يا خوفي من أن يُستدرج علوي لبنان

يا خوفي من أن يُستدرج علوي لبنان

كما أُريد أن يستدرج علوي سورية للمصيدة

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

القتلى الذين يسقطون في معارك الشمال ، هم طرابلسيون لبنانيون سواءاً كانوا سُنّة ام علويون ، والمُستهدف من وراء الاشتباكات هو هذا الوطن الحر ، والمؤجج للصراع هو طرف ثالث كما سمعنا جميعاً ، ورأس كُلّ مؤامرة تُحاك في هذا البلد، ونداءات وقف إطلاق النّار سمعناها من كلا الطرفين المُتقاتلين ، اللذان اجتمعا واتفقا على ذلك ، إلاّ أنّ جهة ما ؟ تعمل على تأجيج الصراع والاقتتال الذي ذهب ضحيته العشرات مابين قتيل وجريح ،  والعُنصر الأداة على التحريض هو حزب الله وحواشيه الذي يبثُّ بين الطرفين إيماءات التشكيك وعدم الثقة لاستمرار المواجهة، بينما الطرف الثالث الذي يدعم الاقتتال ويُغزّي بعض الأطراف ويُخوفها هو النظام السوري العُنصري البغيض ، الذي يسعى منع قيام الدولة اللبنانية وتأليف حكومتها ، عبر إشعال لبنان ، لإثبات أنّ هذا البلد لا يستطيع أن يعيش من غير وصايته ، وذلك عبر التحريض الطائفي مابين العلوي والسُنّي تارة ، وما بين الشيعي والسُنّي

وبالأمس القريب زمن الدكتاتور الأب ، استطاع الجزّار حافظ ا من استدراج بعض علوي الطائفة الكريمة في سورية  وسوقهم في مشروعه الطائفي التقسيمي لضرب الوحدة الوطنية وتفكيك المُجتمع ليسود هو وعصابته للحكم، وذلك من خلال وضع الإسفين بينهم وسفك الدماء ،لتقوم عمليات ثأر مُتبادلة ،  ليوحي من بعدها إلى الطائفة بـأنهم مُستهدفون ، ليجعلهم يصطفّوا معه أو وراء مشاريعه التآمرية ، ولكنهم أدركوا بمجموعهم بعد فترة خطورة ما يريده لهم هذا السافاك المُنبت عنهم ، عبر مُحاولته توريطهم للمُشاركة في أعماله الإجرامية ، خدمة لمصالحه الخاصّة وشهواته في السيطرة والاستئثار بالسلطة ،كما حاول توريط حزب البعث في هذه الأعمال المُشينة وبعض الأفراد من السُنّة كقدّورة وطلاس والتاجر وغيرهم ،  لكنه عجز عن تحقيق مآربه فيهم وكان منهم  السجين والمُلاحق والشهيد " كصالح العلي وعارف دليلة وجاموس وعبد العزيز الخير ، وآخرون من الأسماء اللامعة التي رفضت الانقياد لهذه الطُغمة الحاكمة ، واليوم يُحاول بشّار الابن أن يُعيد الكرّة في لبنان ، من خلال استغلال الظروف هناك ليدفع بهذا الاتجاه الآثم ، ولتسقط الضحايا بين الجانبين المُتقاتلين بتحريض من قوى الاستخبارات السورية ،  بقصد تعميق الهوّة بينهم ، وقطع أواصر المحبّة والتواصل بين أبناء البلدة الواحدة ، بل بين الحي الواحد

ولذلك سُرعان ما تنادى العُقلاء من الطائفتين العلوية والسُنّية لوقف نزيف الدم البريء المُسال ، وهم لازالوا يسعون إلى لملمة الجراح ووقف إطلاق النّار ، ويتوسطون الجيش لمنع الاعتداء ، ويُطالبونه بسحب كل السلاح الذي في الشارع والمخزون ، إدراكاً منهم لعدم المصلحة في الانجرار وراء الفتنة ووراء الاقتتال ، ليستيقظوا فيما بعد ليقولوا ياريت الذي جرى ما كان ، نعم هي حالة الندامة التي تُصيب الأطراف عندما لا يجدوا أي نفع مما جرى سوى للعدو الخارجي المُتربص بهم الدوائر ، وخاصة وأنّ الخلاف الحاصل الذي كُشف عن بعض تفاصيله كان بدفع من نظام دمشق الإستخباراتي ، وليس بدافع من القادة الروحيين من كلا الطائفتين ، الذين تبرءوا منه ، وأكدوا على عُمق العلاقات الأخوية التي تربط بينهما.

وأخيراً : لا يسعني إلاّ أن أُوجه النداء إلى جامعة الدول العربية والقادة العرب لأدعوهم بألاّ يقفوا موقف المُتفرّج ، وأن يقوموا بدعم الشرعية اللبنانية والجيش ، وأن يُسارعوا إلى إعداد الجيش العربي وفرق الكوماندوز بمُعداته العسكرية تمهيداً لإرساله إلى لبنان ليكون عنصر اطمئنان وآمان لإخواننا اللبنانيين ، للحفاظ على وحدته ووقوفه في وجه تعدّيات حزب الله وتطاولاته وتهديداته المُستمرّة ، حتى وإن اقتضى الأمر إلى سحب سلاحه الغادر الذي لازال يصله من محور الخراب والتدمير، والذي سفك ولا زال يسفك به دماء اللبنانيين من غير رحمة ، وعلى أساس طائفي متطرف بغيض ، فلبنانكم أيها العرب يستغيثكم فهل تسمعوه ؟ وهل انتم جاهزون للحظة الآتية للتدخل لإنقاذ المدنيين اللبنانيين من شرور سلاح الجريمة والقتل لحزب الله.