جريمة القرصنة الصهيونية

تداعيات وعبر وتقييم الدورالتركي

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

لا شك أن موقف أي نظام يمثل شعبه ..لن يكون بعيدا عن الموقف التركي ..وكذلك الإيراني ..فهي شعوب مسلمة .. لاتستطيع حكوماتها ومسؤولوها - إن كانوا منطقيين مع أنفسهم – أن يكونوا نشازا ..ويشيدوا بالصهيونية والاحتلال ..ويخرجواعلى عواطف شعبهم ومعتقداته وإجماعه .. ..وقل مثل ذلك في كل دولة إسلامية ..بل لدى عقلاء الأمم الأخرى ومحبي الحق والعدل والإنسانية فيها ..! ..من هنا كان الدور التركي منسجما مع مشاعر ومعتقدات شعبه ..ففي نظام ديمقراطي ..يعتبر أي موقف مخالف ..مغامرة بالتأييد الشعبي ..وبالتالي مخاطرة في البقاء في مواقع الحكم .

الكيان الصهيوني مجرم بجدارة ...وهو مصدر معظم الشرور:

لقد قيل الكثير عن هذه الجريمة الصهيونية ..التي ليست هي بأول ولا آخر جريمة لهذا الكيان المجرم بطبعه ونشأته وأهدافه وسلوكه ..!حيث أنه بُني وأُسس ويستمر ..على دماء الآخرين ..وعلى حساب حقوقهم وكرامتهم ووجودهم ! ولذا فقد استحق أن يسمى [ مجرما ] بكل جدارة .. حيث أنه قام واستمر على الجرائم البشعة التي ينكر بعضها بعضا .. ولا يكاد التاريخ يعلم كيانا أو عصابة أو غيرها ارتكب من الجرائم الفظيعة ما ارتكب هذا الكيان .. وأمام سمع العالم وبصره ..وبكل وقاحة وتبجح .. متذرعا بما يقنع به الضالين المضللين ..بحجج باطلة ..كالدفاع عن النفس ..ومقاومة الإرهاب ..إلخ ..وهو – أي الكيان المعتدي نفسه – هو الإرهاب الباطل بعينه ..وهو مصدر معظم الشرور في المنطقة ..بل وفي معظم أنحاء العالم !

جريمة الصهاينة ضد أسطول الحرية قرصنة واضحة لا بد لها من عقاب رادع:

.. ولا شك أن جريمة الصهاينة الأخيرة ضد أسطول الحرية .. جريمة قرصنة كاملة الأركان – كما يقول القانونيون – فهي سطو واحتجاز رهائن وعدوان مسلح على الغير واعتداء على أرواحهم وأملاكهم ..وسفنهم – في عرض البحر ..في ( المياه الدولية ) .. وقد تمت عن سبق إصرار واضح وترصد لا ينكره القراصنة أنفسهم بل إنهم هددوا به وتوعدوا واستعدوا وتدربوا على ذلك [ السطو البحري المسلح : القرصنة ] قبل ارتكاب الجريمة بأسابيع ..وبأشكال معلنة ..وتهديدات سمعها العالم كله ..!

.. فمهما ادعى القراصنة اليهود أن المعتدى عليهم قاوموا ..ومهما برروا جريمتهم .. فإن ذلك لا ينقص من كونها جريمة قرصنة دولية بكل المقاييس وفي كل الأعراف والقوانين ..! فأين أدعياء الحرية وحقوق الإنسان من الغربييين وأشباههم ؟!

.. وحتى لو كان الاعتداء في مياه غزة الإقليمية ..فإن المحتلين اليهود قد رحلوا من غزة وتركوها وشأنها ..منذ سنين .. – وإن كانوا لم يكفوا عن عدوانهم وعن الغارات المتكررة والقتل اليومي - .. ولكن المياه ليست مياههم الإقليمية ..ولا حق لهم في اعتراض أحد فيها ..

فكيف وجريمتهم تمت في المياه الدولية في عرض البحر المتوسط ؟!

وهل كانوا ينتظرون – حتى من قِطٍّ أجرب – إذا أرادوا أن يهاجموه ..أن يستسلم لهم هكذا وبدون مقاومة ؟!

... لقد كان العجيب والمرفوض ألا يقاوم المعتدى عليهم ..تلك القرصنة الصهيونية ..وجنودها الجبناء ..!

جيش الصهاينة هو الأشد جبنا على الإطلاق !!

ماذا لو كان على سفن الحرية مقاتلون ؟!أو استعمل المتضامنون سلاح الصهاينة ضدهم ؟:

.. وتأمل معي كيف استطاع رجال عُزل من السلاح أن يحتجزوا عددا من [ الكوماندوز الصهيوني من جنود النخبة ] .. وكيف ارتفع صوت الجند الجبناء بالبكاء والعويل ..وحتى إن بعضهم بال على نفسه في ثيابه من الخوف !

.. فأية نخب هذه ..؟ وأي جند هؤلاء ؟!

.. لذلك لاحِظوا أن اليهود يحاولون تجنب المواجهة المباشرة – وخصوصا مع المسلحين – لأتهم يعرفون أنفسهم ..ويعرفون النتائج مقدما ..ولذلك يحاولون الاستعاضة عن ذلك بالحرب عن بعد وبالآلات والوسائل الالكترونية ..والطائرات – حيث يحاولون – دائما – ضمان التفوق الجوي والسيطرة الجوية ..

.. وهذه طبيعة الجبان الرعديد.. لا يجرؤ على المواجة والمجابهة وجها لوجه .. فإذا ضرب من بعيد أو من وراء جدار اسمنتي أو حديدي كدبابة أو طائرة أو غيرهما .. ..أو على ضعيف أو أعزل ..ضرب ضربة جبان حاقد ..لا يرحم ..ويستفرغ كل جهده وطاقته في ضربته !!

..وصدق الله العظيم ..: ( لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جُدُر ) ...

لقد قال ( يلدريم ) ربان سفينة مرمرة الإنسانية..أو قائد أسطول الحرية : " لقد احتجزنا عشرة منهم .. ولولا النساء لما استسلمنا "..

.. لقد علم اليهود بوجود زوجة القبطان وابنه الرضيع البالغ سنة واحدة فتعمدوا الوصول إليهما واحتجازهما .. - وكما يفعل القراصنة الأوغاد ..واللصوص وقطاع الطرق ..هددوا بقتلهما !! إذا لم يستسلم !!

لقد روى لنا شاهد عيان ممن كان على السفينة لحظة إنزال [ الكوماندوز ] ..أن المتضامنين على ظهر السفينة ..أمسكوا بأول النازلين من الهيلوكوبتر الأباشي الأمريكية الصهيونية ..واحتجزوه ..وربطوه وألقوا به إلى أسفل ..ثم فعلوا كذلك بالثاني .. فلما رأى الثالث ذلك حاول أن يتوقف عن النزول .. ويبقى معلقا بين السماء والأرض ..فقام الأبطال المتضامنون بسحبه بقوة ..وإلحاقه بسابقَيه تربيطا وركلا وإلقاءً إلى الأسفل !

.. بقي أن نقول .... لو كان على الأسطول نشطاء من الفدائين أو أشباههم أو لو أن أبطال الأسطول من المتضامنين – وخصوصا الأتراك – لو أرادوا المواجهة المسلحة .. لاستطاعوا إعدام العشرات من القراصنة الصهاينة المعتدين ..

.. على أقل تقدير ..كان يمكنهم قتل [ الكوماندوز المحتجزين ] – أوالمساومة عليهم لينسحب المعتدون ..وليتركوا أسطول الحرية يمضي في وجهته الإنسانية ويدخل غزة بأمان ..ويسلموا الرهائن الجدد إلى ( حماس ) لينضموا لسابقهم شاليط .. ولتكون صفقة تبادل ( محرزة !)..

أو لو أراد المتضامنون أن يستعملوا السلاح كذلك ضد المهاجمين – بدلا من أن يلقوه في البحر ..! لاستطاعوا أن يقتلوا العشرات قبل أن تتم جيوش الصهاينة[ البحرية والجوية والنخبة وحرس السجون وغيرهم من سائر أسلحة الجيش الصهيوني الجبان المشتركين في القرصنة ] قبل أن يتموا السيطرة على أسطول الحرية الإنساني الأعزل ..!- أو يقوم اليهود بقصفهم حتى يغرقوا الأسطول كله- أو معظمه – كما هو متوقع منهم !

