كما تُدينُ تُدان

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

خبران في يوم واحد ، الأول كان من المرصد السوري لحقوق الإنسان ، أنّ محكمة النقض  صدقت الحكم الصادر عن محكمة الجنايات بحق المعارض السوري الدكتور محمد كمال اللبواني بتاريخ 10/5/2007 بالسجن 12عاما "بتهمة دس الدسائس لدى دولة أجنبية والاتصال بها ليدفعها إلى مباشرة العدوان على سورية" ، والثاني عن وزيرة الخارجية الأمريكية كونتريزا رايس ولأول مرّة أثناء ردّها على السناتور الجمهوري أرلين سباكتور ، والتي استبعدت أي صفقة مع النظام السوري تقضي بتجنيب عائلة بشار أسد في قضية اغتيال الرئيس الحريري من اجل حمل نظام دمشق بالابتعاد عن إيران ، وقالت : لا أعتقد أنّه بوسعنا الحد من صلاحية المحكمة التي سيمثل أمامها المتهمون لأنها قد تُورط بطريقة أو بأُخرى النظام السوري أو عائلة بشار الأسد ، في نفس الوقت قال قال السناتور سباكتور أنّه تبلغ مؤخراً من العاهل الأردني عبد الله بن الحسين ناقلاً عن بشار أسد أنّ مصدر قلق بشار هو المحكمة الدولية لاغتيال الحريري الذي قد يؤدي الى إدانته يُمهل ولا يُهمل ، وساعة الحقيقة قد أزفت ، ومن المُعيب والخزي والعار أن توضع الأغلال بيد الآلاف من المناضلين والأحرار ، بل لابدّ من وضعها بيد المُجرمين الأشرار ، الذين نهبوا البلاد وأكثروا فيها الفساد ، ودمّروا وقتلوا وشردوا وسحقوا الأبرياء ، عبر المجازر المتعددة واحدة تلوى الأُخرى ، وهم لا يشبعون من إراقة الدماء لأنهم كالوحوش الأكاسرة لا تهدأ إلا على جثث ضحاياها وجماجم الأبرياء ، كُل أسبوع مُحاكمات تطال الأشراف والشامخين واختفاءات واعتقالات ومُلاحقات للأخيار، وكان آخر انجازات نظام الإجرام مجزرة النيروز التي أتبعها باعتقالات واسعة بدلا من التحقيق مع القتلة والسفلة الذين تجرؤوا على إطلاق رصاص الغدر على صدور أبناءنا وإخواننا الأكراد في عيدهم القومي ، لأنهم أشعلوا الشموع بقدوم الربيع ، سعياً منهم لجلي الظلام  إننا كمواطنين سوريين وشعب مظلوم ننتظر اليوم الذي نرى فيه وبكل صراحة بشار ومن معه خلف القضبان ، يُحاكمون على كل صغيرة وكبيرة اقترفتها أياديهم الآثمة بحق مواطنينا الأبرياء  ، وإننا ننتظر وبصدق تلك اللحظة التي نرى فيها مسبحة الطُغاة تتهاوى لتُعاد الحقوق إلى أهلها وتنتصر إرادة الشعوب ، وإننا ننتظر اللحظة التي نرى فيها آصف شوكت وماهر أسد وغزالة رستم وطلاس وابنه فراس والشرع وقدّورة وبختيار وابن مخلوف رامي وشاليش وعلي دوبا وابنه عيسى وماجد سعيد وابنه أيهم ومحمد حمشو ومحمد ناصيف وآخرون الذين من المتوقع أن تُصدر المُعارضة السورية قريباً أسماء جميع المتورطين بذبح شعبننا السوري ولم يتوبوا ، ولم يرجعوا عن غيّهم وضلالهم واستباحتهم لدماء وأعراض وأموال الشعب السوري ، كما وإنها فرصة ذهبية نُعلنها لكل المتورطين لفضّ أياديهم عن نظام القمع والإرهاب والانضمام إلى المُعارضة لنكون يداً واحدة كي يغفر لهم الشعب تاريخهم المشئوم ، فصدورنا واسعة وقلوبنا مفتوحة لكل من ألقى السمع وهو بصير ، وجاء إلينا بقلب سليم وإننا نُناشد كل من يملك القدرة على المُساعدة  لتغيير النظام سلمياً وبأقل الخسائر وخاصة القوات المُسلحة والقريبون والمُحيطون من نظام بشار ، المغلوب على أمرهم والرافضين إلى ما وصلت إليه أمور البلاد من الضياع والفساد والجريمة ،  أن يفعلوا ذلك متى أُتيحت لهم الفرصة ، وإننا سنكون داعمين لهم والعون الحقيقي لتخليص شعبنا من الزمرة الحاكمة المارقة ، وإن إرادتنا مع أهلنا وشعبنا في النهاية هي المنتصرة بإذن الله ، لأنها إرادة الحق والضمير والحرية وأخيراً : لا يسعني إلا أن أُبشر جميع إخواني السوريين بأن الأيام القادمة ستشهد المزيد من التصريحات الساخنة والمُتدرجّة إلى أن تصل إلى رأس النظام كما علمت من مصادر خاصّة ، وخاصة بسبب قرب انعقاد المحكمة تمهيداً لطلب المُتهمين بالاسم كي لايُفاجأ الرأي العام ، وما تصريحات رايس اليوم إلا تحصيل حاصل ، وليتأكد الجميع أن الموضوع خرج عن إطار المُساومات ، وساعة الحقيقة أزفت ، واقتربت قطار العدل في جرائم النظام من نهايته وما الصبر إلا بالله لنيل المطالب.