بشار لا يدري شيئاً عن الإخوان المسلمين
بشار لا يدري شيئاً عن الإخوان المسلمين
د.خالد الأحمد *
قديماً قال الشاعر العربي :
إن كنت تدري فتلك مصيبة ...وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم
وبشار الأسد رئيس النظام الأسدي لايدري شيئاً عن الإخوان المسلمين ، لذلك يقول كلاماً يدل على أنه لايدري ، أو على المصيبة الأعظم .
يقول بشار خلال جولته الأخيرة في الخليج العربي كما نقلت وكالات الأنباء :
( ..... وقال إن لدينا علاقات جيدة مع الاخوان المسلمين في مصر والاردن وفلسطين أما بالنسبة لإخوان سوريا فبدأنا بالسابق حواراً معهم وبعضهم عادوا من قياديين وغيرهم ويعيشون حياة طبيعية....
وأضاف أن من يريد أن يعود منهم إلى سوريا فسوريا مفتوحة له ولكن لا نتعامل معهم كحزب وإنما كأفراد.
وذكر أنه في المقابل هناك من يهاجم الدولة السورية ويراهن على ضغط أمريكي ويتعاون مع الخارج وهؤلاء نميز بينهم وبين الآخرين ونفرق بين من لديه اتجاه وطني ومن "يعادي" الوطن, .....)
وتذكر وكالات الأنباء بمايلي :
ويحكم القانون القانون /49 / لعام 1980 بالإعدام على كل من ينتمي لجماعة الأخوان المسلمين في سورية وقد أصدرت محكمة أمن الدولة العليا الغير دستورية خلال الفترة الماضية مجموعة من الأحكام القاسية بموجب القانون 49 على سوريين بتهمة التدخل بالانتساب إلى جماعة الأخوان المسلمين
و اعتقلت الأجهزة الأمنية السورية خلال السنوات الماضية عشرات المعارضين السوريين العائدين من الخارج على الرغم من تسوية أوضاعهم مع السفارات السورية قبل عودتهم ...
وتتضح المصيبة الأعظم في مايلي وهي أن بشار لايدري شيئاً:
1- نزل الشيخ عبد الفتاح أبو غدة يرحمه الله ، وبقي قرابة سنة ينتظر أن يطلبه الرئيس لمقابلته دون جدوى ...ثم عاد – يرحمه الله – وأعلن عن ندمـه على نزوله ، ونصح الآخرين أن لاينزلوا إلى سوريا ....
2- الدكتور ( .......) أراد أن يرى والده على فراش الموت ، فسوى وضعه مع السفارة ، ووعدوه أن يستقبلوه في المطار ، ونزل ، وفي المطار استقبله فرع أمني آخر ، آلمه أن يفوز ذلك الفرع الذي أنزله بالغنيمة ( الرشاوى ) ، ودخل الضابط إلى الطائرة ، ونادى عليه بالاسم ، فظن الدكتور أنهم الذين رتبوا نزوله ، وبقي موقوفاً عندهم ، حتى توفي والده يرحمه الله ، وانتهت تأشيرة العودة ، وأخذوا حصتهم من الرشاوى ، فأخرجوه ...ولولا أنه طبيب مهم ، أرسل له المستشفى تأشيرة دخول جديدة لقلبوا حياته إلى جحيم ....
3- وقبل سنوات نزلت السيدة ( .......) وتركت طفلها ابن سنة واحدة عند والده ، وهناك منعوها من العودة ، بعد أشهر من التحقيق ، وبقيت محجوزة عدة سنوات تقترب من عشرة ، حتى ( جنت ) وهسترت ، ثم دفع زوجها وأهلها ماوفروهم في حياتهم ، حتى سمحوا لها بالالتحاق بزوجها ، لتجد رضيعها يقترب من العاشرة....
4- وفي عالم (2003) فـر بعض السوريين من جحيم الأمريكان في بغداد ، ودخلوا سوريا ، فأدخلوا السجن نساء ورجالاً ، صغاراً وكباراً ، وبعد أسابيع أو شهور أخلي سبيل النساء والأطفال ، وبقي الرجال ، وحكم على الأخ ( الوفائي ) بالإعدام حسب المرسوم (49) ثم خفف الحكم إلى (12) سنة ...
5- ابن الأخ ( .......) نزل ليدرس الهندسة في بلده سوريا ، بعد أن تفوق في الثانوية ، ولاتوجد جامعة تقبله ، فآثر النزول ، وقبل في الجامعة ودرس الهندسة ، لكنه حرم من العودة ، حتى تخرج من الهندسة ، وزادعلى ذلك ، حتى حصلت الوحدات ألأمنية على حصتها من الرشاوي ، فسمحت له بالخروج ....
