حتى يعذب ذلك الولد كثيرا ومن ثم يعدم ويكون عبرة للجميع , ولن تراه بعد ذلك أمه ولا أبوه

هذا حقك يابنيتي لأنه تطاول على سيده وعليه أن يتحمل عواقب فعلته , في المزرعة الخاصة التي وهبت وورّثت إليكم منذ زمن بعيد

وتحول إلى رشا وسألها ما لأمر يا بنية

بينما كنت أمشي في الشارع, وفجأة أحسست بألم فظيع في بطني ونقلوني للمستشفى وهنا ك كانت النتيجة المرعبة

وما هي يا بنتي

وضعوني في غرفة العمليات وأحضروا كل شيء يسبب الآلام ووضعوها في جسمي , ولم يكفهم ذلك فقط

وإنما جاءوا بثقل كبير ووضعوه على بطني , مما أفقدني الوعي لأصحو وأجد أنني قد ولدت أربعة أبناء توائم مشوهين تخرج الديدان والسوء من جلودهم ,إنه منظر مرعب مقزز يا سيدي تقشعر من هوله الأبدان

لا تحزني يا رشا فغدا ترينهم في جو ديمقراطي يتبادلون الديدان فيما بينهم وبالتالي وفرة في الحرية والديمقراطية والديدان

وأنت يا جاسم

يا سيدي كنت أبغي أن أبدل العكال , وبكل الدول العربية لم أجد العكال المناسب , وأنا بتفرج على قناة (fox news) شفت عكال خُبُلْ وموجود في نييورك , وخدت طيارتي الخاصة واستغليت يوم العطلة ورحت هناك لجيبو

ولما وصلت وفت المحل , وسألت صاحب المحل عن العكال قلي

هذا العكال خاص بالرؤساء الأمريكيين فقط , ولما سمعت هاي الكلمة صرت أصرخ من وقتها وابكي وأبغي ذاك العكال 

لا تحزن يا جاسم ولا يهمك بكره بملوا الرؤساء الأمريكان  من لبس العكال وببعتوكم على قُمّ بإيران حتى تلاقي عكال  أحلى

وأنت يا زين  المدلل عند الكل  والهمبرجر بوصلك دايما وحاميك من الجميع لماذا كنت تصرخ وتبكي

تزوجت منذ زمن وهي لاتحبني ولا تحب اللغة العربية

وامبارحة طلعت مني كلمة حبيبتي انقلبت لمصيبة بدل حبيبة وشوف الجروح التي بجسمي والكدمات المزرقة والمتورمه , وخايف في المرة الثانية تخرج على لساني بسم الله من الخوف إذا شفت حالي بالمرايه , او أجت من ورائي وسمعتني زوجتي (بارشا) أو سمعني أحد من جواسيسها المنتشرين في كل شبر من أرض الوطن

وأنت يعني:   ((love غير مناسبة لحبك العظيم

سمع البروفسور كل الشكاوى والهموم من الطلاب والطالبات , ثم ليعلن وصيته الأخيرة لهم من منطق علمي

إن البكاء والدمع تعطي للنفس راحة وهي عبارة عن طريقة دفاعية يقوم بها الجسم البشري للتخلص من السموم التي يفرزها الجسم البشري نتيجة القهر والحزن والأسى والنواح

وعليه يا أبنائي ليس أمامكم إلا اللطم والنواح لترتاحوا وتريحوا وتستريحوا

وفقكم الله وجعل دموعكم طهارة لقلوبكم , وعودوا لمرجع لكم عنوانه (مدرب اللطم الأول في الشرق والغرب قبلتكم )

الدكتور إبراهيم الجعفري

 خبير اللطم والشفط والنواح

بالجملة أدناه أنهى البروفيسور محاضرته مودعا

I came here to seeking your

As seeking you’re the  president be for