.. لقد كان يمكن (لزعران أحد المقاهي ) .. أن يسيطرواعلى السفينة بغير سلاح .. – كما قال أحد الكتاب الأردنيين بحق .. فكيف ..والمهاجمون زبدة نخب الجيش الصهيوني الجبان ؟!! ..ونُصِرّ على [الجبان] إلى مالا نهاية ..!

.. إن عقاب القراصنة في القوانين الدولية معروف ..

أما في شريعتنا فعقابهم عقاب البغاة المعتدين بالسلاح قتلا وسلبا ..وينطبق عليهم العقاب الذي نصت عليه الآية الكريمة في سورة المائدة ..:" إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ..ويسعون في الأرض فسادا أن يُقَتَّلوا أو يُصَلَّبوا أو تُقَطَّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفـَوْا من الأرض .."

.. ولئن بالغ الصهاينة في إساءة الأدب .. وتجاوزوا كل حدود الأخلاق والإنسانية ..ولم يبالوا بأية قيم .. ظنا منهم أنهم سيفلتون من العقاب ..وهاهم يحاولون ..- بكل الوسائل – على الأقل .. لتخفيف آثار و[ عقابيل ] جريمتهم .. ولكن عقابهم الحق آت عاجلا أو آجلا في الدنيا قبل الآخرة ..

" وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب .." من فرعون إلى هتلر ..إلى... إلى .. إلخ

وكما قال – بحق – عبد الرحمن بارود رحمه الله :

ومحال أن يصبح الدم ماءً ويفر الجاني بغير عقابِ ..!

تقييم الدور والموقف التركي وحقيقته:

من ناحية أخرى .. ذهب المحللون مذاهب شتى في تقييم الدور التركي المفاجيء – نسبيا - من القضية الفلسطينية ..والذي تُرجِم منذ حين – على يد عهد حزب العدالة والتنمية الحالي المعتدل – قولا وفعلا .. من مواقف مشرفة في المحافل الدولية وغيرها ..إلى إدانات عنيفة للعدوان الصهيوني الهمجي ..إلى مواقف مختلفة ..لم يألفها اليهود من تركيا الكمالية العلمانية .. فقد اعتادوا على [ تصفيق الديمقراطيات الغربية والأمريكية لجرائمهم ] وتشجيعهم عليها .. بل ومدهم بالسلاح والمال ..والتغطيات الإعلامية والمعنوية والمعونات اللوجستية .. والدعم المطلق لتنفيذ جرائمهم ضد شعب أعزل طردوا قسما كبيرا منه من ديارهم ..واغتصبوها عنوة .ويعيشون عليها بالقوة والإرهاب والباطل والاغتصاب ..!

.. أما أن يُؤتـَوا من مأمنهم ..وتخرج لهم دولة حليفة ..دائرة في الفلك الأمريكي ..مشاركة في حلف الأطلسي كبلوها باتفاقات مع الصهاينة و غيرهم وبروتوكولات وعلاقات متشابكة ومصالح متشاركة ..إلخ ..أن تخرج لهم منددة – بقوة وجدية - بجرائمهم ... ثم يصل الحد إلى تقديم الضحايا والدماء ..مما يمهر الموقف التركي بالمصداقية العالية ..ويبعده عن مجرد المصلحية..فهذا ما لم يكن في حسبانهم .. ولا في توقعاتهم ..!..وربما اعتبروه تجاوزًا لخطوط حمر .. ولا يستبعد أنهم يدبرون [ كيدا ما ] في الظلام ..مع الأمريكان وغيرهم ..ومع لوبياتهم المتآمرة على كل خير وإنسانية !

