عُودي يا ثورة
سعاد شعت
/غزةتقتلنا هذه الحياة الروتينية المملة .. والغبي الذي ينكر هذا , حينما أتذكر روعة الانتفاضة وحلاوتها أكاد أنفجر قهراً .. كيف نسيناها ؟؟ ومن جعلنا هكذا كالبهائم نرتضي لأنفسنا هكذا حياة ؟.. من جعل قضيتنا تتمحور حول غزة وحصارها , وحول المصالحة اللعينة , وحول التفنن في أساليب الشحتة, ونسينا طعم الثورة ومذاقها اللذيذ , نسينا رعشة الدم الثوري , نسينا وصايا الشهداء ..
الله أكبر حينما أعود بذاكرتي لمشاهد الحجارة والنساء والصبايا يقدمنها للرجال, بل ويتشاركن في قذفها على الصهاينة .. وأطفال الحجارة يعلون كما العظماء , يقاتلونه بحجارتهم الصغيرة بكل إصرار , الله أكبر من ذا الغبي الذي لن يؤيدني في كلامي , من ذا الغبي الذي لا يحس بوجعٍ وحرقة وشوقا مميتاً لعودة الثورة .؟
أترُاها تعود؟؟ نمسك بالحجارة والزجاجات الفارغة , نملأ الفتيلة بالبنزين ونقذفها كالحمم على الأوغاد .. ونتسابق نحو الفداء, ونترك الدنيا بما فيها , أتُرانا نسينا ريم الرياشي وصدقها الأسطوري ؟ومعجزة دلال ورجولة بلا شوارب ؟
حينما أسترق ذكرياتنا أيام الانتفاضة الثانية وذكريات الأهالي عن الانتفاضة الأولى لا أصدق أن شعب البطولات وصل لهكذا حال مقزز, هل حقا نسينا أبجديات الثورة ؟ هل حقا نسينا كيف نقذف حجراً ؟ كيف نقذف لهباً ؟ كيف نكتب بالدم قصة حبنا ؟
من السبب يا خونة وبالصوت العالي ولن أهاب أحدا .. فقد مللت الملل من هذه الحياة , من يا عباس ويا هنية , من الذي جعلنا نرضي بماء وطعام وشهوة ونوم , كالبهائم .. من ؟ من ؟
تضحكون علينا بمساعدة هنا وهناك ..
هل لهذه الدرجة يا سيد هنية فقهت مفردات الأدب واللغة يا أستاذ الضاد فصار كلامك دينا جديدا لأتباعك , من يتعدى عليه يُصبح عميلا ؟؟
وهل يا سيد عباس صارت سياستك وبراعتك في الحكم دينا جديدا كذلك ؟ والويل لمن يكفر به ؟
تتباكون على غزة وعلى ملف المصالحة وعلى وعلى ... ولا تجرءون حتى أن تُذكرونا بروعة البطولات .. بفارس عودة , بالدرة ورامي وريم الرياشي , بشقاوة العياش وأبو الريش , برجولة دلال المغربي ... لماذا ؟ ما هو الثمن ؟ ما هو الثمن يا سيد عباس وهنية . ما هو الثمن ؟ أي امرأة داعرة ضاجعتموها سويا فأنستكم كرامتكم ؟؟ من هي يا ترى ؟.
صرنا حين نسمع عن عملية هنا أو هناك نرى العجائب , فقد صارت العمليات الجهادية من أجل الشهرة , من أجل الشحتة فهي أسلوب جديد مُحدث لذلك , و كل حزب يخرج علينا ويدعى مسئوليته عنها من أجل أن ينال المكاسب الكلية ... أي فضيحة أخلاقية ووطنية أوصلتمونا إليها ؟
ألا تشعرون بحرقتنا .؟ في الماضي كنا نتذوق وجع الحياة بلذة , نموت وتزغرد أمهاتنا بل ويرقصن بالشوارع .. كان هناك فرحة في رحيلنا . كان هناك عز وبقاء.. اليوم صار الشهداء يتساقطون كما قيمة الطماطم حين ترخص وترخص ..
كانت هدايا القدس تهل علينا كالمطر .. كنا نتقابل بعد الرحيل وهي تهدينا رضاها .. كانت راضية عنا .. واليوم هي تغتصب وأكثر , صاروا يشربون الخمر في محرابها , يعاشرونها أمام أعيننا كأننا بهائم بلا كرامة ولا أخلاق ؟ ونخرج عليها بكلامنا الباكى .. سحقا لك يا قلمي , سحقا لك يا حرف الضاد ..
كيف نسينا طعمك يا ثورة ؟؟ فما عُدنا نشتهيك ؟؟ ولا نرجو حتى ماضيك ؟؟ الله أكبر .. الله أكبر .. ارحلوا عنا بربكم .. ارحلوا عنا بربكم .. قرفناكم .. دعوا الثورة تعود لنا ..
أطلق مخيلتك ساعة في فؤاد القدس..
وقل لي ماذا ترى فيها ؟
ماذا تقول فيكم وفيهم ؟
قل لي كيف يهون الطهر فيها ؟
تمسك قلما وتُخربش أدباً..
يا هذا ..
يا مجنون خمر الضاد..
أمك لو اغتصبت ,
أُختك لو ...
أتراها ترجوا شعرا أو دمعاً ؟
دع عنك بلاغتك
دعهُ يا كثير الكلام ..
وأُكسو العقل بالألغام
قُل للفاشي , لا تصبر
قسما آتيك ولد العياش ..
يا هذا ..
بالدم طبق الحب لو كان ..