أصدقاء سوريا.. مواجهة "التنظيم" قبل إسقاط النظام

أصدقاء سوريا..

مواجهة "التنظيم" قبل إسقاط النظام

على خلاف الدورات السابقة تراجع زخم الثورة ودعم المعارضة المعتدلة في أجندة مؤتمر أصدقاء سوريا لصالح أهمية مواجهة تنظيم الدولة، مما أثار إحباط بعض السياسيين الذين يرون أن المجتمع الدولي بات يعمل لمصلحته ولم يعد مهتما بإسقاط نظام الأسد.

محمد أمين-لندن

شدد البيان الختامي لمجموعة أصدقاء سوريا على أهمية مواصلة الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي ضدتنظيم الدولة الإسلامية، وتعزيز قدرات المعارضة المعتدلة.

ورغم تأكيدات وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن النظام السوري هو المسبب الرئيس للإرهاب فإن الجهود الدولية تبدو وكأنها تتركز أكثر على مواجهة التنظيم في وقت تحدثت فيه تنسيقيات الثورة عن تحليق متزامن أحيانا وقصف متواز للتحالف والنظام في مناطق متجاورة.

وفي هذا الإطار، قال الأمين العام للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الدكتور نصر الحريري إنه لا تأكيد لهذا الأمر، مشيرا إلى أن واشنطن نفت أنباء عن تنسيقها مع النظام.

لكن الحريري أشار للجزيرة نت إلى أن المستفيد الوحيد من ضربات التحالف ضد تنظيم الدولة هو نظام بشار الأسدالذي يستغل الوضع "ويلقي براميل الموت على كل سوريا".

وشكك الحريري في نجاعة ضربات التحالف، موضحا أنه بدلا من انحسار دور التنظيم وإحداث هزائم في صفوفه، فإنه يتقدم في أكثر من اتجاه "وفي المنطقة الشرقية وصل إلى مطار التيفور على سبيل المثال".

معالجة خاطئة

ورأى أن الطريقة التي يعالج بها ملف الإرهاب خاطئة "وما لم يتم التخلص من رأس الإرهاب وهو النظام والمليشيات المقاتلة معه فلن يكون هناك علاج ناجع".

وحول مدى موافقة المعارضة المعتدلة على الانخراط في الجهود الدولية لمحاربة التنظيم دون أخذ ضمانات واضحة بإسقاط النظام، قال الأمين العام للائتلاف إن الشعب السوري خرج للتخلص من بشار الأسد وسيواصل قتاله وقتال كل الأطراف المشتركة معه.

وفي شأن استعداد الجيش السوري الحرللتنسيق مع التحالف لقتال التنظيم، قال إنه يقاتل منذ وقت مبكر في جبهات متعددة، حيث يواجه حزب اللهوالحرس الثوري الإيراني والمليشيات الطائفية، وإنه أول من حارب تنظيم الدولة.

وقال إن المعارضة مستمرة في معركتها دون النظر لمصالح الآخرين التي ربما تتقاطع معها، معتبرا أن ضربات التحالف الدولي بشكلها الحالي لا تخدم سوى الإرهاب ونظام بشار الأسد.

وطرح انخفاض مستوى التمثيل في مؤتمر الأصدقاء من مستوى وزراء الخارجية في الدورة السابقة إلى مستوى السفراء تساؤلات عن جدية المجتمع الدولي في دعم المعارضة السورية المعتدلة، وحقيقة مضيه قدما في تعزيز سيطرتها على الأرض مقابل توسع وتمدد سيطرة تنظيم الدولة.

ويذهب مراقبون إلى أن قتال تنظيم الدولة بات يحظى بالأولوية لدى المجتمع الدولي وأصدقاء سوريا على حساب إسقاط النظام وإحداث انتقال حقيقي للسلطة.

دعم النضال

في المقابل، فإن مستشار الشؤون الرئاسية والخارجية في الائتلاف منذر أقبيق يختلف مع هذا الرأي، ويرى في حديثه للجزيرة أن اجتماع الأصدقاء ناقش كل سبل دعم نضال الشعب السوري للوصول إلى الانتقال السياسي.

وبين أن هناك ملفات كثيرة تم التركيز عليها في الاجتماع كتوسيع العقوبات على النظام وسبل دعم الشعب السوري في كل المجالات. وأضاف أن الحرب على الإرهاب كانت ضمن الملفات التي تم بحثها وليست كل شيء.

وفي تعليقه على المبادرة التي طرحها المبعوث الدولي دي مستورا لتجميد القتال في بعض الجبهات لحقن الدماء والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، قال أقبيق إنهم ينظرون باهتمام كثير لما يمكن أن يقدمه الرجل رغم عدم اطلاعهم على التفاصيل الكاملة لمبادرته.

وأوضح أن المبعوث الدولي وعد الائتلاف بتزويده بالتفاصيل، معتبرا أن هذه المبادرة يجب أن تكون خطوة ضمن حل شامل على أساس بيان جنيف بحيث تبدأ بتشكيل هيئة حاكمة انتقالية ذات صلاحيات كاملة.

أما مجرد تجميد القتال دون أفق سياسي فهو غير عملي وفق أقبيق الذي تساءل عن مدى وجود ضمانات حول عدم عودة النظام للبطش بالناس مرة أخرى.

وكان الاجتماع السابق لأصدقاء سوريا عقد في العاصمة البريطانية لندن في مايو الماضي 2014 وأقر وقتها دعما إضافيا للمعارضة.

ويأتي الاجتماع الثاني في بريطانيا ليعيد التزام الأصدقاء بدعم المعارضة، لكن مع تركيز أكبر على محور تنسيق الجهود لمواجهة "ملف الإرهاب".

المصدر : الجزيرة