أيّار.. إرادة انتصار
في الذكرى الستين للنكبة ..
أيّار.. إرادة انتصار
مريم مخلص برزق
ستون عاماً على ذكرى النكبة قد تمثل للبعض تاريخاً طويلاً بل وطويلاً جداً بالنسبة للقضية الفلسطينية، ولكنه اليوم يعتبر تاريخاً قصيراً بالنظر إلى الانتصارات والمكاسب التي حققها الفلسطينيون ولو بشكل جزئي ونجاحهم في إدارة الصراع مع العدو الصهيوني وتحويل المعادلة من هزيمة محققة إلى نصر مؤكد بدأت تظهر خطواته الأولى ماثلة للعيان..
تمر علينا اليوم الذكرى الستون للنكبة وقد حدثت تحولات وتبدلات جذرية في تاريخ القضية الفلسطينية..
ستون عاماً أرادها اليهود والصهاينة جحيماً على أهل فلسطين وتاريخاً أسود للأمة العربية والإسلامية باستيلائهم على أرضنا الطاهرة مقابل إقامة دولة إسرائيل المزعومة عليها..
ستون عاماً وما زالت الأنظمة العربية وجيوشها "الكرتونية" في حالة سبات عميق لا تأبه معه بكل ما يجري للقضية الفلسطينية وترفض أن تجعل منها قضية عربية إسلامية بل وتحاول جاهدة حصرها بين الفلسطينيين أنفسهم، وقد تناست أن الدائرة ستدور عليها إن هي لم تهب الآن للدفاع عن فلسطين..
ستون عاماً مرت وما زال الشعب الفلسطيني بكل فئاته يعاني من كل أشكال الظلم والحرمان من اليهودي والأمريكي ومن القريب والبعيد.
ما زال يتجرع غصص الاحتلال يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام..
ما زال اللاجئون الفلسطينيون الذين ملؤوا مخيمات الشتات في سوريا ولبنان والأردن وفي كل أنحاء العالم من أقصاه إلى أقصاه يصرون على العودة إلى الوطن ويحلمون بيوم قريب رسموه لأنفسهم وما زال مفتاح العودة بأيديهم علهم يستيقظون يوماً وقد تحقق حلمهم المنشود بالعودة ..
ستون عاماً ما زادت الأجيال إلا إصراراً على حقهم الذي يأبى النسيان في أرض فلسطين من بحرها إلى نهرها ..
ستون عاماً زالت فيه كل أوهام وسراب المفاوضات العبثية لاسترداد الأرض وعودة اللاجئين ولم يعد يُسمح لغير زخات الرصاص وعمليات المقاومة البطولية لغة لتحرير الأرض -كامل الأرض- والمقدسات وعودة اللاجئين لقراهم ومدنهم التي اقتلعوا منها..
ستون عاماً لم يستطع فيها الاحتلال تثبيت كيانه المزعوم على أرض فلسطين الطاهرة، بل أصبح مارده الهلامي وقوته "التي لا تقهر" تتلاشى عاماً بعد عام بفعل ضربات المقاومة والإصرار والعزم على أخذ الحقوق كاملة وإنهاء الاحتلال مهما كلف الثمن..
ستون عاماً والنكبة غدت ل"إسرائيل" وبني صهيون ونحن لنا الحرية والعودة..
هي أعوام زراعة ليبدأ الحصاد المثمر المزهر لنا ولشعبنا ولقضيتنا ولهم الحصاد المر والنهاية المخزية..
ستون عاماً نكاد نلمح بزوغ فجر العودة والانتصار بعد أن نمت فيها شجرة العز والمقاومة وأصبحت هي الطريق الوحيد للعودة واسترداد الحقوق ..
ستون عاماً أصبحنا معها قاب قوسين أو أدنى من النصر القريب والعودة المظفرة "ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً "..
ستون عاماً مرت لازلت أمتثل فيها قول جدي الشاعر يحيى برزق رحمه الله:
خلّ البكاء فليس العار نكبتنا وإنما نوحنا في النكبة العار