هل يستطيعون فصل النظام الأسدي عن النظام الإيراني !!؟
هل يستطيعون فصل النظام الأسدي عن النظام الإيراني !!؟
د.خالد الأحمد *
يبدو أن السياسة الأميركية تجتهد اليوم في فصل النظام الأسدي في دمشـق عن النظام الصفوي في طهران ، فهل يمكن أن يتحقق ذلك !!؟
وفي الجواب على ذلك نجد بعض المعالم منها :
شـروط النظام الأسدي للتخلي عن طهران :
1. تجميد تحقيق الأمم المتحدة في تورط سوريا المزعوم في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وبدلاً من ذلك ستستعمل سوريا سلطتها القضائية بالتعاون مع القضاء اللبناني الحليف للنظلام الأسدي ؛ لإلصاق التهمة بأبرياء ، وتقديمهم للعدالة وفق مطالب الأمم المتحدة.
2. 2. يجدر بالدول العربية معاودة تقديم المساعدة الاقتصادية إلى سوريا، وهذا سيقلل من اعتمادها على الدعم الإيراني النقدي والمعنوي. والنظام الأسـدي تعـَّود على ( مليارات ) الخليج يوزعها على أزلامـه الذين يســندون الحكم ويدعمونه ...
3. 3. يجدر بالدول العربية والقوى الغربية دعم إنشاء حكومة وطنية في لبنان مع مشاركة كاملة لحلفاء سوريا اللبنانيين. مع عودة النفوذ الأسـدي إلى لبنان ، وفي الواقع لايقبل النظام الأسدي نظاماً ديوقراطياً جواره ، حيث يـراه السوريون صباح مساء ، وحتى العامـة الذين يعملون في لبنان لكسب العيش ، سيرون الفارق الكبير بين النظام الديموقراطي والنظام الأسدي ...
4. والمتمعن في هذا الشروط التي ذكرت في موقع إيلاف بتاريخ(6/12/2006) يلاحظ أن محاولة النظام الأسدي التهرب من العقاب الذي ينتظره بسبب اغتيال الرئيس رفيق الحريري ، هو أحد الأسباب التي دفعته للالتصاق بالنظام الايراني ، هذا في الظاهر ، ودوماً عند النظام الأسدي يوجد ظاهر وباطن ...وسنؤجل الباطن إلى حين ...
وكذلك فقد اعتاد النظام الأسدي على ( النهب ) نهب خيرات سوريا حتى شطبها ، ثم بدأ ينهب لبنان ، واغتيال الحريري من أول أسبابه قضية بنك المدينة الذي التهمه ضباط المخابرات السورية ، الغزالي ، وماهر ، وآصف ، ومخلوف ، وغيرهم ... وقد لاحظ اللصوص السوريون أن رفيق الحريري سوف يهتم بقضية بنك المدينة ويكشف أسماء الذين سـرقوه ....
لقد عود حافظ الأسد أبناءه وإخوانه وأزلامه على النهب بالدولارات ، بالعملة الصعبة ، وأحـد مصادر النهب أيام حافظ الأسـد كانت بنوك الخليج العربي ، بحجـة أن جيشـه في لبنان يفرض الأمن والسلامة بين جميع الفرقاء ، وبحجـة أنه دولة صمود وتصدي مع العدو الصهيوني ، وفي الباطن بحجة أنـه يسـكت النظام الإيراني عن مهاجمة دول الخليج العربي ...
كان حافظ الأسد وأولاده وإخوانه وأزلامه ينهبـون أموال الخليج العربي بمئات الملايين ، يودوعوها في حساباتهم الأوربية ، وينظرون لها على أنها ( أتاوة ) يأخذونها من أمراء النفط ...
وبعد موت حافظ الأسد وقف هذا النهب من الخليج العربي ، واليوم يشترط النظام الأسدي انسلاخه عن النظام الايراني بعودة هذا النهب ...لأنهم سوف ينقطع عنهم سيل النهب الايراني ، حيث يحصل ضباط المخابرات السورية على نسبة (10 % ) على الأقل من كل الملايين التي ترسلها طهران لحزب الله ، وضباط المخابرات السورية هم أفضل عملاء عالميين في توصيل الأموال وغسلها ...
أما عودة أزلام النظام السوري إلى لبنان فلها فوائد جمـة على النظام الأسدي منها :
1- حفظ استمرار النظام الأسدي ، لأن لبنان الديموقراطي ، يعلم ويدرب المعارضة السورية على محاربة الطغيان ، ويساعدها بحكم القرابة والجوار ...
2- لايمكن خنق الشعب السوري بدون السيطرة على لبنان ، وقد أدرك حافظ الأسد ذلك لذا سارع إلى دخول جيشه في لبنان منذ (1976) تحت راية أميركية صهيونية ، وتمكن من خنق الشعب السوري قبل أن يذبحـه في عقد الثمانينات .
هذه الشـروط الظاهرية ، فهل من شروط باطنية !!؟
يبدو لي أن التحالف السوري الايراني تحالف صفوي ، أكبر من التحالفات السياسية ، وقد لاحظنا العجب العجاب :
1- كان شــاه إيران صديقاً لحافظ الأسـد ...
2- كان الأسـد حليفاً وصديقاً مقرباً جداً من نظام الخميني ، على الرغم من جميع الاختلافات الظاهرية ، فالنظام العلماني الاشتراكي في دمشق وقف مع النظام الاسلامي في طهران ...ولهذا معان كبيرة جداً ...وهي أن كلاً منهما نظام صفوي في الباطن ، ويظهر بثياب إسلامية في طهران ، وأثواب علمانية في دمشق ، وفي حقيقة أمـره نظام صفـوي ...
3- وقف حافظ الأسد مع الخميني عسكرياً ضد العراق البعثي العربي ، وكانت الطائرات الإيرانية تقصف بغداد ثم تهبط في القواعد الجوية السورية في بادية الشام ، لتتزود بالوقود والذخيرة ثم تعود لتقصف بغداد في طريقها إلى إيـران وهكذا دواليك ، ومن لايصدق يبحث في التاريخ ليجد هذا مؤكداً ...كما وقف الأسد بجيشه مع القوات الأمريكية ضد الجيش العراقي البعثي ....
وحسب ظني أن العلاقة بين النظامين الأسدي والإيراني علاقة عقيدة ، لايمكن الفصل بينهما ـ إلا في الظاهر ـ على أعين البسطاء أمثالنا من العرب .... وكل آت قريب ..
![]()
* كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية