لمصلحة من يروجون للاستبداد؟؟؟

لمصلحة من يروجون للاستبداد؟؟؟

طريف السيد عيسى

[email protected]

كعادتي كنت أتصفح موقع إيلاف وإذا بي أمام مقال تحت عنوان :

تلك الأرض الطيبة تدعى سورية .

للكاتب السيد : سعد الله خليل .

شدني الموضوع كوني مواطن سوري , وشئ طبيعي أن أهتم بكل مايخص سورية .

ولكن وجدت نفسي أمام ترويج منقطع النظير : للظلم والقهر والإستبداد , وممن : من شخص يدعي أنه علماني , ولقد صدع رؤوسنا العلمانيين وهم يرفعون شعارات حقوق الإنسان وحرية التعبير والديمقراطية وغيرها من الشعارات التي يرفعونها صباح مساء وكأنهم هم أصحابها بامتياز.

قد يستطيع أي شخص أن يخفي حقيقته لفترة من الزمن , ولكن سرعان ماينقشع الزيف وتبان الحقيقة حين تذوب وتختفي كل مساحيق التجميل التي أخفت حقيقة البعض .

نعود الى مقال السيد : سعد الله خليل , وما ورد فيه من تضليل وتدليس وخداع .

وحقيقة المقال كله يحتاج الى وقفة من قبل العلمانيين أولا ليرو أحد كتابهم كيف يروج للإستبداد وبطريقة أقل مايقال أن فيها إستهانة بعقل المواطن السوري وثانيا بعقول الآخرين الذين خبروا نظام الإستبداد في سورية منذ عقود , أي منذ أن استولت عصابات الإستبداد على مقاليد الحكم عبر البسطار العسكري والذي لم يره الكاتب السيد سعد الله خليل , فهو معذور فربما أرته عيونه أهل الإنقلاب وهم يلبسون بدلات السهرة والكعب العالي وقد جاؤوا إلى الحكم على أنغام رومانسية .

وكما قلت فالمقال كله تمجيد ومدح وتطبيل وتزمير وترويج لعصابات الإستبداد في سورية .

وسأكتفي بالتعليق على بعض ما جاء في المقال :

( وأن يقر كذلك بأن سوريا ملاذ الهاربين من أو طانهم خوفا من الموت , أو من جحيم التمييز والإضطهاد القومي والديني والسياسي . ووطن من لاوطن لهم يلجأون إليه .)

(ولابد أيضا لكل علماني يدافع عن حقوق المرأة ...... ) .

( كما لايوجد أي تمييز في الوظائف الحكومية أو العسكرية أو في التعليم والبعثات التعليمية بسبب المذهب أو الدين ... ) .

نعم سورية ملاذ الهاربين !!!

ولكن لم تحدثنا حضرتك عن مئات الألوف من المواطنين السوريين الهاربين من بطش وظلم عصابات الإستبداد , وماذا تقول عن هؤلاء , وحسب فكرك العلماني , أليسوا بشرا ؟ أليسوا بني آدمين ؟ أم : وعين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا .

وغريب على أمثالك يتحدث عن التمييز والإضطهاد القومي ولا يلتفت الى مايعانيه الأكراد في سورية من تمييز وتهميش وإقصاء وإلغاء .

معذور فمن يهتم بمدح الطغاة فلا شأن له بعذابات البشر .

هل سمعت شئ عن حجب الجنسية السورية عن مئات الألوف من الأكراد السوريين ؟

هل سمعت أن الكرد في سورية وممن حجبت عنه الجنسية فهو مطالب بتأدية كل مايوجبه القانون لكنه محروم من كل استحقاقات المواطنة , المواطنة التي صدعتم رؤوسنا بالحديث عنها ؟.

هل سمعت عن حرمان الأكراد السوريين من خيرات مناطقهم ؟

هل سمعت عن حرمان الأكراد السوريين من التحدث بلغتهم ؟ وحرمانهم من لباسهم الشعبي ؟

وحرمانهم من معظم حقوق المواطنة بل حرمانهم من أبسط الحقوق  التي تدافع عنها حضرتك في هذا المقال .

هل سمعت عن معاناة السوريين والمهجرين قسريا , حيث ولفترة طويلة كانت عصابات الإستبداد تمنع عنهم جوازات السفر , بل تمنعها حتى عن أولادهم الذين ولدوا في المهجر .

هل سمعت عن مواطن سوري وبموجب الدستور تقدم بطلب الترشيح لرئاسة الجمهورية ( الجملوكية الأسدية )  فتم طرده من السفارة السورية في صنعاء ؟.

يصور لنا الكاتب بأن سورية واحة للحرية وواحة للديمقراطية وهي التجربة التي يجب أن تحتذى

لكنه لم يحدثنا عن الإعتقالات الأخيرة والتي طالت علمانيين وليبراليين وغيرهم ( جماعة إعلان دمشق ) إلا إذا كان هؤلاء بنظر الكاتب قادة لمجموعات إرهابية تخطط لبعض العلميات الإرهابية , وربما أن الكاتب مطلع على تقارير إستخبارية مفادها:

 أن الدكتورة فداء أكرم الحوراني رئيسة المجلس الوطني لإعلان دمشق هي رئيسة التنظيم الإرهابي الذي يخطط لتنفيذ بعض العمليات الإرهابية .

وأن أمينا سر المجلس : الأستاذ أكرم البني , والدكتور أحمد طعمة , هما من يحتفظ بأرشيف ومخططات التنظيم الإرهابي .

وأن أعضاء الأمانة العامة : الأستاذ علي العبد الله , والأستاذ جبر الشوفي , والدكتور ياسر العيتي , والدكتور وليد البني , والأستاذ فايزسارة , والأستاذ محمد حجي درويش , فهم رؤساء لخلايا التنظيم الإرهابي .

عدا عن بعض العناصر التي ضبطت وهي ملتحفة بالأحزمة الناسفة .

وأما السيد ميشيل كيلو فهذا لوحده قصة ربما غابت عن ذهن الكاتب , فميشيل كيلو هو صلة الوصل مع تورا بورا .

أما البرفيسور عارف دليلة فحدث عنه ولا حرج , فتاريخه أسود وملفه لاتقدر الجمال على حمله

ولثقل ملفات هؤلاء فلم يقدر الكاتب على حمل ولو بضع غرامات من عذابات هؤلاؤ خلف قضبان سجون العصابات الأسدية .

طبعا وحرصا من الكاتب على سمعة دكان الإستبداد فلن يهتم بأمثال هؤلاء , فهمه منصب على الترويج والدعاية والإعلان وتبييض الوجه القبيح للعصابات الأسدية .

لم يحدثنا الكاتب عن عشرت الألوف من المفقودين في زنازين الإستبداد .

ولم يحدثنا عن المجازر الجماعية التي ارتكبها مجرموا العصر الحديث , فلم تخلو مدينة سورية من مجزرة .

إلا إذا كان هؤلاء البشر بنظر الكاتب لايساوون شيئا .

وثالثة الأثافي أن يحدثنا الكاتب عن المساواة في وظائف الدولة المدنية والعسكرية .

معذور الكاتب فربما لايعرف أن عريف من عصابة النظام له من النفوذ أكثر من ضابط لايحتمل وزن الرتب التي على كتفه .

وهو لايعرف أن ضابط من العصابة الأسدية يستغل منصبه ويستغل العساكر لخدماته الخاصة , حتى يصل الأمر إلى غسيل وتنظيف بيت هذا الضابط .

وهو لايعرف مما تتكون الوحدات الخاصة وسرايا الدفاع والحرس الجمهوري ورؤساء أجهزة المخابرات ولمن يتبع هؤلاء وماهي تركيبتهم .

وهو لايعرف كيف تتم عملية إختيار البعثات التعليمية وماهو معيار الأختيار .

عجيب أمرك أيها الكاتب العلماني !!!

إن أقل ما أصف به مقالك بأنه :

زور وبهتان , ويدعوا إلى الغثيان , وهو مثل تنكيش الأسنان , لكن قمحك إنقلب الى زؤان .

إن الفرق بينك وبين دعاة الحرية أمتارا ضوئية .

سأل ثقيل بشار بن برد قائلا : ما أعمى الله رجلا إلا عوضه فبماذا عوضك ؟ فقال بشار : بأن لا أرى أمثالك !!!

وشعب سورية ياسيد سعد الله لايريد أن يرى أمثالك وأنت تمتدح الطغاة والمستبدين .

فأنت وأمثالك رويبضات ترتدون ثياب الثقافة والعلم والمعرفة , لكنها ثقافة الخيبة والوهم .

إن الذي لايعرف معنى الحرية صعب عليه أن يتحدث عنها .

ما ضر الورود وماعليها ........ إذا المزكوم لم يطعم شذاها .

ماضر الشمس في الأفق ساطعة ........  ألا يرى نورها من ليس ذا بصر .

ومايضر البحر أمسى زاخرا ........ أن رمى فيه غلام بحجر .

وإلى لقاء مع بوق جديد من أبواق الإستبداد .