إلى متى ستنتظر الأنظمة العربية دورها عند الحلاق
إلى متى ستنتظر الأنظمة العربية
دورها عند الحلاق؟
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
منذ وقت طويل , لقد طال الإنتظار , وطال الوقت كثيرا والشعب ينتظر , ليرى الحقيقة ,
صالون كبير , طبعا صالون حلاقة
يحتاج عربة لنقل العاجزين لنهاية الصالون
الشباب جلسوا في الكراسي القريبة
وكلما زاد العمر كلما طالت المسافة للوصول للكرسي
يدخل الصالون أشجعهم في القول والجرأة
وبعد جلوسه على الكرسي ينظر في المرآة ويطلب من الحلاق التزيين المناسب له .
المسكين الحلاق خاف وارتجف , لأنه ينتمي لجمهور الشعب من الشعب الذي خرج منه ذلك الحاكم
هنا يبدو الحاكم قد تغير الرأي عنده فجأة
نظر لشعره الجميل في المرآة , وأعجب بشخصه الرائع والذي يقول لقمر نيسان انزوي حتى أكون مكانك
وبعد أن داخله الطمع والعجب في نفسه , عدل جلسته مرة اخرى ونزع الصدرية عن صدره وصاح بالحلاق قف
واذهب بعيدا حتى لاترى رأسك مرمي أمام جسدك
لن أقبل أن يحلق رأسي أحد سوف أحلقه بنفسي ولنفسي ولملكي وهل تستحق مني أجرة الحلاقة؟
مع أن المسكين كان يزين للكابتن ببلاش
نهض وأراد الخروج ولكن وجد , حاكما آخر قادما
وقام إليه وسلم عليه مع تقبيل الشوارب واللحى
فسأله هل تريد أن تحلق
قال القادم وددت ذلك ولذلك قدمت , وحلاقي من الشعب وللشعب وهو مع القائد والشعب
وما أن جلس على الكرسي وداخله العجب بنفسه
ليقول للحلاق ,لا وألف لا..... لن أدعك تحلق لي وسأحلق لنفسي
وتواتر بالحضور زعيم وراء زعيم
وكل واحد معه من الشعب وللشعب وفي سبيل قضية الغرب
لتكون النتيجة مجتمعة
نحن مع الغرب وليس مع الوسط ولا الشرق
ولن ندع أحد يحلق لنا
إلا .............!!!!!!!!!!!!!!!!
وبعد أ ن اكتمل النصاب
واكتمل الجلوس والحضور
ونظر البعض للبعض
ماذا يكون من أمر
فكروا وفكروا طويلا
وبات طوال الليل يفرك لحيته وفسر الماء بعد الجهد بالماء
والشامي دق المي ابتطلع مي
والعرموطي أفندي مريض لاحرج في أن لا يقص الشعر
وذاك المقعد ياحبيبي كيف وصل للمكان وهو الفقير ببلوغه قمة الإنهيار الإقتصادي
والبرشا كثيرا ينظر لساعته
ووقوع البلاء أسهل من الإنتظار
والعقال والغترة أخفت الشيب قليلا
ولكن بالحلاقة لابد من الكشف , وبيان المخفي ولا يوجد ستر
وعلى الصراخ واختلطت الأصوات والقريب يتحدث للقريب حتى يسمع البعيد والعكس بالعكس معكوس عليه صحيح, لم يستطع لاالحلاقين ولا الشعب ولا الجماهير ولا الحكام فهم شيء
الجماهير لايهمها
فهي إن سمعت لن تعي شيئا مما يقال
وخير لها أن لاتسمع
وحالهم يقول :
الحاله تعبانه يليلى خطبه مفيش
انت الغنية ياليلى ونحنا الدراويش
إنت بوادي ونحنا بوادي
وكل لحظه بعدنا ازياده
وبعد فترة هدوء, وصمت لمدة محدودة
وجاء وقت الحساب للنفس عند الزعماء المجتمعين
وكل واحد منتظر كلمة والا همسة
ولا تسمح منهم إلا النفخ
والكل اتوجهوا بسؤال واحد لحلاقه وقال
هل تعرفني ياولد؟
قال له الحلاق للأسف
لا
ومن تكون حضرتك؟
قال له أنا الملك , أو الزعيم , أو الأمير , أو الرئيس
قال الحلاقين يعني أنتم الزعماء
قالوا بصوت واحد
نحنوا ..................
قال الحلاقين وما الدليل؟
قال أحدهم بالنيابة عن الجميع أنا من وادي النيل
سأله وما قدمت للبلد
فكر وفكر ثم فكر ثم ثم ثم
قال لاشيء
قال صدقت أنت هو الذي تحدث لنا التاريخ عنه
عن حاكم لم يقدم لشعبه إلا السجون والمعتقلات , والهزيمة والخزلان , وكانت النتيجة أن حلقوا له رأسه بدلا من أن يحلقوا له شعره
فقال له ومعه الجميع نحن لسنا من التاريخ نحن هنا الحكام وأنتم العبيد
فرد عليه ابن الشعب من قلب الشعب في كيانه وعقله وجسده القوة والنخوة والحرية مولود من بطن حر
لقد تجاوزنا ذلك الزمن البغيض
لقد تجاوزنا وعبرنا الشاطيء منذ زمن بعيد
إنكم تحلمون
وحتما أنكم مزيفون
نحن خلعنا عنا ثوب العبودية منذ زمن بعيد
التاريخ مضى
وأيام الذل ولت
وبما أنكم تحلمون لتكونون مثلهم
فلن يحلق لكم غيرنا
وهتفوا هتافا قويا
وضج المكان
وتجمهر الناس على الباب مستفسرين عن أسباب الهتاف
وقال لهم الحلاقين
هؤلاء يدعون
أنهم حكام عصر الذل والخزلان
والكل يعلم أن زمنهم ولى منذ زمن بعيد
وقال أحدهم إنهم أحفاد تلك الحقبة
ونادى آخر حرامي
واجتمعوا عليهم
وبكل قوة وشراسة ومعها الإصرار العظيم
لن يعيش بيننا رأس فيه من أثر الماضي اللعين
لتطاير الرؤوس في الهواء
وتركل الأجساد بالأرجل
ونداء يقول ليصمت الجمع
وليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون