التعامل مع المجرم

عبد الله القحطاني

التعامل مع المجرم

على أنه سياسيّ الأمر الواقع ..

إلامَ يوصل الدول والشعوب !؟

عبد الله القحطاني

حين يتعامل الناس ، مع حاكم مجرم ، محترف الإجرام ـ احترفه قبل استلام السلطة ، أو احترفه ضدّ شعبه ، بعد أن صار حاكماً ـ .. حين يتعامل الناس معه ، على أنه سياسي الأمر الواقع ، كما هو حاصل في تعامل الآخرين ، مع آل أسد ، حكّام سورية ، اليوم .. فهذه كارثة متعدّدة الوجوه :

1)    الوجه الخلقي : هو أخطر مافي الأمر؛ إذ يصبح المجرم مثلاً يُحتذى ، ويحرص كل مغامر على أن يقلّده ، أو يستنّ بسنّته ، ويفعل فعله ! إذ يكفي المغامر، مجموعة من العسكر ، وبعض الآليّات التي تساعده على سرقة السلطة .. حتّى يصبح الحاكمَ المبجّـل ، والسيّد المطاع ، والملهم الذي لاينطق عن الهوى ..!

2)    الوجه الإنساني الاجتماعي : فالمغامر اللصّ ، الذي يسرق السلطة ، لا يحسّ بأيّة مسؤوليّة ، عن وطنه أو شعبه ّ لأنه لم ينتخَب من قبل الشعب ، ولا يعترف بالفضل لأحد ، في تولّيه السلطة ! كما لا يخاف ، من أن تعزله مؤسّسات الدولة الدستورية ، لأنه خارج عن الدستورية .. وهو قادر على أن يضع لنفسه ، دستوره الخاصّ ، الذي يخضِع ، بموجبه ، الشعبَ ، لسلطاته ، دون منازع ! فمهما حصل في البلاد ، من كوارث ، أو مآس ، لا يشعر هذا الحاكم اللصّ ، بأنه مسؤول أمام شعبه والآخرين ، عن معالجة آثار الكارثة ! وما يصدره من قرارات ، لمعالجة آثار الكارثة ، إنّما هو من قبيل التفضّل على شعبه ! وربّما جرّ البلاد والعباد ، إلى حروب عبثية ، يهلك فيها آلاف البشر ، من أبناء شعبه ، دون أن يحسّ بالحزن ، أو الأسف ، على أيّ شخص يهلك في هذه الحروب !

3)    الوجه الوطني : فاللصّ الذي يسرق السلطة ، في بلاده ، لا يهمّه كثيراً ، أمر هذه البلاد ، وعلاقتها بالدول الأخرى ، الصديقة والعدوّة .. ! فربّما دعته مصلحته الشخصية ، إلى التفريط  بصداقة دولة ، هي من أقوى حلفاء بلاده .. أو استفزاز دولة قويّة ، ودفعها ، دون قصد ، إلى مهاجمة بلاده ، واحتلالها ، أو تخريب قسم كبير من مؤسّساتها ومنشآتها .. دون أن يحسّ الحاكم اللصّ ، بالحرج ، أو الإثم ، على ما جنتْ يداه ، بحقّ وطنه وشعبه !

4)    وهكذا يتبيّن أن التعامل مع المجرم ، سياسيّ الأمر الواقع ، جريمة بحدّ ذاتها ، يرتكبها أبناء الوطن ، بوجوهها كلها ، بحقّ وطنهم .. راضين أو كارهين ! ويرتكبها الآخرون ، بقصد ، أو بغير قصد ، ضدّ شعب كامل ، من النواحي الأخلاقية والإنسانية !