رسالة عاجلة إلى القمّة العربية

رسالة عاجلة إلى القمّة العربية

من مضطهدي الشعب السوري

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

السيد رئيس المؤتمر الموقر فخامة الرئيس مُعمّر القذافي

بكل الحب والود والإكبار والإعجاب بخطواتكم الجريئة في السنوات الأخيرة أرفع لفخامتكم هذه الرسالة من أبنائكم وإخوانكم المُضطهدين أبناء الشعب السوري ، الرازحين تحت نير الأحكام العرفية وقوانين الطوارئ التعسفية ، ومحاكم التفتيش العسكرية التي تستهدف أصحاب الفكر والرأي والناشطين السياسيين والحقوقيين وكل المُخالفين لنظام الحكم التعسفي في سورية ، عساكم أن تضموها لجدول أعمالكم في مؤتمركم المُنعقد في بلادكم لمناقشتها ، والعمل على حلّها كما أنهيتم أنتم مشكلة أمثالنا في ليبيا من المواطنين الليبيين بكل جرأة واقتدار ، وإننا نتتطلع إليكم أيها الزعيم لأخذ المُبادرة على عاتقككم والسعي لحل هذه المُعضلة التي طال عليها الزمان ن وبلغت محنتها لأكثر من ثلاثة عقود ، وحرمان الملايين السوريين من رؤية ذويهم ، سواء كان على الجانب المُعتقل ولأكثر من ثلاثين ألف مفقود داخل السجون والزنازين السورية أو لعشرات الآلاف المنفيين قسراً عن سورية ، وبما يُماثله من الأضعاف المُضاعفة في الداخل السوري الذين يحنّون للم الشمل وإنهاء المأساة العميقة ، أو مُعتقلي الرأي في العهد الجديد القديم الذي لم يُحرك ساكناً تجاه المآسي الإنسانية في سورية

السيد الرئيس

: طالعتنا الصحف والمجلات وشاشات التلفاز وبكثافة وبدفع من نظام الحكم في سورية عبر الفضائيات وقبل اجتماع القمّة العربية الثانية والعشرين عندكم في سرت السبت 28/ 3/ 2010عن ما سُمّي بالمبادرة السورية لوضع آلية لإدارة الخلافات العربية العربية, ومأسسة الجامعة العربية ، والتي أقرها وزراء الخارجية العرب مساء أمس الخميس بدعوى تعزيز التضامن العربي والعمل العربي المشترك ، وكما ذكر الرئيس بشار الأسد بدعوى التركيز على لم الشمل وتجاوز الخلافات العربية بما يوصل إلى التضامن العربي وإنقاذ القدس من الاعتداءات والمخططات الإسرائيلية وانتهاكاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبما علّق عليها وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأنها بأنها جاءت استجابة للأوضاع العربية الراهنة والتحديات التي تواجهها الأمة ، وبما أفصح عنه السفير السوري في القاهرة ... وهو لبّ القصيد لعدم اللجوء إلى الحملات الإعلامية في حال وجود الخلافات لكي لاينكشف زيغ السياسة السورية على حقيقتها تحت دعوى لإمكانية إدارة الخلافات مضيفا أن" المبادرة السورية تقترح في حالة وجود خلافات بين دولتين عربيتين أن يتم تشكيل لجنة من الترويكا العربية مضافة إليها الدولتين أصحاب الخلاف لبحث القضايا الخلافية بين الجانبين ومحاولة إيجاد حلول لها على أن ترفع بعد ذلك إلى رئيس القمة العربية".

