أما آن لنا أن نعرف عدونا

أما آن لنا أن نعرف عدونا

 يا إسلاميي وقوميي وجميع وطنيي العالم

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

أقولها بصراحة بأنّ قضيتنا الأولى هي القضية الفلسطينية ، التي نمد ومددنا إليها كل أنواع الدعم والتأييد حتى على حساب مصالحنا الذاتية ، عندما نسينا أنفسنا ومأساتنا وما تفعله بنا آلة دمار النظام السوري لنتفاعل مع إخواننا الفلسطينيين والأحداث التي تجري هناك ، فالعدو الإسرائيلي هو أحد أهم الأعداء الواضحين الذين لا لبس فيهم عندنا ، ولكن بتصوّري هناك عدو آخر لا يقل خطراً عن الإسرائيلي ، والذي نبّهت عليه منذ الثمانينات عندما اكتشفت الحقيقة مُتأخراً نوعاً ما بسبب صغر سنّي في ذلك الوقت وغبش الرؤية ، والعقلية الإسلامية التي كانت سائدة وغفلتها عن هذا الخطر ، وتفاعلها الفج مع أحداث ثورة الخمُيني المشئومة التي ضلّلت الكثير من القوى باستخدامها شعار الإسلام التي هي ابعد ما تكون عنه ، بسبب عنصريتها  وضيق أُفقها وتقوقعها المذهبي والعرقي ، وتعاملها مع أبنائها العرب والسُنّة في إيران كما يتعامل الصهاينة مع الفلسطينيين أبناء الأرض والحق ، هذا عدا عن تعاملها وتواطؤها ضد مصالح الأُمّة العربية والإسلامية ، وتسهيلها للغُزاة لاحتلال أراضي العرب والمسلمين كما جرى في أفغانستان والعراق ، وبناء على ما ذكرت فقد انقسم العالم الإسلامي إلى فسطاتين في نظرتهم للخطر الإمبراطوري الفارسي المُتمثل بحكم ولاية الفقيه وملالي قم ، فالذين احتّكوا بمخططاتهم مُباشرة من القوى الوطنية الإسلامية والقومية وغيرهما ، أدركوا ما تُشكله إيران الفارسية من الخطر الداهم على الأُمّة جمعاء ، ولو أنّ البعض منهم توصل إلى تلك الحقائق مؤخراً ، بينما البعض الآخر لازال يغُط في سبات عميق  ، تماماً كما كان الحال عند سقوط بغداد على يد المغول ، وسيطرتهم على البلاد الإسلامية، لأضع التساؤل هنا واضحاً ، وهو متى يستفيق هؤلاء من إسلاميين وقوميين وغيرهما على مُخططات حُكّام بني فارس ، ومتى يمتنعون عن إثارة إخوانهم المُتضررين من وراء جرائمهم ، عندما يؤيدونهم جهاراً نهاراً دون أن يُقيموا لبني جلدتهم أي اعتبار)

وقبل الخوض في هذا الموضوع لابدّ أن  أعتذر من بعض الإخوان الذين التقيتهم على هامش المؤتمر العربي القومي التاسع عشر الذي عُقد في صنعاء ،- والذي سأتحدّث عن نشاطاته وفاعلياته فيما بعد - ، الذين قد يُخالفني البعض منهم الرؤيا ، ولكن من باب إبراءاً الذمّة  وجدت نفسي مُنغمساً في باب التبيان لأُحذّر من خطورة المد الفارسي باسم الشيعة الذين تربطنا معهم علاقات ندّية وطيبة ، ومن مُحاولة دق الإسفين في جسد الأُمّة العربية والإسلامية عبر زرع الفتنة الطائفية ، وتهييج الناس لدفعها للمواجهة وللاستفادة من نتائجها ، كما كان مُخططاً له بأن يكون لبنان بداية المشروع ،الذي أحبطه اللبنانيون الشُرفاء بكل اقتدار، عندما اكتفوا بالردّ على الأداة العميلة لإيران والنظام السوري ، بكشفها وفضحها عبر الرأي العام العالمي وكشف زيغهم وكذبهم بادعائهم أنّ هذا السلاح الفارسي لن يُستخدم للداخل وكان ما كان من الدمار والقتل والتخريب ، وهذا ما قاله العلاّمة الشيعي محمد علي الحسيني ، الأمين العام للعمل العربي الإسلامي ، الذي اتهم حزب بتلقي الدعم السخي الخارجي لاسيما من إيران ، ومُنظمات دولية مشبوهة ، وكما أكد الشيخ سعد الحريري على أنّ اجتياح حزب الله لم يكن إلا بغطاء إسرائيلي سمح لمئات من مقاتلي هذا الحزب بالتحرك بتلك الأسلحة الثقيلة باتجاه بيروت ، والسماح لهم الخروج من مخابئهم لتُهدد السلم الأهلي اللبناني والاستقرار ، مُقابل الصفقة التي تمّت بين النظام السوري وإسرائيل لترسيم العلاقة بينهما على حساب لبنان وأهل لبنان ودماء لبنان واقتصاد لبان

تماماً كما فعل النظام الإيراني في صفقاته مع أمريكا ، عندما سهّل لها  احتلال أفغانستان والعراق ، والانطلاق من أراضيها بمخططات التآمر والهجوم على البلدين ، وتلقي النظام الإيراني  السلاح والعتاد من إسرائيل أثناء حربه مع العراق ، وبالتالي فمن غير المقبول ومن الظُلم من بعض الأحزاب والشخصيات أن يعتبروا إيران والنظام السوري وحزب الله بمجموعة المُقاومة والوقوف ضد وجة المؤامرات الدولية ، وهم إلى أخمص آذانهم غارقون في العمالة ، مُستغلين الورقة الفلسطينية أسوأ استغلال ، وكذلك حزب الله بدعوى دعمهم للمقاومة بينما هم لا يدعمون إلا أنفسهم ، مُجبرين من وراء ذلك بكل أسف بعض القوى الوطنية والإسلامية الاصطفاف وراءهم ، وهم يتعامون عن حقيقة هذين  النظامين  وعمالتهما ، لاسيّما السوري الذي  قهر إرادة شعبنا الحر بارتكابه المجازر والمُحاكمات التعسفية ، وزجه برموز المُعارضة في السجون ،هذا من جهة السياسة والحقوق الإنسانية ، وأمّا من الجهة الأُخرى وهو الأخطر ، ، والذي برائيي الكثيرين  ما يتقدم عن موضوع القضيّة الفلسطينية على قدر أهميتها ، وهو مسألة التبشير الفارسي الشيعي الذي نراه يغزو عالمنا العربي والإسلامي بكل الإمكانات المادّية والإرهابية ، وأخرها ما جرى في إحدى القرى السورية عندما أرادوا أن يُقيموا فيها حُسنية ، وهي لا يوجد فيها شيعيٌ واحد ، وذهب ضحية ذلك عدد من القتلى والجرحى والمُعتقلين الذين حاولوا الوقوف بوجه حركة التبشير.

ورُبّ قائل وقد قيل ، بأن الشيعة في العالم الإسلامي لا يتجاوز أعدادهم ال 20% فلا خوف من الامتداد لهم ، وسيطرتهم على المواقع كونهم أقلّية  فأقول : كما قال الشيخ الحسيني وغيره من علماء الشيعة  ، بأن هذا التبشير الفارسي الشيعي مرفوض ، ونحن نرفض التوسع على حساب الُسنّة ونؤمن بالكتاب والسنّة ونلعن من يلعن الصحابة أو يعتدي على أُمّهات المؤمنين ، أو إلى كل ما يُسيء للمسلمين ، وانتقاده بشدّة ُلعن سيدنا مُعاوية في مسجد بني أُميّة الذين حوّلة الإيرانيين إلى حُسينية يُقيمون عليها سخافاتهم وأضاليلهم ، ونقول نحن إذا كانت المشكلة في العدد والنِسب ، فإنّ اليهود في منطقتنا العربية لا يتجاوز عددهم الخمسة ملايين ، فلما نمنعهم من التوسع وجلب الأغراب ، لأنه بهذا المفهوم لا خطر على التركيبة الديمغرافية ، وهذا منطق أعوج ، لا يُريد أن يتحمل مسؤولية ما يحصل ، والدفاع عن شرف ومبادئ وقيم وكرامة الأُمّة ، وانّ العبرة ليس بالعدد ، بل بما يُخططه هؤلاء للأمة الإسلامية  ، وبما يمكن أن يوقعوه من الأذى والتشتيت ونهب لثروات الأُمّة ، واقتسامها والسيطرة عليها ، وإفساد عقائدها

وأخيراً أقول : أما آن لكم يا عرب ويا مسلمين أن تستيقظوا ، وأن تكونوا فاعلين ، وان تتحركوا حتّى للدفاع عن أنفسكم ، فعدّوكم يعمل ليل نهار ، ويمُدّ جسوره على الأراضي المُحرمة عليهم ، ويمُد أدواته بالمال والسلاح والعتاد وكل أنواع الدعم يأتيهم من الدولة الأُم ومن دول الخليج بكل أسف ، فماذا أنتم قدمتم لنا كسُنّة وعرب سوى البيانات والشجب ، وإخوانكم السُنّة تعرضوا لأسوأ حرب فارسية على يد حزب الله الإيراني مؤخراً ، أُنتهكت حُرماتهم واعتُدي على أملاكهم ، وسُفكت دمائهم ، وطُلب منهم الاستسلام المُذّل فماذا انتم فاعلون ، وإخوانكم السُنّة في سورية الذين تعرضوا لأسوأ مذابح العصر والقمع والتشريد ، حتى بلغت ضحاياهم إلى الملايين مابين سجين وشهيد ومُشرد فماذا أنتم فاعلون ، وإخوانكم السُنّة والشيعة العرب في العراق تعرّضوا لعمليات الإبادة الجماعية على يد الجار الحقود الإيراني  فماذا أنتم فاعلون ، نستصرخكم ونستصرخ ضمائركم أن هبّوا إلى النصرة وتقديم الدعم ، كفاكم نوماً وكفاكم ترددا ، فالسياسة فعل وليس ردّة فعل ، وعليكم التحرّك  قبل أن يصل الدور إلى بلادكم ، ونحن على استعداد لمؤازرتكم والتصدّي لهم  ، وسيكون فخارنا أن نكون فداء أُمتنا وأهلنا في العالم العربي والإسلامي إرضاءاً لله سبحانه ، لا نريد منكم جزاءاً ولا شكورا ، فقط الاستنهاض فهل تسمعون ، وهل ستسمعون ، وهل نتلقى الجواب ؟ نأمل من الله ذلك