6- والأخ القاضي ( .......) نزل عدة مرات إلى سوريا ، وبعد المرة الثالثة احتجز واعتقل ، وطالت مدة الاعتقال ، حتى ضاعت عليه تأشيرة العودة ، بل ضاعت عليه وظيفته ...
7- والسيدة ( .....) نزلت ورضيعها على حضنها ، فاعتقلوها في المطار ، وأجبروها على أن تترك رضيعها على أرض صالة المطار ، وسحبوها وهي تصرخ ... فتقدم أحد أهل المروءة وقال أعطني هاتف أهل الطفل ، فأخذه وكلمهم فحضروا لاستلامه ....
ونشر موقع أخبار الشرق يوم (5/6/2008) يقول :
أكد الناطق باسم اللجنة السورية لحقوق الإنسان وصف تصريحات الأسد بأنها "متناقضة". وقال إنه "في الوقت الذي تعتقل فيه أجهزة المخابرات والأمن السورية كل من تحوم عليه شبهة عضوية جماعة الإخوان المسلمين أو التعاون معها وحتى القرابة وتحكم عليه بالإعدام بموجب القانون 49 لعام 1980؛ يأتي هذا التصريح ليضيف مزيداً من الغموض والضبابية على حقيقة موقف النظام السوري من قضايا الحريات وعلى رأسها هذه القضية المزمنة".
وأوضحت اللجنة أن "التصريحات المضللة للرئيس بشار الأسد أدت إلى اعتقال عشرات المواطنين الذين وثقوا بتصريحاته، لكنهم عندما سافروا إلى سورية اعتقلوا فور وصولهم إلى الحدود البرية أو إلى مطار دمشق الدولي، وأيقنوا عندئذ أن مصيدة نصبت لهم من خلال هذه التصريحات المضللة".
وأكدت اللجنة في بيان تلقت أخبار الشرق نسخة منه؛ أنها "تابعت عشرات الحالات التي قام أصحابها بتسوية أوضاعهم لدى السفارات السورية في الخارج، لكنهم اعتقلوا فور وصولهم إلى سورية حيث طبق عليهم القانون49 /1980 مع أن كثيراً منهم ليس له علاقة تنظيمية بجماعة الإخوان المسلمين"، وذكّرت بالأحكام التي صدرت مؤخراً على كل من إسماعيل الشيخة وعبد الحي شلبي".
كما لفتت اللجنة إلى أن "الذين أفرج عنهم من معتقلي الثمانينيات لا يمارسون حياتهم بصورة طبيعية كما أدلى الرئيس بشار الأسد في تصريحاته الأخيرة، إذ لا يزالون محرومين من حقوقهم المدنية ولم يعودوا إلى وظائفهم الحكومية التي كانوا يشغلونها قبل الاعتقال ولا يزالون يستدعون للمراجعات الدورية لدى المخابرات العسكرية وتمارس عليهم شتى أنواع الضغوط، ومعظمهم ممنوعون من السفر"، مشددة على أن "تصريحات الرئيس بشار الأسد لا تعكس بالضرورة حقيقة ما يجري في الواقع ...[ لأنـه لايــدري ] .
هذه نماذج فقط ، ولست مهتماً بإحصاء مثل هذه الحالات التي شاع ذكرها ، وتناقل السوريون المنفيون أخبارها في بلدان الخليج ... فهل يــدري سيادة رئيس النظام الأسدي ما يقول !!!؟؟؟؟
ومما يؤكد أن سيادة رئيس النظام ألأسدي لايدري مايقول أنه قال :
( .... وأضاف أن من يريد أن يعود منهم إلى سوريا فسوريا مفتوحة له ولكن لا نتعامل معهم كحزب وإنما كأفراد....) .
والإخوان السوريين ملأوا الدنيا بما قالوه في الفضائيات ، ومواقع الانترنت ، وما صرحه الأستاذ علي صدرالدين البيانوني للصحف عشرات المرات أنهم لايطلبون سوى مطالب إنسانية :
- إلغاء المرسوم (49) .
- كشف مصير المفقودين .
- إطلاق سراح المسجونين .
- السماح للمهجرين بالعودة ( كأفراد) من غير البوابة الأمنية ..
ومنذ عشرين سنة أو تزيد ماسمع أحد من الإخوان السوريين غير هذه المطالب ....
وهل بلغ بك الظن أن أحداً في الدنيا يتوقع منك يا بشار أن تتعامل مع الإخوان كحزب سياسي !!!! مازلت بعيداً عن ذلك بآلاف الأميال .... الموقف الذي يعترف بالآخر ...ولايلغيه ...هذا الموقف يمثل مرحلة الرشد التي وصلها الإخوان منذ عشرات السنين ، وتعاملوا مع الآخر البعثي أو غيره في المجالس النيابية أو غيرها ....


*كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية