اعترافات زعيم حزب خامنئي اللبناني
صَحوة الموت:
اعترافات زعيم (حزب خامنئي اللبناني) ومغالطاته
د.محمد بسام يوسف*
أولاً: حزب ولاية الفقيه
على الرغم من محاولته الظهور بمظهر الخطيب المتماسك، فقد بدا زعيم (حزب خامنئي اللبنانيّ) بخطابه الإشكاليّ يوم الإثنين في 26 أيار 2008م.. مُهتزَّاً مُشوَّشاً متناقضاً، وقد كان من الواضح مدى تأثير الهزيمة الأخلاقية التي مُنِيَ بها حزبه وحلفاؤه، بسبب الاعتداءات الخطيرة التي اقترفوها في شوارع بيروت الغربية ومساجدها ومؤسّساتها المدنية والإعلامية، أثناء انقلابهم المسلَّح الفاشل.. وكان من الواضح أيضاً، إلى أي مدىً وصلت درجة الإفلاس والإحباط بهذا الحزب الطائفيّ، جرّاء الشَّرَك القاتل الذي أوقعه فيه جنونُ العَظَمَةِ والولعُ بتنفيذ البرامج الفارسية الشيعية المشبوهة في لبنان!..
(أفتخر أن أكون فرداً في حزب ولاية الفقيه)!.. هكذا!.. وبكل صفاقة، يقول لنا الخطيب المهتزّ: أنا عميل إيرانيّ فارسيّ، لا أنفِّذ المصالح الوطنية لبلدي لبنان، بل أنفِّذ برامج إيران، ومشروعات (الوليّ الفقيه) الفارسيّ خامنئي.. فلا أحد في هذه الأرض له سلطة عليّ سواه، وإنني أنفِّذ محطّطاته الاستراتيجية في (تصدير الثورة الفارسية الصفوية) إلى كل بلاد العرب والمسلمين، بدءاً من لبنان!.. فإن قال لي أشعِل الحدود مع جيش (إسرائيل)، فسأشعلها حرباً حتى آخر بشرٍ وحجرٍ وشجرٍ وليرةٍ وأرضٍ لبنانية.. وإن اقتضت مصلحته التفاوض مع عدوّ لبنان أو مصالحته أو عَقد اتفاقية سلامٍ معه، فسأنفِّذ الأوامر الإلهية التي تأتيني على لسان خامنئي الفارسيّ الصفويّ!.. وإن طلب مني وليّ (الإمام الغائب) في سردابه منذ مئات السنين، المنتَظَر أن يخرجَ لقتل أعدائه أهل السنة.. إن طلب مني أن أتحوّل بجيشي (المقاوِم) من الحدود الجنوبية إلى ساحة رياض الصلح وبيروت، لمحاصرة حكومة بلدي وتعطيل الحياة السياسية والاقتصادية والتجارية.. فإنني أفعل ملتزماً ببيعتي التي في عُنُقي للوليّ الفقيه الإيرانيّ!.. وإن طلب مني التسلّل إلى دولٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ لإثارة الفوضى والفتنة والاضطراب فيها.. فسأفعل، لأنه طلبٌ إلهيّ سيردني نيابةً عن الإمام الغائب الثاني عشر (المعصوم من الخطأ والسهو والنسيان)، الذي (يعلم الغيب والمستقبل) كما ورد عن الوليّ الفقيه السابق (الخميني) الذي أسّس حزبي الإلهيّ لتنفيذ هذه المخطّطات والرؤى الإلهية!..
يستدرك الخطيب الخرافيّ قائلاً: (ولاية الفقيه تقول: إنّ لبنان بلد متنوِّع يجب أن تحافظوا عليه)!.. فإن كان هذا (الكلام الإلهيّ لولاية الفقيه الفارسيّ) صحيحاً، فهل من المعقول أن يكونَ وكيل الوليّ الفقيه اللبنانيّ هذا، قد خالف أوامر وليّه الفارسيّ الصفويّ، فاحتلّ بيروت بالاعتصام مدة سنةٍ ونصف، ثم احتلّها بسلاحه (المقدَّس) بدءاً من يوم السابع من أيار 2008م، ونفث كل أحقاده التاريخية القديمة والحديثة على أهل السنّة ومساجدهم ومؤسّساتهم الإسلامية والمدنية والإعلامية؟!.. أم أنه نفّذ الأوامر (الإلهية) حرفياً، لتحقيق قفزةٍ نوعيةٍ على طريق (تصدير الثورة الفارسية الشيعية)؟!.. وهل الوليّ الفقيه نفسه، يحافظ على التنوّع الدينيّ والعِرقيّ في إيران؟!.. التي تضم مجموعةً من القوميات والأديان (بمن فيهم شعب عربستان العربيّ وأكثر من عشرين مليون مسلمٍ سنيّ)، المضطهَدَة، بدءاً بفرض الدستور الفارسيّ الجعفريّ إلى الأبد، وانتهاءً بإلغاء الآخر تماماً (عدا المجوس واليهود)، ومصادرة أبسط حقوقه الإنسانية؟!.. فهل هذا الوليّ الإلهيّ حريص على لبنان وتنوّعه، بدرجةٍ أشدّ من حرصه على التنوّع في بلاد فارس؟!.. وإن تغيّرت أوامر (الوليّ الفقيه) -وليّ نعمة الحزب اللبنانيّ- في قابل الأيام، فرأى أنّ لبنان بلد (غير) متنوّع، ويجب (عدم) المحافظة عليه، لأنّ مصلحته الفارسية التوسّعية تقتضي ذلك، أو لأنه استقبل أوامر (ساكن السرداب) بذلك، فهل يستطيع وكيله اللبنانيّ، الذي يخاطب جماهيره اليوم من وراء منصّة الحزب (المقاوِم) في شوارع بيروت الغربية، الذي قتل حتى الآن أكثر من ثمانين لبنانياً ولبنانيةً، وجرح أكثر من مئتين من شعب لبنان.. هل يستطيع عصيان أوامره (الإلهية)؟!..
حقاً إنه زمن التخلّف، والعجائب الصفوية، التي يقذفها الخطيب اللبنانيّ المهتَزّ بوجوه الناس، بكل هذه الصفاقة والوقاحة، وهما صفتان ملازمتان لكل أركان المحور الاستراتيجيّ (الفارسيّ-السوريّ-حزب خامنئي اللبنانيّ) وأذنابهم، باعتراف وكيلهم الفارسيّ الصفويّ في لبنان، بالصوت والصورة، من غير خجلٍ أو تردّدٍ.. أو حياء، وكأننا نعيش في العصور البرونزية أو الطباشيرية، وليس في القرن الحادي والعشرين!..
ثانياً: استراتيجية المقاومة للتحرير والدفاع
مثل التاجر المغامر، الذي قامر بصفقةٍ خاسرة، أوصلته إلى هاوية الإفلاس، فراح يبحث عن عمليةٍ تجاريةٍ احتياليةٍ جديدة، لتعويض ما أوصلته إليه حماقته من خسارةٍ قاسية.. هكذا بدا زعيم (حزب ولاية الفقيه) اللبنانيّ في خطابه الشهير منذ يومين، مع التذكير، بأنّ خطابه هذا، كان بمناسبة الذكرى الثامنة لانسحاب جيش العدوّ الصهيونيّ من جنوبيّ لبنان، فـ (حسن نصر خامنئي) هذا، هرب من هزيمته الأخلاقية والسياسية في شوارع بيروت الغربية، إلى التغنّي بأمجادٍ غابرةٍ لم تكن لتحصل، لولا تعاضد اللبنانيين.. كل اللبنانيين، في طليعتهم أهل بيروت الغربية الذين اعتدى عليهم حسن وملحقاته، ولولا مقاومتهم متعدّدة الأشكال للمحتلّ الصهيونيّ، طوال عقدَيْن من تاريخ لبنان الحديث!..
زعيم (حزب ولاية الفقيه)، تاجر أفلس، أو مُستَأجَر تكاد تنتهي مدة خدمته لأرباب عمله، فبدأ بالبحث عن عملٍ جديدٍ يقتات عليه بقية حياته الطائفية، وهو يدرك تماماً –من خلال ممارساته التجارية- أنّ خير ما يجذب الزبائن لبضاعته الكاسدة، التي أفسدها سلوكه التجاريّ الإجراميّ في الداخل اللبنانيّ.. هي الإعلانات التجارية عن المقاومة والتحرير والدفاع عن البلاد والعباد!.. وغاب عن ذهنه، أنّ مثل تلك الإعلانات التجارية قد فقدت بريقها تماماً، في حرم جامع (عثمان بن عفّان) البيروتيّ، وعند دار الإفتاء، وفي مطار الرئيس رفيق الحريري (رحمه الله)، وفي أروقة المؤسّسات الإعلامية اللبنانية، وعند حُرمة بيوت أهل بيروت الغربية وممتلكاتهم الخاصة.. وكذلك في ساحة (نراجيل) ولاية الفقيه و(كوتشيناتها).. أو (ساحة رياض الصلح سابقاً)!.. كما غاب عن ذهنه، أنّ (طريق الحرير) الخاص بالمقاومة العراقية الباسلة، التي ما تزال تجلد ظهور حلفائه من (أحزاب ولاية الفقيه) العراقية الدخيلة على العراقيين الأصلاء، بأشدّ مما تجلد ظهر المحتلّ الأميركيّ، الذي حمل كل هذه الأحزاب الفارسية وميليشياتها، إلى بغداد الخلافة والتاريخ المجيد الموغل في الحضارة والشرف والأصالة والمروءة والكرامة العربية والإسلامية.. أنّ هذه المقاومة التي تُكَبّد المحتلّ وأذنابه من شذّاذ الآفاق الصفويين، من أشقاء (حزب ولاية الفقيه اللبنانيّ) وأحبّائه.. تكبِّدهم أفدح الخسائر والهزائم يومياً.. هذه المقاومة الشريفة العفيفة الطاهرة.. هي أبعد ما تكون عن متناول تاجرٍ مفلسٍ من كل معاني التحرير والدفاع والقِيَم الأخلاقية والإنسانية.. وأنّ (حزب ولاية الفقيه اللبنانيّ) قد انكشفت حقيقته بأنه أحد أعوان المحتلّ الأميركيّ في العراق، وأحد أبناء المحتلّ الفارسيّ الصفويّ في بلاد الرافدين، لأنّ هذا الحزب، الذي طالما لعب لعبته التي خدعت كثيراً من السذّج والمغفّلين بإعلاناته التجارية البرّاقة.. لا يمكن أن يخدعَ تلك المقاومة العراقية العَصيّة، التي يقودها شرفاء العراق وأبطاله الصناديد، فهؤلاء هم أعرف الناس بحقيقة هذا الحزب الصفويّ اللبنانيّ العميل، لأنهم يعرفون جيداً عدوّهم الذي يقاتلونه ويدحرونه يومياً على أرض العراق.. كل العراق، وهم أعرف خَلْقِ الله بحزب (ولاية الفقيه اللبنانيّ) وزعيمه وتاريخهما المشبوه المكشوف المفضوح، وبأنه الشقيق الأكبر لما يسمى بجيش المهدي الفارسيّ الصفويّ، الذي كان حزب (حسن نصر خامنئي) وما يزال، داعمه الأساسيّ في التدريب والإعداد والشحن الطائفيّ، ليقوم بارتكاب كل ما ارتكبه، من جرائم وفظائع بحق العراق، وبخاصةٍ بحق أهل السنة العراقيين الذين يقاومون المحتلّ الأميركيّ.. وذلك تنفيذاً لأوامر الوليّ الفقيه الفارسيّ الصفويّ، ضمن حملات إفناءٍ وسحقٍ دينيٍ وطائفيٍّ مُبَرمَجَةٍ ضد أهل السنة هناك، على طريق تصدير الثورة الخمينية الشيعية إلى العراق!..
يتحدّث (حسن نصر خامنئي) عن العراق، الذي ما عرف أنه عراق جريح محتلّ، إلا الآن بعد خمس سنواتٍ من عمر الاحتلال، ويدعو إلى (استراتيجية التحرير)، وإلى توجّه حزبه لتبنّي هذه الاستراتيجية في كل الأراضي العربية المحتلة، وذلك ضمن عَرْضٍ إعلانيٍ تجاريٍ جديدٍ فَقَدَ بريقَه، للتعويض عن إخفاقاته وانكشاف وجهه التجاريّ الطائفيّ الصفويّ البشع، المتاجِر في لبنان، والمتواطئ مع المحتلّ الأميركيّ والإيرانيّ في العراق، والمؤتمِر بأمر الوليّ الفقيه، الذي يقضي بدعم ميليشيات القتل الشيعية في عراق المجد، التي تُنفِّذ -ميدانياً- الأوامر العسكرية لجيش الاحتلال الأميركيّ.. يتحدّث (حسن) في ذلك، متجاهلاً تماماً، أنه توجد في العراق مقاومة عراقية حقيقية، تدحر أميركة وحلفاءها الصفويين من أشقائه، على مدار الساعة، إلى الدرجة التي صنّفها الباحثون الاستراتيجيون، في صنف أشرس المقاومات الإنسانية وأصلبها وأمتنها على مرّ التاريخ، وهي مقاومة بدأت في أول يومٍ للعدوان الأميركيّ، وحافظت على زخمها وقوّتها وشرفها المقاوِم حتى هذه اللحظة، غير آبهةٍ لكل الإغراءات التجارية والاستعراضية والاحتيالية، التي يتقنها ويؤدّيها (حسن) وزمرته في بورصة (ولاية الفقيه)، تلك البورصة المتغيّرة حسب قوانين العرض والطلب التجارية، وحسب قوانين غسل الأدمغة، كما تُغسَل الأموال القذرة في بنوك الربا الفاحش!..
يتحدّث زعيم (حزب ولاية الفقيه) اللبنانيّ، عن (استراتيجية التحرير والدفاع)، مُغَيِّباً بشكلٍ كاملٍ ومشبوه، قضية تحرير (عربستان العربية) و(الجزر الإماراتية الثلاث)، وهي الأراضي الطاهرة المقدّسة -كطهر العراق وقداسته- التي يدنّسها (الوليّ الفقيه) ونظامه الفارسيّ الصفويّ، باحتلاله الآثم غير الشرعيّ لها.. منذ عشرات السنين!..
نعم، يتحدّث (حسن) في كل ذلك، من غير أن يرفّ له جفن حياء، ظاناً أنّ التجارة في الأرض العراقية الطاهرة، هي كتجارته الفاسدة التي انكشفت مؤخّراً في بورصة لبنان المنكوب به وبحزبه.. انكشفت حتى للعميان!..
ثالثاً: المقاومة وسلاح المقاومة
إذا كانت (التقية) في دين الشيعة الإمامية الجعفرية عنواناً للإيمان، كما يقول الكليني: (لا دين لمن لا تُقيةَ له)، وكما يقول علماؤهم: (لا إيمان لمن لا تُقيةَ له).. فإنّ أي حديثٍ أو خطابٍ يُلقيه (حسن نَصَر خامنئي) عن المقاومة، يصبح مفهوماً من حيث أهدافه وغاياته ودلالاته ومبرّراته وعمليات تسويقه.. لكنّ التأكيد على حكايات المقاومة بالفم الملآن لزعيم (حزب ولاية الفقيه)، في الوقت الذي ما يزال دخان حرائقه في بيروت الغربية لم ينقشع بعد، وفي الوقت الذي ما تزال دماء البيروتيّين المسلمين التي سفكتها عصاباته رطبةً، وفي الوقت الذي ما يزال فيه دَويّ قنابله وصواريخه وأزيز رصاصه يُسمَع في العاصمة وبعض المدن والقرى اللبنانية، ويسقط نتيجة ذلك بسلاح (مقاوميه) أكثر من عشرين جريحاً لبنانياً قبل أن ينتهي من خطابه (التقيويّ).. فإنّ ذلك يدلّ على الدرجة البائسة التي انحدر إليها صاحب الخطاب وأزلامه، تلك الدرجة التي تتوقّف عندها الشرايين عن النبض، ويجفّ فيها ماء الوجه، ويُفتَقَدُ عند مستواها الحياء.. ليس الحياء من البشر فحسب، بل الحياء من العزيز الجبّار أيضاً.. لأنّ (التقية) في مثل هذه الحالة الصارخة، هي صلف ووقاحة وكذب مكشوف على إله السماوات والأرض، قبل أن تكونَ كذباً على الناس!..
لعلّ (سيّد المقاومة) كما يحلو للمشعوذين أن يُطلقوا على حسن، لا يفهم، ولا يرغب أن يفهم، بأنّ المقاومة جهاد في سبيل الله عزّ وجلّ ضد العدوّ، وأنّها شرف لا يرقى إليه قُطّاع الطرق، وزعران الشوارع، وهمج التخريب والتدمير وترويع الآمنين، ولصوص السطو على دور الأيتام والمؤسّسات التربوية والدينية والإعلامية.. فالمقاومة عمل حضاريّ في سبيل إحقاق الحق، وليست بغياً لترسيخ الباطل.. والمقاومة فعل راقٍ يتسلّح أهله بالإيمان وسُمُوِّ النفس وتعلّقها بالله عزّ وجلّ بغية إرضائه وحده لا شريك له، وليست عدواناً على الأعراض والممتلكات الخاصة والعامة، وسَفكاً للدم البريء، وهجوماً على مواكب جنازات الضحايا والمنكوبين.. المقاومة يا وكيل خامنئي في لبنان، لها أصول وضوابط وأخلاق مستمَدَّة من الإسلام العظيم، بَلْوَرَهَا الصدّيق أبو بكرٍ رضوان الله عليه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، في وصيّته لأسامة بن زيدٍ وجنده رضي الله عنهم أجمعين.. بَلْوَرَهَا بكلماتٍ تهزّ الجبال، وتفتح مغاليق القلوب قبل أن تفتح البلدان، وترسم معالم الإسلام بأخلاق رجاله العظام، من أمثال الصدّيق الذي تَسبّونه وتَشتمونه وتَتّهمونه بموجب خرافاتكم وأساطير آياتكم من الفرس الصفويين.. وإننا إذ نستذكر أخلاق الصدّيق رضوان الله عليه، تتبدّى لنا أسباب معاداتكم له، وحقدكم عليه، فأين أخلاقكم من أخلاقه العظيمة؟!.. وأين انحداركم من سُمُوِّه؟!.. وأين ضآلتكم من عَظَمَته؟!.. وأين دينكم الذي يبيح لكم (الاسترجال) على النساء والأطفال العزّل من إسلامه العظيم؟!.. وأين مقاومتكم المزعومة من جهاده الذي يحمل صاحبه إلى الفردوس الأعلى؟!.. أبو بكرٍ الصدّيق، الذي تفتئتون عليه، قال قولته الشهيرة لجنده: [لا تخونوا ولا تغدروا ولا تَغُلّوا ولا تُمَثِّلوا، ولا تقتلوا طفلاً ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تقطعوا شجرةً مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرةً ولا بعيراً إلا للأكل، وإذا مررتم بقومٍ فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له..]!.. وهي وصية تجاه عدوٍّ سافر، فكيف بالشقيق ابن البلد، والجار، وابن الحيّ؟!.. كيف بالذين احتضنوكم وآووكم ونصروكم يوم كنتم تَفرّون من جحيم القصف الصهيونيّ وجرائمه في الجنوب؟!.. أَوَبَعد كل ذلك ما تزال في وجوهكم قطرة ماء؟!..
هناك حدود واضحة المعالم بين المقاومة والجريمة.. بين الجهاد والضلال.. بين الاستقامة والانحراف، بين الصدق والتضليل.. وكل ذي قلبٍ في أرجاء الأرض بات يعرف على أيٍ من المُثُل والقِيَم كان جنود (حزب ولاية الفقيه) يسيرون في بيروت الغربية، وفي أي سبيلٍ بذلوا سلاحهم، وإلى أي صدرٍ كانوا يوجّهونه.. أهذه هي المقاومة؟!.. وهل هذا السلاح الذي أشهره هؤلاء بوجوه أبناء بيروت وبناتها هو سلاح مقاومة؟!.. وهل الذين يُقتَلون وهم يَبْغون وينتهكون أعراض المسلمين وحُرُماتهم هم (الشهداء)، والمعتدى عليهم في بيوتهم ومساجدهم هم مجرّد (ضحايا)، كما ورد في خطابك يا حسن؟!.. بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كُلّ المسلمِ على المسلمِ حرام: دمُهُ، ومالُهُ، وعِرضُه)؟!.. فأيّ دينٍ هذا الذي تعلّمتَه ودرسته في حوزات قُمٍّ والنجف؟!..
على هذا، فإنّ ما قاله (حسن نَصَر خامنئي) في خطابه، من أنّ (سلاح المقاومة هو لمواجهة العدوّ، وتحرير الأرض والأسرى، والإسهام في الدفاع عن لبنان)، ومن أنه (لا يجوز استخدام سلاح الدولة لاستهداف المقاومة وسلاح المقاومة).. إنّ هذا الذي قاله، ليس إلا ضرباً من الهرطقة الكلامية والشعوذة السياسية الاستهلاكية، التي يبرع فيها أحبّاء (الوليّ الفقيه) وعملاؤه البررة، الذين يقلبون طبائع الأشياء، ويكذبون، ثم يُصدّقون الكذب الذي يقترفون!..
يتبع إن شاء الله
*عضو مؤسِّس في رابطة أدباء الشام