دعوة جماعية للتبرؤ من محمود عباس

دعوة جماعية للتبرؤ من محمود عباس

أحمد الفلو*

[email protected]

بعد أن قام المدعو رياض منصور مندوب محمود عباس في الأمم المتحدة وبأوامر رئيسه بطرح مشروع قرار في أروقة الأمم المتحدة يعتبر فيه حركة حماس ميليشيا إرهابية خارجة على القانون بالإضافة إلى إدانة أساليب المقاومة التي تتبناها الفصائل الفلسطينية لم يعد لدى الفلسطينيين أدنى شك في أن رئيس سلطة الحكم الذاتي المحدود وزمرته المتصهينة  في رام الله إنما يمارسون أبشع أنواع الدعارة السياسية , و قد أثبتت السلوكيات الشائنة التي يمارسها هؤلاء أنهم لا يقيمون وزناً لخلق أو مبدأ في سبيل التشبث بالمناصب والوظائف التي تجلب لهم الامتيازات والمنافع و المصالح المالية والاقتصادية .

ومن المؤكد أن ضرورات المصلحة الوطنية الفلسطينية ومستلزمات العمل الوطني باتت الآن أكثر تصادماً و تضاداً في وجه المصالح الشخصية النفعية للرئيس و معاونيه , ولسبب بسيط جداً هو أن القضايا الكبرى مثل قضية فلسطين تحتاج لرجال عظماء يحملونها ويضحون من أجلها بل ويموتون من أجلها دون تردد , بينما الواقع الذي تعيشه القضية الفلسطينية مخالف تماماً للمنطق بل ومخالف أيضاً لأبسط قواعد العمل الوطني والجهادي حيث نرى أقزام في منتهى الصغر يتولون دفة العمل السياسي لقضية أعظم منهم وأكبر بكثير .

وفي هذا السياق نذكر ما يقوم به عباس و المرتزقة المحيطون به من تحويل المعركة الداخلية الفلسطينية التي تم فيها هزيمتهم وفشلهم الذريع أمام الشعبية الكاسحة لحركة حماس , تحويلها إلى ميدان التدويل وتحريف معانيها و تغيير مسارها حيث اختار الشعب الفلسطيني نهج المقاومة والجهاد وبطريقة متفقة تماماً مع المعايير الديمقراطية التي يدعيها الغرب وعبر صناديق الاقتراع , وكما يعرف الجميع فإن التدويل هو فقدان السيادة , وبذلك يطمح عباس إلى تسليم السيادة على قضية فلسطين لأسياده في تل أبيب وواشنطن , ومن المخجل حقاً للحلف الذي أسَّسته إسرائيل مع سلطة عباس وبدعم أمريكي أن يتحول هذا النجاح الانتخابي الفلسطيني الحر إلى جزء من حملة مكافحة الإرهاب ((أو بالأحرى حملة مكافحة الإسلام)) التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية , وهنا يكمن جوهر كلامنا حيث أن هناك مقايضة فعلية تتم الآن بين الإسرائيليين وبين سلطة محمود عباس وزمرته يتم بموجبها أن يقوم عباس وأزلامه بتقديم الخدمات الاستخباراتية عن المجاهدين والناشطين الفلسطينيين سواء كانوا عسكريين أو سياسيين و المساعدة في اعتقالهم أو اغتيالهم , والقيام كذلك بتهيئة الأجواء للتنازل عن الثوابت الأساسية لقضية فلسطين وهي القدس واللاجئين , وبالمقابل تقوم إسرائيل ومعها الولايات المتحدة بتثبيت عباس وأزلامه في مناصبهم واستمرار أعمالهم المالية والتجارية وتسهيل مهامهم حتى لو كانت على حساب تجويع أطفال غزة .

وربما كانت الوثائق التي كشفت عنها أجهزة الحكومة الشرعية المنتخبة بعد تحرير غزة وتطهيرها من الخونة والعملاء والتي عثرت عليها حكومة هنية الشرعية في مقر المخابرات دليلاً كافياً , ناهيك عما يقوم به المدعو رياض منصور مندوب الزمرة المقرفة حين وقف معارضاً لمشروع القرار الاندونيسي القطري لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني وسجل سابقة تاريخية لرئيس قزم يقف ضد إطعام أطفال الشعب الفلسطيني . ويقترح الآن مشروعاً يثير الاشمئزاز يستجلب بموجبه القوات الأمريكية لاحتلال قطاع غزة وتحريره من الحكومة الشرعية المنتخبة , وليس للمساعدة في تحريره من الاحتلال الإسرائيلي .

  إن أمثال هكذا رئيس ومعه الزمرة الباحثة عن(( السلطة من أجل المصالح المالية )) لا تصلح لقيادة شعب عظيم الإرادة كشعب فلسطين وغير مؤهلة أبداً لتولي زمام قضية كبرى كقضية فلسطين , بل إن كل مؤهلات هذه الزمرة وإمكاناتها لا ترقى في حدها الأقصى إلاّ لزعامة عصابات تهريب الكوكائين أو تجارة الرقيق الأبيض لا أكثر . ولم ولن أتجنى على هؤلاء حين نكشف عن جزء من اعترافات عصابات المخدرات التي ألقي عليها القبض في غزة وكيف أنهم كانوا يخصصون جزءً من ريعها لدحلان ومن ثم لرئيسه .

   ولا بد لنا من التلميح للأخوة في حماس بالكف عن الاستمرار في الدعوة للحوار مع أمثال هكذا رئيس ومعه هكذا بطانة خاصة وأنه فقد شرعيته أمام ستة ملايين لاجيء في الشتات ومليوني مواطن في غزة والضفة , لأن هذا الرجل من صنف (( وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا)).

إنني و بكل اعتزاز وفخر أدعو كل فلسطيني شريف في العالم وكل عربي ومسلم من التجاوب مع مبادرتي الاحتجاجية على ما يفعله مندوب عباس في الأمم المتحدة من أفعال مثيرة للقرف والاشمئزاز وبصفتي إنسان فلسطيني عربي مسلم وهي التقيؤ في وجه محمود عباس وزمرته ومن لم يستطع التقيؤ فليتبرَّأ من المذكور دون تردد .

                

* كاتب فلسطيني