تهمتان تقودان إلى السجن في سورية
تهمتان تقودان إلى السجن في سورية
أبو الفرج الناعوري
لا يحتاج النظام الجاثم على صدر الشعب السوري في دمشق منذ أكثر أربعين عاما إلى أن يوجه أي تهمة للمواطن حتى يأخذه بها ؟ !
فسجلات حقوق الإنسان على الرغم من تعثرها في بلدنا وقلة حيلتها مليئة بأسماء وحا لات ، هي بالقياس إلى الواقع لم تسجل إلا أقل من القليل !
فإذا كان المواطن السوري ملتزما بدينه ، مستقيما في حياته ،يستشعر خطورة المد الصفوي الفارسي ،وهو يلتهم البسطاء بوسائله المعروفة ؛ فقام ينبه إلى ذلك ، فإن تهمة ( الوهابية ) تنتظره ليقاد بها إلى السجن ؟ ! !
واذا كان ممن يعتز بعروبة الشام ،ويحرص على نقائها من اللوثات الشعوبية ، وهجماتها الخبيثة ، زُج به في السجن بتهمة ( إضعاف الشعور القومي )كما حدث للأستاذ ميشيل كيلو ، والدكتور عارف دليلة وغيرهما ؟ !
للحقيقة فإن نظام التوريث هو أ ول من يجب أن يؤخذ بتهمة إضعاف الشعور القومي !
والسؤال : هل كان حافظ أسد منسجما مع هذا الشعور حين وقف ضد العراق العربي في حربه مع الخمينية ؟
وهل كان مراعيا لهذا الشعور حين وقف في صف أمريكا ؟ !
وهل كان متحققا بالشعور القومي حين بذر الطائفية المقيتة بتصرفاته الجشعة في صفوف الجيش والدولة والحزب ؟ !
وهل كان وريثه بشار حريصا على الشعور القومي ، حين فتح أبواب سورية العربية للصفويين الخمينيين ليبثوا أحقادهم الفارسية ضد تاريخنا العظيم ، من خلال شتم رموزه ، وتشويه حقائقه ،ونشر خرافاتهم ، وتحقيق طموحاتهم ؟ !
إن على بقايا البعثيين ممن هم في حزب السلطة أن ينتبهوا إلى خطورة ما يمارسه نظام التوريث التعيس في مواقفه وسياساته الرعناء التي تميت الحس الوطني , وتضعف الشعور القومي بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ بلدنا النكوب المصابر ! حتى لا يُفسر سكوتهم إقرارا للمؤامرة , وتشجيعا للوالغين فيها