لا تهديداتكم ولا ميليشياتكم توقف زحف التيار الوطني
لا تهديداتكم ولا ميليشياتكم
توقف زحف التيار الوطني
سامي الحمداني
[email protected]
شهدت الأيام التي سبقت إعلان النتائج تهديدات المالكي بأنه سيقيم الدنيا ولا يقعدها
في حال عدم فوزه وكأن كرسي الحكم سجل سندا طابو في دائرة العقارات باسمه، باسلوب
يذكرنا بمن تشبث بكرسي الحكم وفضل زوال العراق على زوال كرسيه، فحل ما حل بنا من
ويلات.واليوم يعاد السيناريو ذاته ولكن بطريقة تلبس لباس الديمقراطية على يد أبو
إسراء (دولة رئيس الوزراء الذي لا يوجد مرشح بديل غيره).
لقد
تفاجأت الأحزاب الحاكمة بوعي الشعب الذي هو بنظرهم مفاجيء وهو في الحقيقة لم يكن
مفاجئا بل (مكبوتا أو مغيبا تحت سطوة القوات الأمنية المخترقة)، وزحفه الى صناديق
الاقتراع تحت وابل النيران والقصف العشوائي الذي زاده إصرارا على مواصلة السير
(مشيا على الاقدام) الى ىصناديق الاقتراع لتحقيق التغيير، وقد تم. فلا نعتقد بعد
هذا الزحف أن تنجح محاولات الحزب الحاكم بالعودة بالشعب الثائر الى المربع الأول ،
والى عهد الطائفية المقيت الذي نفضه الشعب عن كاهله.
ربما نستطيع مقار نة ما يحدث اليوم في العراق بما يحدث في ايران حيث قال الشعب
الايراني قولته، فأقض مضاجع نجاد الذي بات يجمل نظام حكمه بزخارف من ورق سرعان ما
ستزول مع هبوب عاصفة شعبية جديدة، فالتنظيمات الشعبية بدأت تنظم نفسها خلف
الكواليس.
إننا نجد إصراراً على الإمعان في الإجرام ضد الشعب فقد بدأت المسيرة الدامية مع
أحداث سامراء، بخطط مفضوحة ابتداء لجميع العراقيين، ولا سيما موضوع العصابات التي
ترتدي زي القوات الأمنية وتستقل مركبات حكومية، ويقال عنها أنها ميليشيات في كذبة
لم تنطلِ على أحد، وقد جعل هذا الموقف الحكومة في موضع المتهم الذي يجب أن يحاكم
على كل ما حصل من قتل ومن إثارة للفتنة، ولا سيما أن الأدلة المختلفة القطعية موثقة
لدى الكثير من الجهات وإنها تنتظر انهيار هذه الحكومة لإبراز الأدلة وإنزال العقاب
برموز السلطة، ويأبى المالكي أن يودع كرسي الحكم بلا جريمة تذكر الجميع بالسيناريو
الذي عاشه العراقيون في السنوات الأربع الماضية، فحصلت جرائم بشعة يندى لها الجبين
وتمثل وصمات عار في جبين الحكومة مثل جرائم ابو غريب و البو صيفي والتفجيرات التي
حصدت أرواح المئات في بغداد وكربلاء وديالى وغيرها، واليت تزامنت مع تهديدات
المالكي بإثارة العنف في حال عدم فوز قائمته وعدم تجديد الولاية له رئيسا للوزراء.
وكأن قول الشاعر قيل فيه: (يكاد المريب أن يقول خذوني)، فكأنه يذكر العراقيين الذين
لبس عليهم الأمر وتركوه الى الله سبحانه وتعالى ، يذكرهم أن من يقف وراء كل ذلك هو
المالكي وحكومته لا غير.
إن
ساعة الحساب أصبحت قريبة ولا يثنينا بقاؤكم في السلطة من عدمه، ذلك إننا أصبحنا
نمتلك الأدلة والوعي بأنكم مجرمون حقا، لكن هناك أمر نأسف شديد الأسف عليه وهو أن
جراءمكم نسبت إليكم وإلى الطائفة الشيعية التي تنتمون اليها والتي هي بريئة كل
البراءة من أفعالكم.