فعلى الأتراك أن يحذروا ..فهم واضحون صادقون ..فيما الصهاينة غدارون أدمنوا وأتقنوا التآمر واللعب في الظلام والدس وإثارة الفتن والمشاكل ..وهي حول تركيا كثيرة .. سواء من جهة الأكراد أوالأرمن أو اليونان أو قبرص ..إلخ

.. صنف المحللون الدور التركي من أقصى السلبية إلى أقصى الإيجابية .. فكانوا بين مُفْرط ومُفَـَرَِّط -..:

فمنهم من جنح إلى التشكيك ..ونسب إلى تركيا الطمع في عودة السيطرة على العرب – كما كانت أيام العثمانيين ..أو أنها تلعب دورا مواجها ومناقضا للدور الإيراني ... لتكف تركيا السنية ..إيران الشيعية عن الاستفراد بالمنطقة والقضية والتأييد الشعبي ..من شعوب عربية يئست من نظمها وحكامها ..وسحبت تأييدها لهم لتلقيه لغيرهم ..ولو أيدوا قضاياها لفظيا فقط ..حيث أن النظم الخانعة استكانت للهيمنة الأمريكية –بالرغم من تقلص هيلمانها وغلوائها وشرتها - ..وللهيمنة الصهيونية المتصاعدة المشرئبة التي أفلحت على ما يبدو- في الإمساك بكثير من الأعناق والتلابيب -!!

.. بل من المحللين من أشار الى تنسيق تركي – أمريكي في هذه المواقف .. وأن تركيا تأتمر بأمر أمريكا ..إلخ

.. وفي المقابل ..هنالك من هلل وكبر ..ورأى أن تحرير فلسطين وزوال السرطان الصهيوني ..أصبح قاب قوسين أو أدنى ..واعتقد أن تركيا ستخوض معركة تحرير فلسطين .. – نيابة عن الدول العربية المتخاذلة المفككة المستخذية المستسلمة ..!..

وحتى عن الفلسطينيين المنقسمين المستهدفين بكل أنواع العدوان من مختلف القوى العالمية الشريرة تقودها عصبة الإرهاب البؤرة الصهيونية الحاقدة.. وتسلط عليهم كل ألوان الفساد والعمالة والتيئيس والإحباط ومحو الذات ..!..وكذلك نيابة عن الشعوب العربية الخانعة الضائعة المضيعة ..العاجزة المستلبة المميعة !

.. والحق بين هذا وذاك .. فلا شك أن تركيا لها مصالحها وتوازناتها ..وكذلك لكل حَدّه وطاقته

فلا ننتظر من تركيا أن تنوب عنا في تبني قضايانا ومواجهة أعدائنا ..

لا شك أنها ستكون من أهم المؤيدين – قدر الطاقة – لقضايانا وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس والأقصى ..ولكنا لا نحملها فوق ما تطيق ..ولا نعلق على مواقفها كل آمالنا ..ونكون كما قال بنو إسرائيل لموسى قديما ..وكما هو لسان حال كثير من الأعراب ..( إذهب أنت وربك فقاتلا ..إنا هاهنا قاعدون )!!

ولا شك أن الشعب التركي كسائر الشعوب المسلمة والعربية يحمل هم القدس والأقصى وفلسطين ويعتبرها مقدسات لا بد من صيانة حرمتها ..وبذل ما يمكن للذود عنها .. وتطهيرها من أرجاس الصهاينة المعتدين..

..ولا شك أن عواطف جميع المسلمين – ومنهم الأتراك – مع فلسطين وشعبها وقدسها وأقصاها – ومقاومتها – حتى التحرير ..ومع المقاومة الإسلامية – حصرا وتحديدا .. رضي من رضي ..وكره من كره ..!

..ولا شك أن موقف أي نظام يمثل شعبه ..لن يكون بعيدا عن الموقف التركي ..وكذلك الإيراني ..فهي شعوب مسلمة .. لاتستطيع حكوماتها ومسؤولوها - إن كانوا منطقيين مع أنفسهم – أن يكونوا نشازا ..ويشيدوا بالصهيونية والاحتلال ..ويخرجواعلى عواطف شعبهم ومعتقداته وإجماعه .... وقل مثل ذلك في كل دولة إسلامية ..بل لدى عقلاء الأمم الأخرى ومحبي الحق والعدل والإنسانية فيها ..!..من هنا كان الدور التركي منسجما مع مشاعر ومعتقدات شعبه ..ففي نظام ديمقراطي ..يعتبر أي موقف مخالف ..مغامرة بالتأييد الشعبي ..وبالتالي مخاطرة في البقاء في مواقع الحكم .

