الديمقراطية الكويتية

«قضية للنقاش» بعيون عربية

عادل محمود

[email protected]

بهدف تعزيز التواصل والحوار، وإيماناً من «أوان» بدور الصحافة التفاعلية بتكامل أطرافها، أطلقت الصحيفة عبر موقعها على شبكة الإنترنت «www.awan.com» باباً جديداً تحت عنوان «قضية للنقاش»، يعرض من خلاله قضية متجددة أسبوعياً على شكل تساؤل يتولى القراء الإجابة عنه، من خلال إرسال آرائهم وتعليقاتهم عن القضية المطروحة، والتي سيتم نشرها على الموقع.وحظيت الحلقة الأولى من باب «قضية للنقاش» بمشاركة 210 قراء من جنسيات مختلفة حول العالم، ينتمون إلى شرائح سياسية وثقافية واجتماعية متنوعة، حول السؤال التالي «كعربي كيف تقيّم التجربة الديمقراطية الكويتية اليوم»؟ومما قاله رئيس اليمن الديمقراطية الشعبية السابق علي ناصر محمد في مشاركته، إن «التجربة الديمقراطية الكويتية هي إحدى التجارب الأولى في العالم العربي عموماً، وفي منطقة الجزيرة العربية بوجه خاص، إلا أنها امتازت عن غيرها من التجارب بطابعها المؤسسي، ورسّخت دور المجلس النيابي ترسيخاً حقيقياً.ولفت الرئيس ناصر محمد إلى أن نجاح التجربة الديمقراطية الكويتية، لم يأتِ من فراغ، بل إن كثيراً من المعطيات تدعم هذه الحالة المتقدمة، إذ اهتمت الكويت بالتعليم والثقافة والفكر، فضلاً عن هامش الحريات الصحافية العالي الذي يعبر عن تنوع ثقافي وفكري واضح ومنذ وقت مبكر.وأكّد أن مجلس الأمة بوصفه المؤسسة الأبرز في الكويت يمتاز بتنوعه الذي يعكس تمثيلاً نسبياً لكافة ألوان الطيف السياسي والفكري، كما تحظى المعارضة بهامش واسع يمكنها من التحرك وفقاً للدستور.

ناجحة بعدة مقاييس

من جانبه وصف نائب رئيس الوزراء الأردني السابق جواد العناني، التجربة الديمقراطية الكويتية بالناجحة وبمقاييس عدة، باعتبارها قائمة على انتخابات حرة ونزيهة، ولم تشهد حتى الآن شكوكاً في جدواها، ولم تجر عملية نقد للاقتراع، أو تدخل في فرز الأصوات، لذلك ينتخب الناس من يمثلونهم في البرلمان.وقال العناني: «.. هناك شرائح وآراء متباينة في المجتمع حول أسلوب الإدارة أو الحكم الرشيد، لذلك نرى بعض الخلافات التي تطفو على السطح.. تطرح الثقة ببعض المسؤولين أو تخلق أزمات متتالية بين الحكومة والبرلمان، وأدت في كثير من الأحيان إلى تعطيل العمل السياسي، إلا أن الكويت لم تستغنِ عن الديمقراطية».

الأولى عربياً

من جهته، قال رئيس البرلمان العراقي السابق حاجم الحسني: إن «التجربة الديمقراطية في الكويت من أقدم التجارب عربياً، وهي ناجحة رغم ما يتخللها من شوائب داخل البرلمان أحياناً، لكنها بشكل عام رائدة».وفي معرض مشاركته في القضية، قال رئيس البرلمان الأردني السابق سعد هايل السرور، تصوري لدى الديمقراطية الكويتية يأتي من زاويتين الأولى.. حرية التعبير لدى وسائل الإعلام وخصوصاً الصحافة، وتتمثل الثانية بالممارسة البرلمانية.وأعرب السرور عن اعتقاده بأن الممارسة الديمقراطية الكويتية هي في المرتبة الأولى عربياً، وفي حقيقة الأمر هي ممارسة مميزة في الطروحات، إن كان في البرلمان، أو في الإعلام، ونلحظ ذلك على مختلف المسارات البرلمانية.

ممارسة تحترم

بدوره، قال الوزير البحريني السابق د.علي فخرو: إن «الديمقراطية الكويتية هي إحدى أكثر الديمقراطيات العربية حيوية، بل تجعل الإنسان العربي يفتخر بها، وصحيح أن هناك إصراراً على طرح بعض القضايا الفرعية هنا وهناك، لكن كل ذلك سيصلحه الزمن وهو كفيل به، وأعتقد أن الأخوة الكويتيين أثبتوا يوماً بعد يوم تمسكهم بالديمقراطية بشكل منقطع النظير.

تاريخية ومتميزة

في الاتجاه نفسه وصف عضو مجلس الشورى السعودي السابق د.خليل الخليل التجربة الديمقراطية في الكويت بالتاريخية والمتميزة، والتي تستحق الدراسة، والوقوف أمام منطلقاتها والمحطات التي مرّت بها.وقال الخليل إنه «كان يمكن أن تكون الكويت نموذجاً لمشاركة شعبية في دول مجلس التعاون، إلا أنها في السنوات الأخيرة تعثرت، وأصيبت بأمراض وانتكاسات محزنة وخطيرة»، ورأى أن الديمقراطية الكويتية «تراجعت لتصبح ضحية القبلية، والتحزب الديني الحزبي أو الطائفي».

تمتين التجربة

وعن تمتين التجربة الديمقراطية الكويتية، قال الكاتب المقيم في أميركا بهاء الدين الخاقاني: إن «الكويت تحتاج الى بحث سبل التحديث الدستوري، ودراسة التجربة، ووضع مقترحات لتمتينها، فيما قال نائب رئيس حزب مصر حسين راشد، إن الكويت رغم صغر حجمها ومحدودية سكانها، لكنها كباقي الدول لم تستطع أن تجعل من هذه الميزة تآلفاً وتلاحماً يفيد هذا المجتمع.

كيد وصراع سياسي

واعتبر الباحث السعودي محمد الجديعي أن «التجربة الديمقراطية تتميز عن غيرها بغرابة أطوارها، إذ إنها وفي وقت ساهمت في زيادة الشفافية ومراقبة المال العام، إلا أنها تستخدم في مواقف معينة بطريقة تعسفية، ويظهر فيها الكيد، وأحياناً التجني على بعض أعضاء الحكومة.من ناحيتها وصفت رئيسة تحرير صحيفة الصباح الفلسطينية سرى القدوة، الديمقراطية الكويتية بالتجربة الرائدة والمهمة وهي في طريقها إلى أن تتعدى الصراع السياسي إلى عمليات ديمقراطية شاملة، فيما أهم ما يمكن أن تتميز به هو مشاركة المرأة الكويتية بفاعلية ودخولها إلى البرلمان.