نحن والآخر

نحن والآخر

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

 تحضُرني بمناسبة هذه المقالة ، كلمات الشاعر الإسلامي الكبير الأستاذ عبد الله عيسى السلامة ، وهو يُخاطب البلبل ذا الصوت الشذي فيقول له مع اختلاف طبيعة عمل كلٍ منهما :   

أيها البلبل إنا  أخوان       بيد أنّ  يا أخي  مختلفان

          أنت تحيا لتُغني وأنا       أجرع الصبر وأجتر الهوان       

وكذالك الحال ينطبق علينا نحن البشر في تعاملنا مع بعضنا ، فهذا السيد علي صدر الدين البيانوني المُراقب العام للإخوان المسلمين الذي يمثل الإسلام المُعتدل ، والذي أرسل برسالة أخوية وتهنئة إلى القوى المشاركة في تجمع إعلان دمشق ونجاح مؤتمرهم ، والذي بحسب ماوصلني بارك لهم خطواتهم الوحدوية الشجاعة ضد الاستبداد ورفع الظلم عن شعبنا السوري ، وتمنى عليهم بأن يكون معهم وكل أطياف المعارضة التي في الخارج على ارض الوطن، فجاءوه الرد سريعاً من المُناضل رياض الترك اليساري العتيد " كما جاء في المرصد السوري"، ليردّ له التحية بأجمل منها فقال : "لقد قرأت تحية المراقب العام لجماعة الإخوان لنا عبر الإنترنت، ونحن نشكره على ذلك، لأنه في الحقيقة هو يهنئ نفسه لأنه عضو أساسي ضمن تجمع إعلان دمشق، ولكنه مبعد قسريا بسبب الظروف غير الطبيعية التي تحرم الإخوان من التواجد السياسي وفق القانون 49، أتمنى أن نلتقي قريبا على أرض الوطن في ظل سورية الديمقراطية"

فهذا هو الترك وهذا هو البيانوني ، فكران متناقضان مُلتقيان على الأهداف السامية الإنسانية ، وكلٌ منهما له أهدافه في الحياة وله طريقه ووجهته وغايته، ولكنهما متفاهمان على أحقية العيش المشترك ونشر الحريّة وإشاعة الديمقراطية ومُحاربة الفساد والاستبداد الذي صنعته هذه الأسرة الحكمة منذ استيلاء الدكتاتور حافظ الأسد على السلطة إلى يومنا هذا في ظلّ ابنه الدكتاتور بشار

كلا الأستاذين مُعتقلين سابقين ، وكلاهما له تاريخ نضالي طويل ، وكذلك حزبيهما ، ومثليهما معظم أطياف المُعارضه المُتعارضة المُتفقة ، ولا أعتقد إلا القليل الذي لم يصلهم ظُلم هذه الأسرة ، لا لأنهم كانوا محظوظين فعُميت العين عنهم ، ولكن لأن الله أنجاهم من بطش هؤلاء ، وبالتالي فالجميع مُتفقين أن لاخلاف جوهري بينهم ، والجميع مُتفق أنّ الاستبداد مشكلة سورية المُستعصية ، والجميع يُدافع عن الجميع ، وأيّ أذىً يُصيب أحدهما فقد نال الآخر ، وهذه الأجواء الأخوية التي كنّا ندعوا لها وهي التي تسود الآن شاء من شاء ، وأبى من أبى من بعض المُغرضين الذين يُشككون في المُعارضة وقُدرتها على التلاقي

 وبالأمس كنت على محطة أل ANN الإخبارية في لقاء على الهواء ، الذي سبقني في الحديث إليه نكرةٌ ادعى أنه أمين عام الحزب الديمقراطي السوري ، والذي حاول التطاول على السادة البيانوني وخدام ، وقال هكذا تقول السلطة عنهم وأنا أقول ذلك ، فرفض مُقدّم البرنامج منه ذلك وكذلك المحطّة عند تأسفها على ماورد على لسان هذا الأحمق ، وأعلنوا بأنه لا يجوز على الإطلاق استغلال الهواء للإساءة لأحد ، وأعلنوا عن تقديريهم الكبير للسيدين الفاضلين ، ثُمّ أعطوني الدور لأرد وبكل أريحيةً عليه ، ووجهت لهذا النكرة شوكت الانتقاد اللاذع ، واتهمته بأنه عبارة عن بغبغاء وبوق من أبواق النظام ، يردد مايمليه عليه النظام ، وحاشا أن يكون من المُعارضه الشريفة التي كتب هذا النظام على كل فرد فيها أن يحمل نعشه على كتفه ، وبالتالي فهي مغرمٌ وليست مغنم ، وهي عبئ على الفرد وليست مكسب ، وهي مشروع شهادة وليست اعتلاء مناصب ، ويكفينا فخرا في المُعارضة هذا الوسام