الأسد يوعز للقيادات بوقف عمليات التدريب ...
حالة ارتباك تسود وحدات الجيش إثر تفشي الأوبئة!!
نداء سورية
نقلت مصادر عسكرية رفيعة المستوى، أنّ الرئيس السوري بشار الأسد (القائد العام للجيش والقوات المسلحة) قد أصدر منتصف الشهر الجاري بلاغاً سرياً لقيادات الجيش بوقف كافة عمليات التدريب في الوحدات التابعة لها، إثر تفشي الأوبئة لا سيما في صفوف دورات الأغرار (المجندين حديثاً).
ونقل شهود عيان أنّ المستشفيات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع في العاصمة دمشق مكتظة بمرضى يعانون من حالات تسمم وإعياء نتيجة ارتباكات معوية، لأسباب يكتنفها الغموض حتى الآن، إلا أنّ مصادر طبية في مستشفيي 601 وتشرين العسكريين أوضحت ل"نداء سوريا" بأن السبب في حدوث هذه الحالات مردّه إلى تلوث المياه والأطعمة مترافقة مع موجة الحر الشديدة التي ضربت البلاد مطلع هذا الشهر...
وبحسب أحد المجندين فإن دورات التدريب تشهد "معاملة حيوانية" بحقّ المجندين، إذ يمضي المجند عند التحاقه بالدورة زهاء أسبوعين بدون اغتسال نظراً لعدم توفر المياه، وكل ما يحصل عليه المجند من الماء هو قرابة نصف لتر يومياً تكاد لا تروي الظمأ إضافة إلى وجبتي طعام يومياًَ بكميات ضئيلة، من مثل وجبة إفطار مكونة من 8 حبات زيتون و4 أرغفة خبز و200 غرام حلاوة، يتقاسمها 8 مجندين..!.
الشارع السوري بدأ يتناقل روايات عن احتمال وقوف جهات استخباراتية خارجية وراء انتشار الأوبئة في الجيش السوري عبر تلويثها للمياه بفايروس، مرجحاً قدرة هذه الجهات على التغلغل في الجيش السوري سيما وأنّ الكيان الصهيوني تمكن من اختراق الأجواء السورية مراراً في السنوات الأخيرة، إضافة إلى أنّ انتشار هذه الأوبئة مفاجئ نوعاً ما، خصوصاً وأنّ الجيش السوري لطالما عانى في عهد البعث من سوء التغذية نتيجة الفساد المستشري في المؤسسة العسكرية...
غير أنّ مصادر عسكرية استبعدت هذه الفرضية، معتبرةً أنّ الأعداد الهائلة من المجندين في بداية الشهر الخامس هي السبب في انتشار الأوبئة، ذلك أنها تسببت في حالة إرباك تنظيمي نظراً لعدم تمرّس قيادات الجيش على التعاطي مع هذه الأعداد، حيث تسبّب مرسوم العفو الرئاسي مطلع العام في التحاق مئات الآلاف من المتخلفين عن الخدمة العسكرية، وهو ما جعل الأعداد تفوق الطاقة الاستيعابية للدورات بمعدل الضعف، حتى أنّ السحب الخاص بالمجندين في بداية الشهر الخامس تأجل إلى بداية الشهر السادس نظراً لعدم قدرة وحدات الجيش على استيعاب أعداد أخرى..
هذا ويبلغ تعداد الجيش السوري قرابة ستمائة ألف مجند، في بلد يبلغ تعداد سكانه العشرين مليون نسمة، وتشكل موازنة الجيش فيه نسبة 35% من إجمالي الموازنة العامة ما قيمته 6 مليار دولار تقريباً، وهو رقم يدفع سنوياً على الجيش دون أن يشمل صفقات التسليح التي تكون بمثابة ديون خارجية على الدولة.