لو كان حسن نصر الله وحزبه سنّياً

لو كان حسن نصر الله وحزبه سنّياً

لقلنا فيه..

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

تساءل البعض المُتعصب الأعمى في نظرة مُشككة لوطنية الطائفة السُنّية عن النظرة لحسن نصر الله وحزبه لو كان سُنّياً فقلت في ذلك صراحة وبلا مواربة بالنيابة عمّن أنتمي إليهم : ؟

مثل حسن نصر الله وحزبه الإلهي بالنسبة إلينا ، كتنظيم فتح الإسلام السُنّي اللبناني ، ننبذه ونُحاربه ونرفضه ، لأنه إرهابي أولاً ، ومُنتج استخباراتي بوليسي قمعي سوري ثانياً ، ولأنه يعمل ضد المصالح اللبنانية الوطنية ، ويعمل ضُمن الأجندة الإقليمية لجعل لبنان ساحة تصفية الحسابات لحساب الغير، وكان أول من طالب بمواجهته هم السُنّة ، لأنه في المقام الأول وجه سلاحه إلى الداخل اللبناني ،وأراد فرض إرادته بقوّة السلاح ، تماماً كما فعل حزب الله عند اجتياحه لبيروت ، والذي يرفض الشُركاء ؛ ويؤمن بفرض وصايته وأرائه بالقوّة ، ليكون البديل عن نظام الإرهاب والجريمة السوري الإستخباراتي ، ليجتاح العاصمة الرمز ويقتل فيها ويجرح ويُدمّر ويحرق ويعتدي على الحُرمات ، ويقتحم البيوت الآمنة أمام مسمع ومرأى العالم أجمع ، وليكشف عن حقيقته كأخطر عصابة إجرامية تُهدد السلم الأهلي والعيش المُشترك ، فكلا التنظيمين الإرهابيين السُنّي والشيعي سيّان في الجريمة ، لا نُفرقُ بين أحدهما على أساس طائفي أو مذهبي ، بل على أساس ما جنته أياديهما الآثمة على أرض الواقع وارتباطهما المشبوه في المُخطط المُتآمر على لبنان والأُمّة العربية

فالأول الُسُنّي فتح الإسلام الذي يتزعمه شاكر العبسي صنيعة الاستخبارات العسكرية السورية بامتياز ، الذي اعتدى غدراً بعد أن استكمل إعداده التسليحي على العسكريين اللبنانيين ، وقتل سبعة عشر منهم على حين غُرّة

والثاني الشيعي حزب الله الذي يتزعمه حسن نصر الله وكيل ولي الفقيه في لبنان ، صنيعة النظام السوري بتمويل إيراني لا لبس فيه ، أيضاً عندما سنحت لهم الفرصة ليوجهوا سلاحهم إلى الداخل ليقتلوا المدنيين الأبرياء ويعبثوا بأمن واستقرار البلد لم يُقصروا ، بل ارتكبوا كل الموبقات والآثام في أهل بيروت الذين آووهم ونصروهم يوم محنتهم ، إضافة إلى مُحاولتهم إثارة الفتنة الطائفية تماماً كما حاول أن يفعل ذلك فتح الإسلام

الأول يُطالب بمحاربة إسرائيل ولكن لم تُتح له فرصة المُغامرة والمُقامرة ليخدم أسياده ، والثاني أُتيحت له الفرصة لإبراز الولاء، فوضع لبنان على شفير الانهيار لمصلحة الغير ، لأنّه يُنفذ أجندة ولاية الفقيه الإقليمية التوسعية والتي هو كما قال ليس أكثر من جُنديٍ فيها ، ويقوم بهذه الأعمال اللا مُنضبطة واللا واعية بعيداً عن سلطة الدولة وإرادتها وقرارها ، أي كلٌ يريد تطبيق ما يراه صالحاً للبنان بحسب وجهة نظره وتطرفه وضيق أُفقه وتبعيته ، بعيداً عن المؤسسات والهيئات الحكومية واعتبارات الدولة ، فكلاهما تفكيره تابع وطائفي مليشياوي وعصاباتي ، وكلاهما تورط في عمليات القتل الغادر والجبان ، وإن ادعوا من وراء ذلك الطهر والعفّة والأهداف النبيلة ، وهذا ما يجب أن نقوله واضحاً لكلِّ افّاك أثيم منهم ، ويداه ملطختان بدماء الأبرياء

فكلا المُتطرفَين السُنّي والشيعي كان القصد من وجودهما هو التخريب في الدولة والكيان اللبناني ؛ لصالح دولتي الخراب، وإقامة سلطة العصابات ، وقضية نبذهم ليس لكونهم من السُنّة أو الشيعة ، وإنما لكونهما وأمثالهما مُنظمات إرهابية خارجتين عن سلطة الدولة وإرادة الجماهير التي أتت بالحكومة الشرعية بالانتخابات الصحيحة ، وليس بسلطة العصابات التي تُريد أن تفرض نفسها بقّوة السلاح ، وإن اتخذوا لأنفسهما ستاراً ومُسوحاً يظنه البعض بريء ، بينما هو عين الخراب وعين التدمير، حيث يستأثرون بالمقاومة وقرار الحرب والسلم والتخوين والتشكيك فيمن يريدون ، في نفس الوقت الذي يقول فيه اللبنانيين نحن لسنا ضد المُقاومة ، ولكن ضد الاستئثار بها على فئة وفصلها عن سلطة الدولة والمُشاركة الجماعية ، لتتحول إلى دويلة داخل الدولة أو فوق الدولة.في نفس الوقت الذي نُساءل فيه المُشككين عن مواقف السُنة فنقول :لماذا لم نسمع إداناتهم لاجتياح حزب الله بأمر حسن نصر الله وكيل ولي الفقيه في لبنان لبيروت ، ولماذا لم نسمع عن تخوينهم لنظام العمالة في دمشق وهو يعقد لقاءاته مع العدو الإسرائيلي جهاراً نهاراً ويبيع الأراضي ويعقد الصفقات المُذّلة على حساب الوطن والأُمّة العربية والإسلامية بعيداً عن رأي الشعب وممثليه فيها ، وبعيداً عن أي وضوح ، بينما هؤلاء المشككون لا يُقصرون مع غيرهم ، مالكم كيف تحكمون.