ولكننا كذلك لا يمكن أن ننكر الاعتقادات والمواقف الشخصية والتربية المنزلية لأمثال أردوغان حيث انهم نبت من شعبهم ..وليسوا – هجينين عنه- ولا دخلاء عليه أو مدسوسين فيه .. ولا معاكسين لعقائده وتاريخه وتوجهاته وقناعاته ..فمهما كانت مناصبهم ومواقعهم واستحقاقاتها .. فلا بد أن القناعات الشخصية لها دورها حسب المتاح .

من ناحية أخرى ..تركيا لها مصالحها وتوازناتها ..وحين [ تـَدَلَّل عليها الاتحاد الأوروبي وتثاقل] – وتركيا تأمل في الانضمام إليه -..وأخذ يراوغ ويتعلل بمختلف التعلات ..عدلت تركيا من قوانينها وأوضاعها كثيرا لترضيه وتتقرب منه ..ولكنه لا يزال يلقي عليها كثيرا من [ المعاجز ] ..وباطن الأمر ما صرح به بعضهم كفرنسا والفاتيكان..أن أوروبا مسيحية ..ومن الصعب ان تغامر بقبول ( ملايين المسلمين الأتراك ) في ناديها المسيحي ..هكذا يعتقدون ..وهذا هو حقيقة موقفهم .. مما دفع تركيا للبحث عن مآمنها في إخوان تاريخها الماضي .. فوجهت وجهها للعالم العربي ..

ورب ضارة نافعة فقد استفاد الشعب التركي من ( اشتراطات ومواصفات الاتحاد الأوروبي المطلوبة ) ... وتنفس الصعداء من هيمنة [ المؤسسة العسكرية الكمالية الأقلية ]..!

من العدل ومن الطبيعي أن نشعر بالامتنان الكبير والعميق لكل من يؤيد قضايانا أيا كان ..ولو لفظيا .. فكيف إذا قدم دماء عزيزة غالية ..وشهداء أطهاراً أبراراً .. نسأل الله لهم جنات النعيم ..وأن يعوض أهاليهم وبلادهم كل خير ونعيم في الدنيا والآخرة .

.. ومن الظلم ايضا أن نطلب من غيرنا أن يبذل فوق طاقته .. فيما يقصر كثير من أصحاب القضية في قضيتهم ..

.. أوأن نطلب من تركيا أن تخرج - فجأة - من جلدها كله الذي ربوه عليها عشرات السنين وتتحلل من كل التزاماتها..وتقلب البوصلة( 180درجة)في لحظة واحدة بين عشية وضحاها..!

يجب أن نعلم أن تركيا [ عالقة ] بعمق مع العدو الصهيوني في كثير من الأمور والقضايا والعلاقات .. ومن الصعب التخلص من كل ذلك بسهولة ..أو في وقت قصير ..وهذا ما يجعل الصهاينة يدارونها [ كاعتذارهم في موضوع إهانة السفير التركي ] .. ويحاولون امتصاص غضبها .. حتى لا يثيرواعليهم خصما قويا كان بالأمس من أقرب الأصدقاء !!

فلا يمكن أن نطلب من تركيا أن تكون كفصيل من فصائل المقاومة الفلسطينية أوأكثر ..!

ومن الظلم ..وغير المنطقي – كذلك - أن نعتبر كل تلك المواقف المشرفة ..مجرد مصالح مادية لا يبحث أصحابها إلا عن مجرد النفع الخاص والمصالح ..والحسابات المادية ..

فماذا إذن عن المتضامنين الأجانب ..الذين ليسوا من بلادنا ولا من جنسنا ولا من ديننا ..وقد قدموا كثيرا من الضحايا والتضحيات ؟

.. من الظلم كذلك أن ننتظر من تركيا وغيرها التحرير الكامل لفلسطين ..وحل مشاكلنا وقضايانا ..ونحن قاعدون ..!

إذن لنكن منطقيين عادلين معتدلين في التقييم والقياس ..والآمال والتطلعات .