مأزق فتح

وأزمة قرضاي فلسطين

أحمد الفلو*

[email protected]

يبدو أن أهم سمات الإفلاس السياسي الفتحاوي بدأت تتجلى في الشارع الفلسطيني على شكل افتعال مصادمات دموية الهدف منها الإساءة إلى الحركة التي رفعت راية االاصلاح والتغيير وتخليص المجتمع الفلسطيني الدجاجلة واللصوص الذين لا يجيدون سوى الصراخ الفارغ و ادعاء الوطنية المأجورة , ومعظم هؤلاء الفتحاويين لا يتقنون سوى مهنة حركي متفرغ أي أنه ينام في بيته و يتقاضى راتباً بالدولار  مقابل أن يوالي قيادته وينفذ أوامرها دون تفكير ولا تردد مقابل ذلك الراتب الذي يتقاضاه , ولن نتجنى على هؤلاء حين نُذَكّرهم بالشعارات التي رفعوها بعد تسميم ياسر عرفات والتخلص منه وقتله على يد دحلان بالاشتراك مع محمود عباس حين هتفوا في خيمة العزاء في غزة ((لا عباس ولا دحلان …أبو عمار هو العنوان)) .

   هؤلاء أنفسهم الآن حملوا صور دحلان وعباس في غزة ونفذوا أوامر سيدهم القابع في رام الله بعد أن تلقوا مخصصاتهم الشهرية بالدولار التي أرسلها لهم عباس إلى غزة مع صوره وشعاراته بهدف إثارة الفوضى و الفلتان الأمني , ولا نعلم كيف أن هذه القطعان غيرت رأيها و أوقعت نفسها في التناقضات الغريبة من خلال خروجها في مهرجان ذكرى مقتل عرفات لتهتف وتحمل صور قاتليه , وضد حركة حماس التي تطالب باستمرار التحقيق في قضية تسميمه و قتله ,,,ولكن التفسير الوحيد لمثل هذا السلوك المشين لهذه الجموع الهمجية هو استغلال قيادة رام الله لحاجة الناس للمال من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل الحصار العربي الإسرائيلي لقطاع غزة ,,, ومن هذا التفسير الذي ذكرناه يمكننا القول أن قصة الأحداث الأخيرة والسابقة في غزة لم تكن تجري بدوافع مبدئية مطلقاً , بل هو نوع من استغلال السادة في رام الله للجوع الذي يعاني منه هؤلاء الذين يعملون بمهنة متفرغ فتحاوي في غزة .

لقد أثبتت الأحداث الدموية الأخيرة في غزة أن الصهاينة قد نجحوا وبامتياز في في تحويل حركة فتح التي كانت حركة وطنية مخلصة مناضلة كنا نفتخر بها ونعتز بشهدائها وأبطالها , تحويلها إلى حركة يتلاعب بها الصهاينة في تل ابيب ومعهم البهلوانات الراقصة في رام الله , و بعد أن كنا بصفتنا فلسطينيون نتوق لرؤية أبطال وشهداء أمثال أبي جهاد و أبي إياد , أصبحنا الآن نداري خجلنا وخيبتنا من عباس ودحلان والطيراوي ومن كاد كيدهم من شلة الأنس الأنابوليسية . ولولا فسحة الأمل التي ظهرت في الأجواء السياسية الفلسطينية ببزوغ الفجر الحمساوي و القسّامي المتمسك بثوابت قضيتنا العادلة والمقدسة أقول لولا أتباع الشيخ الشهيد أحمد ياسين وثباتهم الراسخ على المبدأ ,,, ووقوفهم في وجه عصابات عباس ومجرمي دحلان لولا ذلك لتمكَّن هؤلاء من جعل شعبنا مجموعات من العبيد والخدم عند بني صهيون .

   نود فقط تذكير المرتزقة الفتحاويين بالحديث الذي دار بين ياسر عرفات وبين دحلان عندما علم عرفات من مصادره الخاصة بأن هناك مؤامرة علي حياته سوف يقوم بها محمد دحلان‏,‏ وكان يومها يحتل رئاسة الأمن الوقائي في غزة‏,‏ فجاء عرفات بدحلان إلي مكتبه‏,‏ وأخبره بما لديه‏,‏ فأنكر دحلان القصة برمتها‏,‏ وقال إنها من افتراءات المنافسين له‏,‏وأن ولاءه المطلق للقاتد والرمزالفلسطيني أبو عمار‏,‏ الذي كان يمشي في تلك اللحظة جيئة وذهابا ويداه خلف ظهره‏,‏ وبعد أن استمع كاتما غضبه‏,‏ نظر في عيني حارسه السابق في أيام تونس‏,‏ وقال له اسمع يادحلان:( قاتل أبيه لا يرث‏).‏خرج دحلان بعد ذلك من الأمن الوقائي  ليختفي من الصورة وقتا طويلا‏,‏ ليظهر في حكومة محمود عباس‏'‏ أبومازن‏'‏ كقائم بأعمال وزير الداخلية .

كان هذا فقط لتذكير هؤلاء المعاندين من فتح ليعودوا إلى رشدهم ويعرفوا أن فلسطين فوق الحزبية وفوق فتح وهي أيضاً فوق حماس . كما نذكرهم أن حكومة اسماعيل هنية الشرعية هي التي سمحت لهؤلاء الفتحاويين بإقامة مهرجانهم , في الوقت الذي تقوم به عصابات محمود عباس غير الشرعية باعتقال أعضاء حماس وتعذيبهم دون رحمة وهل تسمح سلطة عباس  وربيبه فياض بإقامة مهرجان لذكرى استشهاد القائد الرمز الشيخ احمد ياسين مثلاً؟؟ قال تعالى {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }الحج46

  لابد وجود عقلاء في حركة فتح يقومون بتوعية كوادرهم الوطنية بأنهم الآن وقعوا في فخ الجناح التحريفي والمجرم في قيادة فتح بعد وفاة قائدها ياسر عرفات وأن أهم أهداف هذا الجناح هو إنهاء حركة فتح فعلياً باعتبارها حركة وطنية مناضلة ضد العدو الصهيوني إلى حركة خاضعة للعدو ومنفذة لمخططاته.

               

* كاتب فلسطيني