وإلى هنا أيّها الرئيس للقمّة العربية الكلام جميل مع تمنياتنا تحقيقه ، ولكن أليس قد ورد في الأمثال العربية القائلة " بأنّ جحا هو أولى بلحم ثوره ، وأليست الصدقة على اهل البيت أولى من الغريب ؟ وأليس الأولى بترميم البيت الداخلي المنهار أفضل من ترميم بيت الجيران الأقل تضرراً ، كما فعلتم أنتم في بلادكم ، وهنا أوجه السؤال لكم أيها الرئيس بعد خطوتكم الجريئة ليُقتدى بها... ألم تشعرون بالسعادة وراحة الضمير أكثر من ذي قبل ؟ ألم تتغير نظرة العالم وشعبكم لكم ؟ ألا تشعرون بالسند الشعبي أكثر من ذي قبل لمواجهة المخاطر الخارجية والمناورة واستقلالية الكلمة ؟ وبالله عليك كيف ممكن مواجهة مخاطر العدوان والانتهاكات الإسرائيلية والحاكم الذي يدعي الى ذلك في بلاده أكبر انتهاكات لحقوق الإنسان في العالم ؟ وكيف يمكن لهذا الحاكم أن يدعو إلى لم الشمل العربي وفي بلاده تجري اكبر عملية تشتيت للم الشمل المحلّي بما سُمّي بكارثة العصر ؟ لأكثر من مأتي ألف سوري كردي بلا وثائق ولا اعتراف منذ ستين عاماً بهؤلاء ولاوثائق لهم ولا حقوق ، ولأكثر من مئة ألف منفي سوري موزعين على أقطار الأرض بعوائلهم وأُسرهم وأبنائهم وذرا ريهم ومحرومين من أبسط حقوق المواطنة والوثائق وعلى مدار عدّة أجيال ، ولأكثر من ثلاثين ألف مختفي داخل السجون ولا أحد يعلم عنهم شيئاً ، ولأكثر من خمسين ألف شهيد وقعوا ضحايا النظام في الفترة السابقة واللاحقة ولم يُدفع لهم أي تعويض ، وللمئات ممن اُعتقلوا وحوكموا ظُلما في العهد الحالي

السيد الرئيس : أدعوكم بكل الإخلاص لأخذ زمام المبادرة لما عرفت عنكم من الجرأة لحل هذه المُعضلة المستعصية المُزمنة ، وطرحها في مجلسكم الموقر ليتم التداول بها ، لكون النظام يرفض البحث في حلّها تعنتاً واستكباراً ، ونحن قد مددنا اليد البيضاء لحل هذه المشكلة والمُصيبة الكبرى التي ألمّت بشعبنا طوال تلك السنين ، وقدمنا المُبادرات الكثيرة لأجل ذلك ، وإننا نثق بقدرتكم على فعل شيء إن أردتم ، وهي متناسقة مع لُب وجوهر المُبادرة المطروحة على أعمالكم والتي تقرر على تكريس لغة الحوار في العلاقات العربية العربية مهما بلغت درجة الاختلافات وجعلها نهجا ووسيلة للوصول إلى التوافق كما يُطالب الوفد السوري إليكم

فأملنا بكم كبير أيّها الرئيس بأن تفعلوا شيئاً لأجل شعبكم السوري ، وبأن ينتج عن مؤتمركم هذا من القرارات مايكون فيه الخدمة لصالح الشعوب ، ليُخلّد أسمكم في التاريخ إن حققت قيادتكم لهذه القمّة شيء تعتز به الشعوب ، ولاسيمّا نُصرة قضية الشعب الفلسطيني والمُحاصرين في غزّة الإباء والكرامة ، أملين بأن نرى شيئاً ملموساً ومُميزاً عن القمم السابقة ، ولكم فائق الاحترام والتقدير

أنت في قلوبنا يامنديلا وعلم سورية الأشم القاضي المحامي الحقوقي هيثم المالح ..، لن ننساك أيها الشيخ الجليل الثمانيني ، واعتقالك يُمثل انتكاسة أخلاقية وإنسانية تُضاف إلى سجل هذا النظام ، قلوبنا معك أيها الحبيب الصامد ، أيها الرجل المقدام ، لم تنل من عزيمتك الشيخوخة ياسيدي ، وأنت سيد الرجال ، ولنُسطر اسمك في التاريخ رمزاً من أعظم الرجال ، فاق مانديلا وغاندي ، بل ولُنسمي انتفاضتنا الفكرية والثقافية والأخلاقية باسمك أيها العملاق ، بوركت وبوركت البطن التي أنجبتك ياسيد الأحرار ، ياسيد الشجعان يارمز الرجولة والعلو والافتخار