مستقبل اولمرت

مستقبل اولمرت

ومصير مفاوضات السلام!!

د. ياسر سعد

[email protected]

المسؤولون الفلسطينيون عبروا مرارا عن خشيتهم من أن تؤدي استقالة أو تنحي اولمرت وسقوط الحكومة التي يترأسها إلى تجمد وانهيار مفاوضات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية, مما سيلغي تماما الهدف المعلن بالتوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام وتمهيد الطريق أمام إعلان الدولة الفلسطينية الموعودة أو الموهومة, كما ستؤثر تلك التطورات بالتأكيد على المفاوضات مع سورية والتي أخذت زخما إعلاميا كبيرا برعاية تركية على أعلى المستويات.

ما يحدث يظهر الفرق الكبير بين الدولة العبرية والأطراف العربية, ففي حين يتعرض رئيس الوزراء اولمرت للتحقيق بشبهة الفساد, يتسيد الفساد غالبية المشاهد العربية وعلى أعلى المستويات. إن قوة الداخل واحترام القانون وسواسية المواطنين والمسؤولين أمامه هو ما يفسر الهوة الواسعة بيننا وبين الصهاينة. فغياب الحريات الشخصية والشفافية والمشاركة السياسية في عالمنا العربي هو الذي يجعل من ذلك العالم عديم المناعة ضعيف الإرادة أمام الخارج, لا يجد إلا سلاما موهوما يتخذه خيارا استراتيجيا ليكون هذا الخيار محكوما بمزاج رئيس وزراء ضعيف في بلده ومشكوك في نزاهته ويحكم ذلك الخيار الاستراتيجي أيضا أهواء رئيس أمريكي مهووس بتنبؤات توراتية.